أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - قنابل صوتية














المزيد.....


قنابل صوتية


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 23:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يواجه العراق حزمة ثقيلة من الازمات الراكدة والمستفحلة ويتبارى الساسة وخاصة الزعماء منهم في التعامل معها بالتزام الصمت لفترة قبل ان يطلقوا تصريحا مدويا عن حلول جذرية تعيد ترتيب المشهد بالكامل سواء عبر التهديد بالانسحاب من الحكومة او سحب الثقة من هذه الحكومة المريضة منذ ولادتها وبإعتراف القابلة او بالقفز الى حل البرلمان واعادة الانتخابات، وكل هذه الحلول او ايا منها ربما يؤدي الى بعض الاصلاح لو كانت الدعوة صادقة والتهديد حقيقيا، وهي حلول تعتمدها النظم الديمقراطية للخروج من الازمات الخانقة التي تشل الاداء الحكومي، الا إن الساسة عندنا يتعاملون مع هذه الحلول على انها قنابل صوتية تثير الرعب في نفوس خصومهم وتجذب الاضواء نحوهم وترد الالسن التي تتقول عن عجزهم وفشلهم وقلة حيلتهم في التعامل مع الازمات المتراكمة التي تهدد وجودهم ومستقبلهم السياسي بنفس القدر الذي تهدد فيه سلامة واستقرار البلاد.
رؤوس السياسة عندنا يدخلون من وقت لآخر في حالة الصمت وبينما تتعقد الازمات يعجزون هم حتى عن تجديد خزائنهم من القنابل الصوتية ولذلك هم يعيدون استخدام قنابل مستهلكة لا تحقق لهم مرادهم وتترك الواحد منهم يتلفت ذات اليمين وذات الشمال مستغربا من لا مبالاة الناس بما ألقاه على مسامعهم ويبقى يضرب كفا بأخرى، يتوهم ان الناس تملكتهم البلادة فما عادوا يهتمون بما يقوله من عظائم الامور وخطير المقترحات متناسيا انه اعاد القاء نفس قنابله مرات ومرات فمنها ما صار خاليا من الضجيج ومنها ما اعتاد الناس على ضجيجه فلا يرون فيه جديدا بل ان قائله يتهم بالسماجة والكذب وقلة الحيلة وضعف الذاكرة وربما هناك من يأسف لحال الساسة من أصحاب القنابل الصوتية الفاسدة فيظن انهم اصيبوا بالزهايمر أو فقدان الذاكرة ويدعم هذا الظن الحركات الانفعالية باليد والتجهم غير المبرر او الابتسامات المتشنجة والاخطاء وزلات اللسان الكثيرة.
لقد سيطرت شهوة الكلام على ساسة بلاد الرافدين، والكلام بعض السلطة وعلامة عليها الا انه في كل الاحوال ليس كل السلطة ولا الجزء الاهم منها والأسوأ ان الكلام ليس الا هامش السياسة بل ان الصمت هو لب السياسة احيانا، فهو يستر العجز ويقلل الاخطاء ويحرم الخصوم من التخرصات ويقلل الوعود والتعهدات لكننا في العراق ابتلينا بفهم يرى ان السياسة هي الكلام لا اقل ولا اكثر، اما تدبير امور البلاد والعباد فهي رهن بمقادير الغيب او من يريد ان يدبر لهذا البلد امرا من خير او شر، سواء من ابنائه ام من غيرهم، هاهو قاموس الساسة في بلادنا ناجزا، فما اشقى وطنا وشعبا هذا قاموس ساستهم.
القنابل الصوتية منهج ساسة في الحكم وساسة في المعارضة، ومنهج افراد يلعبون على حبال السياسة ومنهج جماعات تلعب بصناديق المال والسلطة والسلاح، وهذه القنابل تستخدم في الشؤون الداخلية فتتأزم الامور المتأزمة وهذه القنابل تستخدم في الشؤون الخأرجية فتتأزم العلاقات المتأزمة أصلا، فهل نحتاج هنا الى التذكير بنماذج قريبة من هذه القنابل الصوتية التي توهم مفجروها انها حلول لمشاكلهم الشخصية على الاقل ثم تبين انها ليست الا مداخل لمشاكل أكبر عندما تجذب الانتباه، وانها مدعاة للسخرية منهم عندما يتم تجاهلها، لا أظننا بحاجة للتذكير فالأيام القليلة الماضية شهدت الكثير في هذا السياق.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين
- الارهاب يعمل
- شبه حكومة
- نساء وأقليات وبدلاء
- تسويات عراقية
- الحريات والمعارك الثانوية
- معركة الاستبداد
- مجلس آخر.. إن نفعت الذكرى
- ترحيب مستغرب
- سباق الفساد
- الزمن والحقيقة والتيه
- الآخرون وديمقراطيتنا
- الارهاب يقبل التحدي
- العلاقات الخارجية في حمى التفاوض
- جرس الموازنة
- سلاح المظاهرات


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - قنابل صوتية