سقوط قلعة الارهاب

احمد جبار غرب

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 02:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

واخيرا وقع في الفخ من كان عصيا على مطارديه سقط بن لادين صريعا بعد عملية استخبارية ناجحة بامتياز وبذلك تخلص العالم من هم ثقيل متمثل بشخصية كارزمية قاتلة استباحت الانسان اينما وجد وهتكت باالقيم والمثل الخيرة بنائا على افكار رثة ومتخلفة عشعشت في مخيلته المريضة استوحاها من الموروث السيء القابل للتأويل وليس بقياس المنطق واسسه في استخلاص الاحكام وبنائهاوفقا للثوابت العقلية المنبثقة من التجربة والخبرة الحياتية وبن لادين الرجل الذي سيطرعلى وسائل الاعلام عقودا طويلة كان مثار شك جهات عديدة كونه صنيعة عالمية اقتضتها ظروف مصلحية ونفعية لدولة ماورغم وجود مايؤكد هذه النظرية الا ان كل الحقائق تثبت بطلانها حيث اعتمد البعض في تحليله لهذا الامر على الخلط بين السياسة كفن وممارسة تقتضي المرور بكل التشعبات والطرق الوعرة للوصول الى الهدف وضمن اطر معينة وبين الشعارات والادبيات والطروحات الفضفاضة التي تخضع للاهواء الفردية الضيقة ..وعموما كان بن لادين يصنع زمنا قاسيا وفكرا متقولبا فيه نظرة عنصرية واضطهادية للانسان وقطعا لو استطاع هذا الرجل من تنفيذ افكاره بالكيفية التي يريدها وضمن الرؤية التي يتمناها وفق الحيز الافتراضي لكانت البشرية في طريقها الى الكارثة والنهاية البائسة وقد استطاع بن لادين من تاسيس تنظيم اخطبوطي وعنقودي مدعوم من اغلب القوى الراديكالية التي تتبنى الاصولية الدينية وان كان سرا تدعمه بالمال والرجال والبيئة في سبيل تحقيق اهدافه و كانت عشوائيته في عملياته الانتحارية وعدم التفريق بين الاهداف السهلة والنوعية قد عزلته بعيدا عن تحقيق رؤاه بشكل اثر عليه كثيرا وقد بقى متخفيا بعيدا عن الاعلام منذ ان خطط لعمليات الحادي عشر من سبتمبر التي اوقعت اكثر من اربعة الاف ضحية وبواحدة من اكثر العمليات جراة وتحديا والتي اعطت له هوا في نفوس كثير ممن يرى في الولايات المتحدة عدوا لايمكن قهره وقد ضل هاربا ومتوجسا وخائفا من نهايته بعد ان ارتحل الى الوديان والكهوف في حياة قاسية هي ضمن مقاساته ووعيه المرتبك سقوطه مقتولا وغير مأسوف عليه يثير اشكالية الفكر الرث من ينتجه ومن يهيء له الاجواء وكيفية التصدي له فقد رحل بن لادن لكن ارثه الفكري المريض وعقيدته العرجاء هل تختفي وتضمحل وهو الذي ساهم بانتشارها وهل يعني على البشرية محاربة البيئة التي تولد مثل هذه الافكارلانها خطر داهم لا سبيل الا مواجهته بقوة وصلابة وهذا ما سنعرفه من قوادم الايام

#احمد_جبار_غرب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات