احمد مصارع
الحوار المتمدن-العدد: 1001 - 2004 / 10 / 29 - 11:06
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تحت شعار الحرب على الإرهاب, يفتح الباب على مصراعيه لشعارات تقول بالديمقراطية بينما تنشر حالة من التعصب الأعمى تقول بالحرية, وتسقط دول كثيرة تحت الاحتلال من جديد، أما حقوق الإنسان فسوف تتراجع بشكل يثير التقزز لدى المراقبين من بعيد للمبادئ الواهية المسيطرة في اتفاقيات جنيف.
لقد كانت القوى العظمى قبل وبعد تصالحها تعتقد واهمة أن العالم الثالث واقع تحت سيطرتها، وأنها تعرف عن تلك البلدان أكثر مما يعرفه أبناء تلك البلدان عن بلدانهم، وهذا التصور السطحي أدى إلى انفلات السيطرة وسوء التقدير، وهذا العالم يتنامى بطريقة أو بأخرى نحو أفاق يصعب حصرها.
بتساؤل هل سيقع العالم في دائرة التصور الكاوتسكية من صراع بلا صفوف أو طبقات بل إزاحة متتابعة للأقوى وزوال القوي، حتى تحدث عولمة سياسية سيادته لقوى وحيدة لا تتصالح إلا مع نفسها وهذا تناقض فظيع.
وهذا يقود إلى العنوان من الثورة الدائمة لانتصار التيار العقائدي الواحد والشمولي على العالم بأسره، فالأمر يفصح عن نفس المعنى إن كان الثورة وهي الحرب الدائمة تحت عنوان لمصلحة الكل، بينما لا يوجد كل، فتحول الثورة ذات المعاني القدسية الزائفة إلى مجرد حرب مدمرة فاقدة للقيمة الإنسانية أو الحروب نفسها بالمعنى الرجعي الزائف وهو حماية المصالح الهامة لقوى عظمى، من أجل حفنة من الدولارات أو حروب من أجل النفط، أو تقسيم الثروات العالمية وهذه المرة لمصلحة ليس الأقوياء بل الأقوى، وهذا يعني الحرب الدائمة.
الحرب اليوم أقل إنسانية من الحروب التقليدية القديمة.
أن البشرية ستعيش تحت مخاضين عسيرين بين ثورة دائمة وحرب دائمة وهما وجهان لعملة واحدة، يصعب التميز بينهما، ولا تعود للإنجازات فضل في التمييز بينهما، لأن معظم الحقوق الإنسانية التي لا تعيش إلا مع سيادة العدل الدولي، آخذة بالتلاشي, والتفكير الاجتماعي آخذ بالتفكك وكأن البشرية تشهد عود على بدء من تداخل الصراعات والمصالح والعودة إلى الإمبراطوريات العالمية المسيطرة, ولكن هذه المرة بمظاهر حديثة للغاية لأنها أقل إنسانية من الماضي السابق لتطور البشرية.
سوريا
#احمد_مصارع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟