تصاعد جرائم الاحتلال وادواته ضد الشعب العراقي والطبقة العاملة يعزز الترابط بين النضال الطبقي والوطني والانساني

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 17:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

تصاعد جرائم الاحتلال وادواته ضد الشعب العراقي والطبقة العاملة يعزز الترابط بين النضال الطبقي والوطني والانساني
ادانت البشرية في جميع انحاء العالم احتلال الامبريالية الامريكية للعراق عن طريق الحرب عام 2003. وعمت المظاهرت والمسيرات الاحتجاجية معظم مدن العالم وشهد العالم افضع جرائم التدمير والابادة على مر التاريخ التي مارستها قوات الاحتلال واستخدامها احدث اسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا. وطالبت بمحاكمة الادارة الامريكية ورئيسها انذاك بوش كمجرم حرب. وادانت البشرية ممارسات قوات الاحتلال وادواتها في العملية السياسية خلال ثماني سنوات من الاحتلال لتركيع الشعب العراقي من تجويع وتجهيل وفقدان كل سبل العيش الكريم ولاسيما فرص العمل فهدمت وعطلت معطم البني التحتية للاقتصاد الوطني وهدمت معظم المرافق الثقافية والصحية ومراكز رعاية الاطفال والشيوخ. كما ادانت البشرية جميع الوسائل التي استخدمتها قوات الاحتلال لترويع الشعب العراقي وابادة طلائعه العلمية والانسانية وتطويع و تعطيل منظماته السياسية والمهنية ولاسيما الحركة النقابية. فقد شهدت البشرية دورها التاريخي في النضال الوطني والطبقي منذ نشأتها في عشرينات القرن الماضي وتطوره بسبب عنف وسائل واساليب اقطاب الراسمالية لقمعها وتعطيل دورها وشل طاقاتها وصولا الى انهاء وجودها كما يجري اليوم والذي يتناقض مع قوانين الراسمالية وهيمنتها. فلا وجود للراسمال وارباحة دون وجود واستغلال الطبفة العاملة . فاحتفظت قوات الاحتلال بجميع قوانين النظام الدكتاتوري لتشويه الحركة النقابية وهضم حقوقها واغلقت كل سبل اعادة اعمار العراق وتصنيعه بعد ان هدمت وعطلت ما كان موجودا من مصانع واستوردت العمال من بلدان اخرى والغت الكثير مما تبقى من الحقوق التي فرضتها الطبقة العاملة العراقية عبر كفاح مرير. واصدرت القوانين المخالفة للقوانين والاعراف الدولية . واخيرا وليس الاخير شكلت لجنة تحضيرية لاجراء انتخابات قيادة عميلة تحل محل القيادة الحالية لاتحاد النقابات واصدرت الاف الهويات العمالية المزورة لضمان انتخاب ادواتها لقيادة الحركة العمالية , معززة بذلك وعي الشعب العراقي والطبقة العاملة في الترابط بين الكفاح من اجل مطالبها الانية ونضالهاالوطني من اجل انهاء الاحتلال
وفي ظل الازمة العامة للراسمالية ومحاولات الادارة الامريكية لتقليص تكاليف وتضحياتات ادامة احتلالها عملت على تقليل تواجد قواتها في العراق تحت شعارات مزيفة كالانسحاب وتسوية نتائج وتبعات الحرب والاحتلال. وعملت على استباق الاحداث المحلية والعالمية المناهضة للراسمالية المتصاعدة وبالاتفاق مع ادواتها في العملية السياسية في الحكومة والبرلمان عملت على اقرار قانون بتسوية كافة المطالبات بين الطرفين اي بين الادارة الامريكية المحتلة للعراق عن طريق الحرب والمقترفة لكل تلك الجرائم بحق الشعب العراقي ومدمرة كيانه وبين الشعب العراقي الضحية . ولم تكتف الادارة الامريكية وشركاتها بكل ما نهبته من ثروات العراق خلال ثماني سنوات وما دفعته الحكومات العراقية التابعة من مليارات الدولارات التي تجاوزت 32 مليلر دولار على حساب جوع الشعب العراقي وافقاره , الى افراد وشركات ودول من خلال مفوضية تتخذ من جنيف مقرا لها كتعويضات عن جرائم النظام الدكنانوري, الذي خاض الحرب وفقا لمخططاتها . وما زال عليه دفع المزيد كشرط لتحرير عوائده النفطية المودعة في امريكا. تماما كما كانت امواله مودعة في بريطانية في مطلع القرن الماضي .فضلا عن دفع 5%من عوائده النفطية كتعويض عن حرب النظام الدكتاتوري على الكويت, بل وسددت الحكومة العراقية 400 مليون دولار كتعويضات لامريكين استخدمهم صدام كدروع بشرية ابان حرب الخليج الاولى!! فاين حقوق الملايين من الشعب العراقي الذين قتلوا بالحرب العدوانية و بالاسلحة النووية وبالاعمال الارهابية المنظمة بمختلف المتفجرات وكواتم الصوت والملايين من المعوقيين والارامل واليتامى وملايين المهجرين!!
ان ايغال الادارة الامريكية والحكومة التابعة وبرلمانهاوجميع اقطاب العملية السياسية بجرائمهم بحق الشعب العراقي وهضم حقوقه سيفجر طاقاته بعماله وفلاحيه ومثقفيه, بنسائه ورجاله بشبابه وشيوخه, ويوقد ثورته الجبارة لتلقي بهم جميعا وبكل قوانينهم واتفاقياتهم في مزابل التاريخ وليس كما فعلها في ثوراته السابقة لتعود باشكال وواجهات اخرى بل ومرة والى الابد من خلال تظافر ثورته مع الثورة المنطلقة لعموم البشرية من اجل تحررها من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد مرة والى الابد ايضا

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات