أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - قصيدة: درعا.. بأي لقب نناديك كي ينكسر الحصار














المزيد.....

قصيدة: درعا.. بأي لقب نناديك كي ينكسر الحصار


المثنى الشيخ عطية
شاعر وروائي

(Almothanna Alchekh Atiah)


الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 09:22
المحور: الادب والفن
    



كم سعيدةٌ هي المدينة التي تنتهي رحلة عشاقها بها
فيرفعون كأس نخبها، ويرمون عليها الألقاب:
مدينة السلام، الفيحاء، القدس، المكرّمة، المنوّرة،
عاصمة النور، الزهور، البيضاء..
كم سعيدةً هي المدينة التي تبدأ رحلة عشاقها
بالبحث عن لقب يليق بها، فيحتارون ولا يجدون
إلا أن يهتفوا: "بالروح، بالدم، نفديكِ يا درعا"..
كم سعيدةٌ، درعا بأن يعجز عشاقها عن إيجاد لقبٍ لها
فيحملون في يدهم وردةً، ويرمون بأنفسهم في حضنها
مضرّجين بالدماء..
كم سعيدةٌ حزينةٌ درعا على شبابها أن لا يجدوا
مبرّراً واحداً لأن يعودوا للوراء،
فيرتدون في اندفاعهم ثياب عرسهم أمامها،
وتعجز هي عن أن تغلق الباب
بوجه من أيقظت في دمهم كرامة السحاب..
كم سعيدة درعا، لأن تكون الحضن الذي يعني لهم
حفاوة الحضور في الغياب...
كم حزينة درعا، لأنْ يكون شرط نيلها هذا اللقب..
أن تزفّ شبابها على أسنّة الحراب...
**** **** ****
درعا.. أي لقب يليق بك
أي لقب يليق بالجميلة التي ارتدت ثياب أسلافها
مطرّزة بشقائق النعمان
ونزلت كهوف العالم السفلي
لتحضر الربيع السوري الذي أكله "نظام الخنازير المسوخ"
من لم يرضعوا الحبّ، فنشروا الكراهية
من لم يمتلكوا شرعية الحكم، فأباحوا شريعة الدم
من فقدوا شرعية النظام، فهدّدوا بإشاعة الفوضى
من واجههم الشعب بمظاهرات السلام، فواجهوه بالدبابات..
أي لقب يليق بك أيتها المسالمة التي تسلّحت بالسلم والورود
فجرّدوها أمام إصرارها، على الباب وفي دهاليز الموت
من خبز أهلها، حليب أطفالها، نور بيتها، ومن مائها..
أي لقبٍ يليق بك أيتها الأبية التي حاولوا إذلالها
بجرّها من عنقها في القيود
مرتكبين لترويعها أمامها كلَّ موبقات القتل والتمثيل بالجثث..
أيتها المدينة الأم التي قتلوا شبابها الجرحى في المستشفيات..
أيتها الأم التي ذهبت لإحضار ابنها من المشرحة
ولم ترَ مثلنا نحن المسمّرين أمام الشاشات
أن المسوخ الذين احتجزوا جثته لم يغسلوا دماءه عن وجهه، فقبّلته
لم ترَ مثلنا أن وجهها مطرّزٌ بدم ابنها، ونظرتْ إلينا
مستغربةً نظراتنا، لا تعرف ماذا تقول..
أيتها الأمّ الكبرى، المكابرة التي أزهرت دماء ابنها على خدّها
شقائق النعمان دون أن تسقيها الدموع
أيتها الأم الصابرة التي تسمع صراخ أطفالها
يُطحنون بين أنياب المسوخ وتحت غائلة الجوع
وتكابر أمام حصار دبابات المسوخ
من لا يسمعون صراخ طفل
من لم يعودوا سوى آلة قتل..
أيتها الأم الأبية التي حاولوا إذلالها بكل موبقات القتل
لكنها دخلت برأسها المرفوع كالنهار
رافعةً علامة الحرّية والصلبان والأهلّة
مواجهةً الموتَ بإرادة الحياة، الحصارَ بشغف الحرّية
وناثرة النار في الشعار الذي يعلو في وديان حوران:
" الموت.. ولا المذلّة"
درعا.. بأيّ لقبٍ نناديك يا درعا لكي نكسر الحصار
أي لقب نطلقه عليك يا درعا ليولد النهار
أي لقب نرفع له كؤوس أنخابنا، لمجدك عالياً
أيتها المجيدة الممجّدة
يامدينة الحرية
يازهرة الحرّية
ياسيدة ربيعنا السوري
ربيع سورية الديمقراطية الواحدة المتعدّدة.



#المثنى_الشيخ_عطية (هاشتاغ)       Almothanna_Alchekh_Atiah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم ستقتل منّا في هذا الصباح


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المثنى الشيخ عطية - قصيدة: درعا.. بأي لقب نناديك كي ينكسر الحصار