أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - منال نصر الله - لا بكت عليه السماء















المزيد.....

لا بكت عليه السماء


منال نصر الله

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 17:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اخترت هذا العنوان لنصي هذا، لأنني أشعر بأنني لا بد ّ من التعبير عن سخطي على هذا الواقع الإرهابي المرير الذي تعيشه بلداننا . فأنا شخصيا فقدت عزيزين من عائلتي، هما ابن أختي، وأخي، بسبب الإرهاب الظالم الجاهل، الأعمى. وكما ان موت بن لادن لا يطيب جرح قلبي عليهم، فإنني مترددة من رفع السماعة لأطيب من خاطر أختي وأهنئها بقطع واحدة من الرؤوس العفنة لتنين الإرهاب العالمي.
لقد قيل الكثير عن بن لادن ولا أريد ان اكرر الأخبار المقتضبة عن مقتله الذي اشك في تاريخ تنفيذه، فأنا من الذين يعتقدون انه توفي على اثر مرض عجز الكلى، حيث انه وحسب أقوال إحدى زوجاته كان يعاني من وجود الحصى في الكلى، وآثار هذا المرض كان باديا على وجهه الشيطاني الشاحب. وخصوصا عندما تأكد للجميع ان الكثير من افراد عائلته لجؤا الى ايران، في محاولة منهم للوصول الى الاراضي السعودية حيث لا يزال بعضهم هناك ، حسب الاعلام ، حيث ظهر ابنه عمر، شاكرا بعض الوزراء السعوديين الذين يحاولون فك ازمتهم مع حكومة ايران التي اصرت على احتجازهم، واستعمالهم كأوراق للضغط السياسي على الرياض. ويبقى ان نسمع ما تبقى من القصة الامريكية البهلوانية في مقتل بن لادنهم من المرأة التي بحوزتهم، وبعض الذين قبض عليهم وكانوا بخدمة "مولاهم المبارك".
ان قتل بن لادين بهذه الدراماتيكية وفي هذا الوقت بالذات، لم تقم به امريكا (عمليا )، بل الشباب الغاضبون المنتفضون في ساحات التحرير في الدول العربية. فهذه الاصوات التي ارتفعت تطالب بالحرية والديمقراطية هي التي اعلنت نهاية بن لادن ، لسبب واضح وهو مع الاسف ليس لصالح هذه الثورات الشبابية التي لازالت تتحمل آلام المخاض، لكنها ماضية – كما يبدو لحد الآن- إلى أمام رغم المجازر التي ترتكب بحق الشباب الراغبين في التغيير والتواقين للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحسين الوضع الاقتصادي .
إن السبب يكمن في مصلحة الامبريالية في بث روح الاسلام المتطرف في قلوب الشباب العربي باثارة مشاعرهم بالايحاء لهم بأن من قتل هو رمز من رموزهم بهذا الشكل المهين، وخشية الغرب من كسر حاجز الخوف لدى الشباب العربي، وازدياد نسبة الشباب الواعين بواقعهم الرث الذي يعيشونه. وان هذا الشخص الافتراضي لم يعد نافعا لهذه المرحلة فكيف للشعوب العربية التي سلطت عليهم هذه العقليات المتشددة وبالنتيجة يطالبون بالتغيير ، بمعنى ان فكرة التشدد والارهاب لم تعد كافية لاخضاع هذه الشعوب لجلاديها من الحكام الذين فقدوا قدسيتهم، وكانت التيارات السلفية والجهادية بكافة اتجاهاته في خدمة السلطات ضد الشعب، دائما.
ان المتابع لاخبار الثورات على القنوات العربية لايرى الا اصحاب اللحى الطويلة من الشباب، الذين تحاول كاميرات الاعلام السائد ان ترصدهم لتعطي انطباعا للمشاهد على الطابع الديني لهذه الثورات، وبان القائمين بها، هم فقط من السلفيين المتخلفين مخاطب الشباب "انهم سيخنقون مستقبلكم بلحاهم النتنة" . وهذه الحالة هي مؤامرة على الشعوب العربية، فالاعلام العربي كما الغربي لا يُسمعنا سوى هتافات الله اكبر من ساحات الثورات لتنذر الناس بقدوم التشدد الديني المريض. نعم، ان السلفيين موجودون في ساحات هذه الثورات ويهتفون باسم الله، ويردد وراءهم كثيرون ، لكن هذه الحالة لا تعني ان السلفيين والاخوان هم وراء مطالب التغيير. بل يمكن القول انهم يحاولون افشالها قدر الامكان وان لم يقدروا ولن يقدروا فانهم يندمجون مع التغيير الحاصل لان من يدعم وجودهم في الساحات السياسية يستفيد من استعمال ورقتهم وقتما شاء.
فأذا اخذنا مصر مثالا، نجد ان جماعة الاخوان الذين يمثلون الجناح المتشدد من الدين الاسلامي، كانوا من زمن عبد الناصر ولحد ثورة 25 يناير هم من المروجون للولاء للحاكم ولو كان (....) وعندما اصبحت الثورة في مصر امرا واقعا، بدأ المسؤولون الكبار عن الاخوان بالادلاء بالتصريحات (الزلقة ) التي الفناها منهم، انه قد اخطأنا في تقديراتنا والاعتراف بالخطأ فضيلة، كما يقولون، ودخلوا الى الساحة باصوات الله اكبر بدل من (والله حرام ).
ما اريد قوله هو إن مقتل ابن لادن أو الاعلان عنه في هذه الفترة الغرض منه الهاء الشباب العربي عامة والمسلم خاصة، وليحدثوا شرخا في التكاتف والوحدة الواضحين التي تحصل من رص لصفوف الشباب بمختلف توجهاتهم واديانهم من النساء والرجال. وان الحكومات القادمة يريدونها ان تكون من هذه الجماعات المتطرفة، وها هي جاعة الاخوان، تخرج من جلباب الادعاءات، وركبوا موجة الحكم، بانشائهم لحزب سياسي، ربما الوقت مواتي، لاستعمال هذه الاغلبية للحصول على النفوذ في الحكومة القادمة، وقبل ان تلتف تلك الاغلبية حول راية حزب اقوى كالكفاية مثلا، الذين كانوا من الداعين لهذه الثورات، عندما كانت الجماعة، توكل امر الشعب ومشاكلها الى الله بدل الحكومات.
ومن يسمع تباكي قناة الجزيرة ونواح المتطرفين الاسلاميين والعروبيين، بدأ من عبدالباري عطوان مرورا باصحاب الفتاوى يمكنه التأكد من قولنا اعلاه. والغريب ان ننهي السلسلة بالاعلامي المصري يسري فودة ، والذين لا يتوانون في الصاق احسن المزايا والاخلاق بقاتل نذر عمره لان يكون دمية بيد محاربي ( الارهاب ) لينشروا ظل ارهابهم في كافة ارجاء المعمورة. واغرب ما سمعته من الدجال عطوان ان شيخه الشهيد قد ساهم في التمهيد لهذه الثورات التي تذبح يوميا في طريقها عشرات من الشباب الذين لا ذنب لهم سوى تعطشهم للحرية. انها لمسخرة حقا ان يتفوه هذا العاشق للهالة الالهية التي تحيط بوجه "الحبيب بن لادن" بهذا الكلام، لانها لاتمت للسياسة بصلة بل انه محض عاطفة قلبية جياشة رفع هذا الكلام اللامسؤول الى لسانه لينطق به في لحظة غلو والحمية العروبية، وهو رجل محسوب على السياسيين، بحكم عمله رئيسا لتحرير احدى كبريات الصحف العربية السياسية، الصادرة من بلاد الكفر والحرب بريطانيا ( على زعم المتشددين الاسلاميين ).
كل هذه الاستفزازات من أمريكا وحلفائها للعقلية العربية التي تحتاج دائما لقائد رمز، فذ، قوي، يجابه امريكا، والغرب، من قتل بن لادن ورميه لاسماك البحر العربي، لهو مؤامرة على شباب الثورة لتحريف أنظارهم إلى عدو خارجي كافر، و الذي قتل احد المسلمين ومثل بجثته، كيف؟؟ انه بن لادن الذي ترك ماله والحياة المغرية في اوربا وامريكا وحتى السعودية ليسكن كهوف باردة، ناذرا عمره لمحاربة الكفار (واليهود ). برغم اننا لم نسمع انه تحدى رئيسا عربيا مسلما يشرب من دماء ابناء شعبه، ولم نسمع انه آذى اسرائيليا دفاعا عن حياض فلسطين، وحتى لم يكن منفذا لتفجيرات المركز التجاري ولا البنتاغون، الا ان الاعلام العربي يريد ان يصنع منه زاهدا ورعا ومدافعا فذا عن الاسلام.
ان هذا الشخص الذي تربى بين الخمسين من الاخوة والاخوات لابد انه كان يعاني من امراض نفسية، ساقته الى ارتكاب العنف والتحريض عليه، بسبب الظروف العائلية الخاصة، فكيف لاب ان يمسح بيده على رأس اكثر من خمسين طفلا في اليوم الواحد، واقول المسح على الرأس، لانها احد اركان الابوة المهمة في الاسلام على حد علمي. ثم بماذا كان يتاجر الاب الميسور بحيث ترك لابنه هذه الثروة الضخمة في تلك السنيين التي كانت تساوي ميزانية دولة عربية ما لسنة كاملة، خاصة اذا علمنا ان عدد الابناء كان اربعة وخمسين، عدا الزوجات ؟ ان حصته من إرث ابيه، توحي بأن تلك الثروة ربما قد جمعها محمد عوض وهو والد بن لادن، بنفس الطريقة التي اوصلت مواطنه المشهور الخاشوقجي، الى الغنى الفاحش. وان صح ذلك فأن نظرية المؤامرة تلعب دورا مهما في ان يكون قد تم اختيار بن لاذن، ليكون قدوة لشباب الاسلام، في مرحلة كانت من اولويات امريكا، ان يوقف المد الشيوعي، الى دول الشرق، هذا الشخص الذي يقول عنه كل من قابله في الشرق والغرب ايام شبابه، انه كان شخصا هادئا، وفيه صفات الكرم والخ، علاوة على ذلك فأنه كان متعلما، ويدرك ما كان قد يقدم عليه.
من كان مريدا لابن لادن فأن ابن لادن قد مات، ومن كان مريدا للارهاب فأنه يموت بيد من يدعمه، ولعبة الارهاب تحرق اصابع اللاعبين بها.
أملنا كبير ان لا تنطلي حيل الارهابيين على شبابنا الثائرين، الذين قدموا ارواحهم باللاف، ليحيوا في قلوبنا الامل بالحرية والديمقراطية، ونبذ التفرقة والعنصرية.

3- 5 -11



#منال_نصر_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الجيش المصري: تمنوا الموت أو انتحروا
- الأقليات الدينية والعرقية ترسم خارطة جديدة للعالم العربي
- لنا ديننا ولهم دينارنا
- صعود اليمين و تصعيد الكراهية ضد المهاجرين
- أحزاب المقاولين ونعمة النسيان
- تلميع وجه الرأسمالية بعرق العمال
- بصمة مهاجرين عراقيين على الانتخابات السويدية


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - منال نصر الله - لا بكت عليه السماء