أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - خيوط اللعبة














المزيد.....


خيوط اللعبة


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 21:15
المحور: الادب والفن
    


طبيعي أن تكون حياتك روتينية

مألوفة

بين صباح ومساء وبينهما طازج

او شيئا متكرر

والكثير من البشر يحيا حياته دون شيئا مدهش

دون مفاجأة قصوى

دون معجزة صغرى او كبرى

ولكن من المزعج او المقلق او من السر

ان تحيا حياتك بين المدهش والمفاجأة

والممنوع والمخيف

والمجهول والعميق

وبينهم ما هو عادي ومألوف وروتيني

حيث الحواس العاجزة والأحاسيس الإجترارية

الملتصقة ببعضنا كالظل

الفرق بين كائن غرائزي غده كأمسه

صباحه كمسائه

ماضية كمستقبله

حياته كمماته

وبين كائن حي من لحم ودم

يفرح .. يحزن . يغامر .. يثور

يحلق .. يرقص .. ينتصر .. ويخور

لايسبح مع القطيع متصلب الشرايين المعرفية

ولا يفقه معنى سواقي الرمال الموهومة بالتحرك

وأراضي الثوابت المطلقة التي لا تتغير

فلولا مغامرة مجنون لما اكتشفنا البحار

ولا الفضاء ولا القارات ولا الكائنات ولا كل الكون

ولا حتى ذواتنا المـُضببة



من كسر قفص الروتين العبثي هو من جعلنا نتقدم نتطور

نبحث فنجد ..

نسأل فنجيب ..

نقرع أبواب العلم فيفتح لنا للأبد

نشك فنكتشف هشاشة فكرتنا ويقيننا

وفراغ خزينة كنوزنا

وسماءنا النحاسية



ولكن لكل طريق ضريبته .. حساب نفقته

ولكل اختيار مخاضه وثماره

" فلا يوجد شيء غالي بلا ثمن باهظ "

وإكتشافك أنك تتحكم بمصيرك

وأن كل خيوط اللعبة في يدك ..

وأنك مسئول لأنك حر

بل أنك لست دمية ولست قطعة من قطع الشطرنج الأبيض أو الأسود

فمسرح العرائس مضحك للغاية

واللامعنى عبثي للغاية

الآن تكتشف أنك في لحظة ما وفي يوم ما وفي سنة ما

وفي مكان ما يمكن أن تغير حياتك كلها

180 درجة إنسانية

وينقلب خريفك الروتيني إلى ربيع مفاجيء

أو العكس

تتحول جنتك الصناعية المعقمة بالتلوث

إلى أرض السقوط .. أرض الخوف

كل شيئ ممكن

كل شيئ محتمل

كل شيء متاح

لا عصمة في لعبة الحياة

لا ملائكة ولا شياطين تسكن أرضنا

العصمة للأنبياء وللأموات فقط

والكمال للإله وحده لا شريك له

وللدائرة السرمدية

ولكن لنا نحن

نصف الكأس الفارغ

الذي يشتهي دوماً الإكتمال دون صبر وبكل رجاء

بإحباط وبأمل مربك

بيد تقطف التفاحة وبعين مليئة بدموع التوبة

وما بين المسمارين نعلق على خشبة

نعلق على حلم

نعلق على وعد

نعلق على وهم

فنكتب رواية حياتنا

أو تكتبنا روايتنا

خلودنا الترابي

ما بين الميلاد والموت فصول متكررة مبتذلة سخيفة

أو فصول جميلة اختيارية مبدعة حزينة

من منا يطرز للكفن

ومن منا يـٌملح الحياة

من منا يكرر حياته بالباطل كالأمم

ومن منا لا ينزل نهر الحياة مرتين

من منا قلبه ينخره السوس والفراغ المميت

ومن منا يعرف كنز قلبه حيث الأحلام المخلدة

من منا لا يتذكر نفسه ولا يتذكره الآخرين

ومن ربح نفسه فربحه الآخرون

من منا



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طعم البُن .. وفيروز
- أنا ليه قرفان ؟!
- تراتيل الملائكة والشياطين قبل السقوط
- لمن قالوا “نعم” !!
- ثورة مع إيقاف التنفيذ
- اوعى يا ابو زيد تكون ما غزيت
- مولد سيدي الثورة
- رفاق ثورة 25 يناير
- خرج من الفيسبوك ولم يعد
- ثورة اللوتس .. استقراء مشارك وليس مشاهد
- الاستعمار الوطني .. والاستقواء بالداخل !!
- بح .. الفتنة الطائفية !!
- كتاب الجهل المقدس
- كيف ؟؟
- ايه البوليكا دي ؟!
- خطاب تنحي الأمة
- النبوءة الأولى ليست كالنبوءة الأخيرة
- علمتني جلجثتي
- صومعة نهايتي
- بذروة كأس لا يشفق


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - خيوط اللعبة