أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد كشكولي - تشومسكي - المهاجم الذي لا يحسن الدفاع














المزيد.....

تشومسكي - المهاجم الذي لا يحسن الدفاع


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 1001 - 2004 / 10 / 29 - 11:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لفت انتباهي الاهتمام الكبير الذي كان ولا يزال يوليه بعض المثقفين العراقيين و العرب المعادين لأمريكا واسرائيل لأفكار و طروحات المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي . و للكثير من هذا البعض يكفي أن يكون المرء معاديا لإسرائيل ، و لو لم يستوعبوا أفكاره ، ليحظى عندهم بالقبول ، وليرددوا كالببغاوات مقولاته، من قبيل أن أمريكا هاجسها النفط وبسببه احتلت العراق ، و أنها تدعم اسرائيل ، و أن اللوبي الصهيوني هم المتحكمون بالسياسة الأمريكية و ألخ من كلام ينهالون به على رؤوس أبناء شعوبهم المغلوبة على أمرها. و إن تشومسكي في تهويله لبشاعة أمريكا ، و خاصة في تعاملها مع العالم خارجها ، ممل إلى حد كبير .
و من البديهيات التي لا يجهلها أي مهتم أن أمريكا ارتكبت جرائم بحق الإنسانية في فيتنام وكمبوديا و بعض بلدان أمريكا اللاتينية. و قد دعمت منظمات إرهابية إسلامية بالمال و السلاح و المعنويات ، و أقامت أنظمة دكتاتورية في بعض البلدان ، لأن هذه المنظمات الإرهابية ، و الأنظمة الدكتاتورية كانت تخدم مصالحها .. أو أن هناك ملايين من البشر في الولايات المتحدة يعيشون تحت خط الفقر .. هذه حقائق تقف حائلا أمام من يريد اظهار الولايات المتحدة بريئة براءة الذئب من دم يوسف. لكن هذه الحقائق لن تمسي طابعا أبديا لهذه الدولة العظمى. إنها كانت من افرازات الحرب الباردة في القرن الماضي . و لكن ثمة من حقيقة يجهلها أو يتجاهلها كثيرون ، وهي أن في عصرنا كل الوقائع تركد أن أمريكا ليس بوسعا لوحدها التحرك و بلورة النظام العالمي من دون مشاركة الآخرين ، سواء دول صناعية متطورة ، أو دول و بلدان فقيرة. و لهذا فالوقوف في هذه المحطة و الالتفات فحسب الى الوراء يؤدي بالمرء أن تفوته كل معالم الحاضر والمستقبل.
إن تشومسكي يجتر بتلك الوقائع منذ اربعين عاما ، وأن الذي يردد وراءه مقولاته يكشف عن خوائه الثقافي و الفكري و عقم تفكيره . و اتعجب من اناس يدّعون بالشيوعية و اليسار و الماركسية يؤيدون أفكار تشومسكي و يتلقفون كتبه و يطبعونها بوفرة ، في وقت يهاجم هذا التشومسكي الشيوعية وأفكار ماركس و لينين و ستالين ، و يعرّي حسب إدعائه"أدوات القمع الشيوعية". بعض اليسار _ المحسّن و المقبول رأسماليا و المتبرئ من كل أفكار ماركس ولينين وستالين _ ، يتبنون طروحات تشومسكي _ المعتبر يساريا أيضا عند اليمين الرأسمالي_ كبوابة للمشاركة في الحكم ، ز نيا المقبولية في عصر المنافسة و السوق ، و لو بشئ يسير، في أجواء الانفتاح ، بعد أن كان هذا اليسار مهمشا الى حد كبير. إن انتشار ترجمات كتبه بالعربية و بشكل واسع يقف وراءه الكتاب العرب المعادون لإسرائيل ، مما يعزز ترسخ فكر و ثقافة تشومسكي بين المثقفين العرب ، وخاصة أن معظمهم لا يقرأ إلا بالعربية. و ان تشومسكي حتى في اوروبا يضرب على الوتر الحساس في مسعاه التحريضي ضد الولايات المتحدة .. ففي العام الماضي في زيارته للبلدان الاسكندنافية ، قال" إنكم تقفون على مشارف نهاية الوجود الإنساني "، و القصد كان واضحا ، أي بسبب الشر الأمريكي ، وليس سواه. فالمعجبون بهذا المفكر عربا ويسارا اوروبيا ، كلهم يؤمنون بنظرية المؤامرة. و نظرية المؤامرة ، متضمنة في طروحاته ، لكثرة استخدامه لمصطلحات الخير و الشر و الشيطان و الرحمن . إن هذا المفكر يقف مع الراحل ادوارد سعيد في خانة واحدة ، حين كان يقف هذا الأخير ضد تغيير الأنظمة القمعية مثل النظام البعثي في منطقتنا ، و كان هذا الأخير ، رغم كونه غير مسلم ، لكن مهووس بالقومية ، يتنبنى نفس موقف الإمام الخميني من المرأة . و إن تشومسكي و سعيد و الراحل هادي العلوي لم يكونوا يرون في الغرب سوى الاستعمار و الاستغلال و الرأسمالية .

فللشر بلا شك جذوره العميقة في الولايات المتحدة ، كما للخير أيضا جذوره العميقة . و هذه الحقيقة تنسحب على كل العالم ، و في مقدمته العالم الاسلامي و الشرقي. و إن علمنا ذلك الشر الأمريكي ما هو ، ينبغي علينا أن نفكر بالخير الأمريكي أيضا ... و الخير لا يأتي بسهولة و بدون تضحيات .. فمنذ أعوام تسقط أنظمة دكتاتورية تباعا ، و هناك أنظمة تقوم باصلاحات في مجالات حقوق الإنسان ، و تحسين مستوى المعيشة . و ازدادت الرقابة من المنظمات غير الحكومية على الأنظمة الحاكمة لتسجيل أي انتهاك لكرامة الانسان و حرياته . هكذا فتشومسكي و المعجبون بأفكاره مهاجمون فقط و لا يحسنون الدفاع.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستفيدون من عدم قبول تركيا في الإتحاد الأوروبي
- شتّان بين التعاليم الدينية و سلوكيات شعب العراق السمحاء
- لماذا تراجعت الثقافة التقدمية و التحررية في العراق؟
- شفاه الموت
- بين المادة التاسعة من القانون الأساسي في العهد الملكي و الما ...
- الأديب السويدي المنتحر ستيغ داغرمان و حفرياته في النفس الإنس ...
- الحياة مثل العشب
- صلاح الدين و صدام
- أحلام خضراء تخضب خطواتي
- الشرق و الغرب التقيا في اسطنبول قلبيا
- عربدة مقتدى زوبعة في فنجان
- في المربد عرس واوية حقيقي
- العفاف الإسلامي المغلوط
- مراهنة خاسرة على الأخلاق
- في الخيال الشعري
- فوق شاهدة ضريحك اخضرّت أحلامي
- ثياب الامبراطور بوش
- لا تقولي في القرآن برأيك ، يا بلقيس !
- مد وجزر
- جياد من ريح


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد كشكولي - تشومسكي - المهاجم الذي لا يحسن الدفاع