أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زهير دعيم - مقتل ابن لادن لم يفرحني














المزيد.....


مقتل ابن لادن لم يفرحني


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 13:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في صباح يوم الاثنين الماضي ، استفاق العالم كلّه على خبر مثير قسم وشطر البشر الى شطرين ، فمنهم من فرح ورقص طربًا، ومنهم من امتعض وحزن وغضب.
نعم فقد استطاع " محاربو اسود البحر" الامريكيون من الوصول – بعد جهد جهيد- الى مخبأ اسامة بن لادن في الباكستان والقضاء عليه وعلى وريثه وآخرين.
هذا الابن لادن الذي آمن بكلّ حواسه بأنّه بقتل البشر " الكافرين" يُرضي الله ويُسدي اليه معروفًا، ناسيًا أن الله أعلن لنا من خلال انبيائه ومسيحه أنّه أبّ سماويّ ،أفضل بما لا يقاس من الابوّة الارضيّة ، هذه الابوّة التي لا تعرف الا البذل والعطاء ، فكيف سيكون حال الابوّة الآتية من فوق ؟!!!.
انه أب حنون لا يُفرّق بين هذا وذاك ؛ بين اسود واشقر واصفر ، بين مسيحيّ ومسلم وهندوسيّ ، فالكلّ ابناؤه ، ويتوق ان يسيروا في موكبه حاملين معهم في الصدور والقلوب شريعته.
هناك من رقص وغنّى واغتبط ، وهناك من حزن وغضب وتحامل ..... أمّا أنا فقد عشت الحيْرة بأمّها وأبيها ، فأنا لا أشمت ولا أفرح والوحي الالهي يقول من خلال حزقيال النبيّ : " والله لا يُسرّ بموت الشّرير ، بل ان يرجع ويحيا "..فهل لي ان اخالفه ام ان اوافقه ؟!!!
فرغم الشرّ الذي زرعه هذا الانسان ( ابن لادن) في الارض فاننا نشفق عليه، ونُصلّي أن يفتح ساكن العرش العظيم عيون مؤديه وأتباعه ، فينبذون العنف والقتل ويميلون الى المحبة ؛ محبة الانسان ، محبة الخير النابعة من فوق والتي هي بلسم شافٍ لكل اوصاب البشر.
حقيقة ليس لنا ان نفرح او ان نشمت ، بل كنّا نتمنى ان يعرف هذا الانسان محبة الإله فيُغيّر طرقه ويتوب ويندم ويعود كما الابن الضّالّ الى حضن الآب.
وصلني من زميلة رائعة تسكن بعيدا خبرا يقول : أنّ هناك كاردينالا طلب ان نصلّي راحة لنفس ابن لادن فقد نقلت وكالة أ.ف. ب. الخبر التالي : قال الكاردينال الفرنسي البير فانهوي الاربعاء ان على المسيحيين "ان يصلوا لراحة نفس" اسامة بن لادن حتى وان كان عدوهم، مؤكدا ان الانجيل يدعو الى الغفران.
وقال الكاردينال المتقاعد البالغ ال87 من العمر الذي يعتبر احد اكبر الاخصائيين في تفسير الانجيل لصحيفة "ال ميساجيرو" الايطالية الاربعاء "لقد صليت لراحة نفس اسامة بن لادن. علينا ان نصلي من اجله كما صلينا لكافة ضحايا اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. هذا من تعاليم المسيح".

ورغم انني لا اؤمن ان الصلاة والتضرّع بعد الموت تجدي نفعًا ، ورغم ذاك أرى ان هذا الكاردينال نموذجًا طيّبًا للمحبة التي لا تعرف الحقد والشماتة والرصاص والتفجير.
اذكر الطرسوسيّ شاؤول يوم كان عدوا لدودا ليسوع وأتباعه ، فطاردهم وقتلهم ولحق بهم الى دمشق ، وكيف ان الربّ لحق به عند ابواب المدينة ، فعانقه واختاره إناءً رائعًا للبشارة ، فتغيّر هذا " المجرم" الذي كان مقتنعًا أنّه بقتل المسيحيين يرضي الله ويكسب لديه حظوة واكاليل مجدٍ ... تغيَّر هذا الشاؤول ، وأضحى بولس الذي نشر البشارة في كل بقعة من بقاع الارض عرفها البشر آنذاك.
يخطيء من يظنّ أن أمريكا وبوش واوباما يُمثّلون المسيحية دومًا ، فكل امرىء وزعيم لا يعشق المحبة ولا يسير على نهج الموعظة على الجبل ، تكون المسيحية بريئة منه ، وانما يكون يدافع عن مصالح ارضية ضيّقة آنيّة .
كنت في حيرة يشوبها الحزن على ابن لادن وكل من ترك هذه الدنيا معه ، وذهب الى الابدية وليس بجعبته جواز السَّفَر الى الملكوت، فإنّ الاحلى والأجمل ان يمتلك الانسان جوازين : الاول من وطنه والآخر- وهو الاروع – من والى السماء.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلاسيكو
- صلوات صغيرة
- سأبقى وفيًّا
- وينثال النّور شؤبوبًا
- البنت النبيلة - قصّة للأطفال
- الزنزانة والمرأة الغريبة
- أمّي لحن الوجود
- مملكة النهر العظيم - قصة للأطفال
- إنّي أعترف
- بين جزيرتي سانت هيلانة وبطمس
- المُهرّج والخيمة
- جورجيت قليني والحُلم المشروع
- قلم الباركر- قصّة للأطفال
- لا تبكي يا إسكندريّة
- حبّو ساكن في ضْلوعي
- ميلادك أحلى عيد
- الوصفة العجيبة
- يا ناقشني على كَفّيكْ
- املأ سواقينا يا ربّ
- أيّها الشرق...نحن باقون


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زهير دعيم - مقتل ابن لادن لم يفرحني