أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - الحزب الشيوعي العراقي - في لقاء مع هيئة تحرير “طريق الشعب” حميد موسى: نسعى الى انتخابات حرة ونزيهة















المزيد.....


في لقاء مع هيئة تحرير “طريق الشعب” حميد موسى: نسعى الى انتخابات حرة ونزيهة


الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)


الحوار المتمدن-العدد: 1000 - 2004 / 10 / 28 - 09:50
المحور: مقابلات و حوارات
    


الانتخابات ضرورة سياسية تضفي على السلطة الوطنية ومؤسساتها، الشرعية الكاملة.

حزبنا مع مشاركة كل العراقيين على تنوع مفاهيمهم الفكرية والسياسية وتعدد قومياتهم ومواقفهم.

هناك مساع جدية لتوفير فرص مساهمة عراقيي الخارج بالترشيح والتصويت والانتخاب.

نحن، كحزب شيوعي، مسؤولون مسؤولية مباشرة، ادبية وتاريخية في انجاح العملية الانتخابية.

يجب ان لا نجعل من المشاكل والتعقيدات سببا يحول دون اجراء الانتخابات في موعدها المحدد.

حث المواطنين على مراقبة قوائم الناخبين يدفع الى مشاركة اكبر وثقة اعمق ويمنع التلاعب.

التحالف والوحدة الوطنية يساهمان في عملية التحشيد للانتخابات والمساهمة النشيطة فيها.

لم يعد يفصلنا عن موعد الانتخابات سوى أشهر قليلة، وشعبنا بجميع اطيافه وقواه السياسية ينظر الى هذه التجربة بأمل وترقب كبيرين، ذلك انها الاولى منذ عقود طويلة، ان لم تكن الفريدة من نوعها، لأختيار ممثلين الى الصرح الديمقراطي المرتقب الذي من شأنه ان يحدد المسار العام لسياسة الدولة العراقية الجديدة بشتى مناحيها بما يخدم شعبنا ووطننا.

ودون شك، فان الجمعية الوطنية التي ستنبثق عن الانتخابات، ستنطلق بعراقنا الجديد صوب عالم الامان والاستقرار والديمقراطية، وصوب عراق فيدرالي موحد مزدهر.

وباعتبار الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، واحدا من الشخصيات التي اسهمت في إرساء الآليات التي تم اعتمادها لإجراء الانتخابات، ولتسليط الضوء على مجمل العملية الانتخابية والرؤى المستقبلية لها حرصت “طريق الشعب” على ان تلتقي الرفيق ابا داود ليوضح ذلك فضلا عن العديد من التساؤلات التي تراود اذهان المواطنين.

< بدءا نسال الرفيق ابو داود حول تلك التصريحات المتضاربة عن موعد اجراء الانتخابات؟ وما هي الاهمية من اجرائها في موعدها المحدد؟.

- هناك قناعة عامة لدى جميع الأطراف المعنية بان تجري الانتخابات في وقتها المحدد فالانتخابات ضرورة وحاجة سياسية يرتبط بها اضفاء الشرعية الكاملة على السلطة الوطنية ومؤسسات الدولة العراقية فلذلك لا يوجد من يرى بان هناك طريقا آخر غير الانتخابات أولا وكلما كانت هذه الانتخابات أسرع وفي وقت اقرب كلما كان ذلك افضل للوضع في البلد وآمنه واستقراره. من هنا ضرورة انشداد المواطنين لمساهمتهم الفعالة في صنع مستقبلهم عبر الانتخابات، بهذا المعنى فهي ضرورية ايضا، خصوصا وان شرعية الحكم لازالت مستمدة من قرار مجلس الامن الدولي 1546 وهذا بحد ذاته يعطي قوة للحكومة على صعيد العلاقات الدولية وان ما يرسخ هذه الشرعية ويمتن من جدارة الحكومة هو أن تكون حاصلة على ثقة الشعب عبر انتخابات حرة نزيهة ذات مصداقية وتحت إشراف الأمم المتحدة.

الشعب يتوق إلى الانتخابات والقوى السياسية ترغب ذلك وكذلك دول الجوار ولذلك باعتقادنا أن الاحتمال الأرجح هو أن تجري الانتخابات في وقتها المحدد. طبعا هناك عدد من المتسائلين أو المتشككين بإمكانية اجرائها في وقتها المحدد ارتباطا بالوضع الأمني وما يتسم به من تعقيدات وعدم استقرار. ولكن اعتقد إن بيننا وبين الموعد حوالي أربعة أشهر، وهناك جملة من الإجراءات سيكون لها مردود ايجابي على الوضع. وهذا سيسهل عملية إجراء الانتخابات فضلا عن إن الانتخابات ستحصل في جميع المناطق وبضمنها المناطق التي هي نقاط للاحتكاك أو للصدام. في بلدان أخرى وبدرجات معينة مقاربة للوضع العراقي جرت مثل هذه الانتخابات وبالتالي من الصعب تصور توفر أجواء مثالية ونموذجية كي يمكن إجراء الانتخابات. أي أن جميع الانتخابات التي جرت، و أينما جرت، كانت هناك تعقيدات ومشاكل. فيجب أن لا نجعل من المشاكل والتعقيدات سببا يحول دون إجرائها في الوقت المحدد وبالتالي نخسر المردود السياسي المعنوي الايجابي لمحصلة الانتخابات.

< هناك حديث كثير يدور حول استثناء مناطق معينة لازال فيها توتر. فما الموقف تجاهها؟

- هذه استنتاجات وافتراضات لم ترد في بال أي طرف مسؤول، بل الحديث يتركز إذا ما حصلت مشاكل أثناء الانتخابات في هذه المنطقة أو تلك هل ستتوقف الانتخابات؟ الجواب لا الانتخابات ستستمر يمكن أن يكون حديث رامسفيلد بالذات، وهو حديث غير مطلوب، قد اشار الى إمكانية إجرائها بشكل جزئي باستثناء مناطق كاملة واعتقد أن هذا الكلام رُد ليس فقط من قبل القوى الوطنية وإنما أيضا من قبل أوساط في الإدارة الأمريكية نفسها. يبقى الحديث كله عن الاحتمال الغالب أو الأرجح. أما إذا حصل ما لم يكن في الحسبان وجرى تغيير في موعد إجراء الانتخابات فالثقة والأمل والقناعة بان يكون هذا التغيير لفترة قصيرة وليس لفترات بعيدة.

< نشرت المفوضية العليا للانتخابات مؤخرا عددا من الأنظمة الخاصة بالإجراءات التمهيدية للانتخابات ماذا يعني ذلك في إطار العملية السياسية الجارية حاليا؟ وماذا يعني بالنسبة للاستحقاقات التي تتطلبها هذه الانتخابات؟

- هذا يعني الجدية والإصرار على انجاز العملية السياسية، وعلى التحضير للعملية الانتخابية بالشكل المناسب، فالقرارات التي صدرت عن المفوضية هي دليل إضافي على كون الانتخابات والتحضير لها يجري بكل صدق وبكل حرص من اجل ان تتم في وقتها المحدد. الإجراءات التي تتخذ تصب في اتجاه تيسير عملية إجراء الانتخابات وتوفير المستلزمات الإدارية والفنية الكافية لتحقيقها بشكل سليم، وهي تخدم في الفترة الراهنة عملية التعريف بالانتخابات وضرورتها، وبتهيئة الناخبين والمرشحين للاستعداد، وحث الكيانات السياسية لتقديم طلباتها في الوقت المناسب، والمشاركة في العملية الانتخابية، وكذلك حث المواطنين على مراقبة قوائم الناخبين. وهذا يدفع لمشاركة اكبر وثقة أعمق لان تكون هذه الانتخابات نزيهة، حيث إن تسجيل الناخبين وإعلان السجلات الخاصة بذلك يلغي أو يقلل التلاعب إلى أدنى الحدود إن لم يلغ هذا التلاعب.


< بهذا الصدد، هناك تقصير كبير في الإعلام فيما يخص التعريف باليات الانتخاب بدءا من آلية التسجيل للناخبين. فماذا بشأنها؟

- المفوضية ستعتمد قاعدة البيانات المتيسرة في وزارة التجارة والخاصة بالبطاقة التموينية كأساس لإعداد قوائم الناخبين، ولمزيد من التأكيد والطمأنينة والتدقيق سيدعى المواطنون للتأكد من أسمائهم وتسجيلها عبر معلومات تفصيلية، عبر الوكلاء الذين يستلمون منهم الحصة التموينية سيستلمون استمارات خاصة بذلك، للمواطن الحق في متابعة ظهور اسمه في قائمة الناخبين لاحقا، فإذا لم يكن الاسم مدرجا أو رأى إن هناك اخطاء فمن حق الناخب أن يقدم الاعتراض قبل انتهاء الفترة الزمنية المحددة، وعلى أساس هذه القوائم ودقتها ستمنح بطاقات انتخابية وبموجبها وبإبرازها يحق للمواطن أن يصوت في غرفة التصويت.

العملية إذن تستهدف التأكد من هوية الناخب. التأكد من ان كل مواطن له حق التصويت قد حصل على هذا الحق. وهي أيضا عملية تدقيق وتوعية بضرورة الانتخاب وتحريض للمساهمة فيه وهي أيضا تساعد على الرقابة الفعلية من خلال التأكد من وجود أسمائهم ومن خلال حصولهم على الوثائق. وبذلك فهم، أي المواطنون، يشرفون على العملية الانتخابية والحد من أي تلاعب أو تزوير أو عدم دقة قد تؤدي إلى التشكيك بنزاهة وحرية العملية الانتخابية.

< ثمة إشكالات، حسب بعض المواطنين عن البطاقة التموينية، فهناك عوائل غير مسجلة لأسباب مختلفة. وهنالك العكس عوائل مسجلة بأكثر من العدد الفعلي فكيف تنظرون إلى هذه القضية؟

- الحديث عن البطاقة التموينية لا يعني أن المواطن سيصوت بالبطاقة التموينية، الحديث يجري عن القاعدة الإحصائية المعلوماتية للبطاقة التموينية، وهي دقيقة وتحت إشراف الأجهزة الفنية للدولة، وهي تختلف عن البطاقة التموينية التي يمكن تزويرها خارج السياق الطبيعي لإصدارها، فمن لديه بطاقة مزورة لا يستطيع إن ينتخب بها ومن ليس لديه بطاقة للأسباب التي تفضلتم بها فيمكن أن يراجع الدوائر المسؤولة عن الانتخاب، لتسجيل اسمه وإيجاد المخرج من عدم توفر البطاقة التموينية. وستكون هناك مكاتب في كل محافظة وفي بغداد مكتبين لإجراء التدقيقات الضرورية واللازمة. ومع ذلك هناك متسع من الوقت، ولنعتبر ما تعلنه المفوضية هو بمثابة تحريض وتحفيز للمواطنين لانجاز معاملاتهم وتقديم طلباتهم..الخ، لتوفير ما يستلزم للمساهمة في العملية الانتخابية وتسجيل أسمائهم في قوائم الناخبين.

< الحزب الشيوعي العراقي يشكل احد القوى السياسية الأساسية التي ناضلت بضراوة ضد الدكتاتورية من اجل بناء عراق ديمقراطي. ما هي مساهمات الحزب في عملية التهيئة للانتخابات؟ وكيف تفكرون في تصعيد مساهماتكم في التحضير لها؟

- أولا كطرف سياسي وطني نحن مسؤولون مسؤولية مباشرة أدبية وتاريخية في إنجاح عملية الانتخابات. فعبرها يمكن أن يقرر الشعب مصيره وهي احد أركان بناء المؤسسات الديمقراطية والانتخابات جزء أساسي من بناء الديمقراطية في البلد. لهذا فان الحزب ومنظماته حريصة على تقديم كل ما من شانه إن ينجح هذه العملية. ونحن بدأنا كمساهمين في الإطار الرسمي وفي صياغة الوثائق وفي إبداء المقترحات منذ ان بدأت فكرة الانتخاب أيام مجلس الحكم وأدرجت في الجدول الزمني المقرر في قانون إدارة الدولة العراقية. وعمل ممثلونا في اللجان والهيئات التي تحضر لهذه الانتخابات وتعد وثائقها، وساهمنا عبر صحافتنا وممثلينا في العلاقات بالترويج لفكرة الانتخابات وضرورتها واعتقد إن “طريق الشعب” كانت سباقة في نشر قانون الانتخاب وقانون الأحزاب، وكل ما يرتبط بتعريف المواطنين والحزبيين منهم بالعملية الانتخابية. هذا من جانب ومن جانب أخر باعتبارنا احد الأطراف التي ستساهم في الانتخابات نسعى لتحشيد المواطنين للمساعدة في إجرائها والعمل على إنهاء السلبية التي يتميز بها موقف بعض المواطنين إزاء العملية الجارية. فالعملية ستعني تقرير مصير البلد. البرلمان الجديد سيعني الدستور فمن واجب، وليس فقط حق، كل مواطن إن يساهم في الانتخابات وهذه مهمة تقع على عاتق الحزب وعليه أن يؤديها بالتعريف، بالتثقيف، بالتوعية بين المواطنين، فضلا عن إعداد الحزب بمنظماته برفاقه وبأصدقائه. والمطلوب منهم أن يكونوا على أتم الاستعداد في التحفيز والتعبئة لإجرائها بالشكل الجيد الذي يضمن حرية ونزاهة العملية الانتخابية. نحن نسعى، كما يسعى كل طرف، بان تكون لنا مساهمة فعلية وان يكون لنا حضور في البرلمان الجديد، في الجمعية الوطنية الانتقالية القادمة، ولهذا نسعى الى تحشيد الناس حول الحزب في موقفه من الانتخابات. وكيفية مساهمته فيها وهذا له صلة الى حد كبير بما سينجزه من اتصالات ومفاوضات مع الأطراف الأخرى في الساحة العراقية ومدى الاتفاق حول تشكيل قوائم مشتركة، أو بناء تحالفات تفرضها ضرورات الوضع القائم في العراق وأفاق المستقبل والمهمة الكبيرة التي ستترتب على البرلمان الجديد، إلا وهي ضرورة أو إقرار الدستور والذي نتمنى بل وينبغي أن يكون ممثلا لكل العراقيين. أن تكون المواطنة العراقية هي الأعلى وبالتالي أن يكون الدستور هو المعبر عن رغبات العراقيين بمختلف تلاوينهم وبمختلف أطيافهم القومية والسياسية الفكرية والدينية أو المذهبية.

< من خلال حديثك الأخير ظهر ان هناك تحركات للحزب على مستوى القوى السياسية سواء المشاركة في الحكومة المؤقتة، أو التي هي خارجها. هل هناك توجهات لإقامة تحالفات انتخابية، وما الجديد في هذا الشأن؟

- لاحظ، اللجنة المركزية للحزب في اجتماعها الأخير رسمت توجها عاما لحركة الحزب في "معمعة" الانتخابات، انطلاقا من الواقع العراقي الموجود، والظروف الاستثنائية التي تحيط بالبلد، وخصوصا الأوضاع الأمنية والتحديات الكبيرة التي تواجهها، وأيضا ارتباطا بما سيترتب على الجمعية الوطنية الجديدة من مهمات، إقرار الدستور أو صياغة دستور للدولة العراقية الجديدة. إن كل هذه الحقائق وارتباطا بما عليه البلد من تقاليد، وهي ضعيفة في إجراء انتخابات حرة نزيهة، وبسبب الثقافة الديمقراطية الضعيفة طوال فترة التاريخ المعاصر أو الماضي القريب حيث حرم من ممارسة ديمقراطية طبيعية. أقول ارتباطا بكل ذلك فان وجهة الحزب الأساسية، هي السعي لبناء تحالف وطني واسع في قائمة موحدة تضمن مشاركة كل أطياف المجتمع العراقي، وتعبر عن إرادته بثقل مناسب في الجمعية الوطنية الجديدة و قد أجرينا حوارات عديدة مع قوى سياسية في البلد للترويج لهذه الفكرة، ولاستطلاع مواقف الآخرين. واعتقد أن هناك ردود فعل ايجابية على العموم منها بالرغم من ما يقال هنا وهناك من أقاويل أو بالونات اختبار أو... الخ، من صياغات، ولكن هناك قناعة وقناعة أكيدة بان التحالف والوحدة الوطنية لابد ان تأخذ طريقها في عملية التحفيز للانتخابات، وفي إجرائها ومع ذلك فالأمر يحتاج إلى الكثير من اللقاءات والمزيد من الحوارات والمشاورات، فتحالف من هذا النوع وبهذه السعة وفي الظروف الملموسة التي تواجهنا تتطلب فيما تتطلب إعداد برنامج واتفاق على أسس سياسية، وليس لمجرد اتفاق، فنحن سنواجه استحقاقات كبيرة في الجمعية الوطنية ونحتاج إلى تفاهمات مسبقة بشأنها وخصوصا فيما يتعلق بقضية الدستور واعداد البرنامج الانتخابي الذي سيشمل هذه القضايا. نعتقد أن الأيام القريبة القادمة ستشهد كثافة اكبر في اللقاءات والمشاورات لإنضاج الفكرة في الموعد المحدد، في إطار الفترة الزمنية التي حددتها تعليمات المفوضية العليا، فمطلوب تقديم المرشحين والكيانات السياسية والتحالفات خلال الستة أسابيع التي تبدأ من أول تشرين الثاني. نعم نحن نبدأ بهذه الأولوية فإذا لم تحصل لسبب ما فنحن سنسعى لإقامة تحالفاتنا مع القوى القريبة منا، أو القوى الديمقراطية التي نتعاون معها، ونأمل إن تلبي هذه القائمة رغبة الجميع، وسوف لن نبتئس ولن نعتبرها نكسة سياسية أن لم تتفق جميع القوى ولكننا نتحدث هنا عن الافضليات. أما إذا لم يتحقق الهدف فالحزب مع من هم اقرب إليه وعلى أتم الاستعداد وبثقة تامة لخوض الانتخابات بقائمة خاصة. هذه هي الاحتمالات المتوقعة لمساهمة الحزب في العملية الانتخابية.

< ولكن البعض يقول ان تشكيل مثل الائتلافات قد يحرم أفراداً أو جماعات من أن يكونوا ممثلين في الجمعية القادمة فما هو تعليقكم؟

- اعتقد أن الحديث هنا غير دقيق. فهذه الانتخابات تتم وفق النظام النسبي والعراق دائرة انتخابية واحدة. وحينما يتم تشكيل تحالف وطني واسع لا أتوقع بان كل العراقيين، بصرف النظر عن انتماءاتهم، سيصوتون فقط لهذه القائمة. وان وجود قائمة وحدة وطنية لا يمنع قوى وأطراف سياسية أخرى من أن تشكل قوائمها المستقلة. وسيكون لها فرصة في أن تحصل على نسبة معينة في البرلمان. هذه الانتخابات تختلف عمّا حصل في المؤتمر الوطني. هناك القائمة الأكبر التي تحصل على أصوات أكثر هي الفائزة، والقائمة الثانية فليس لها فرصة. أما في الانتخابات القادمة ووفق الطريقة المعتمدة فالقائمة الثانية بمقدار ما تحصل عليه من أصوات مقسومة على ما يعني كل مقعد من أصوات تستطيع الحصول على مقاعد. فلن يخرج احد بصفر. لذلك أتوقع انه إلى جانب قائمة الوحدة الوطنية أو قائمة الائتلاف الوطني الموحد أو أي اسم أخر سيتفق عليه، هناك قوائم أخرى لها فرصة بان تظهر في المجلس، وان يكون لها ممثلوها وان تدلو بدلوها في الأمور المصيرية التي تواجه البلد فعليه لا ضرورة للخوف من أن قائمة الوحدة الوطنية ستحرم الآخرين من هذا الجانب أما في الجانب الثاني فقائمة الوحدة الوطنية ستكون أمام فرصة لترشيحات أكثر مما كانت عليه في المؤتمر الوطني، فهناك كان التنافس على 81 مقعدا، وهنا سيكون على 275 مقعدا يعني ستكون هناك فرصة اكبر لاستيعاب قوى وكتل سياسية وشخصيات أكثر في القائمة الموحدة.

< على ذكر النظام النسبي والعراق كونه دائرة واحدة، ماهو السبب في اعتبار هذا النظام الأفضل للعراق في هذه المرحلة؟

- النظام النسبي والعراق دائرة واحدة، بمعنى عدم وجود نسبة عالية معينة للنجاح وللدخول سوى ما يمكن الحصول عليه من أصوات تكفي لمقعد. فبحساب عدد الناخبين مقسوماً على 275 يمكن استخراج عدد الأصوات للحصول على مقعد. عدا هذه القاعدة لا توجد أي محددات. فهذا النظام هو أرقى نظام وأكثر تعبيرا، وهو الأكثر تمثيلا، فعبر هذا النظام يستطيع كل مواطن أن يجد له مكانا وصوتا في البرلمان عبر ممثليه، في حين ان الطرق أو النظم الأخرى مهما كانت، ستعني وصول أغلبية قد لا تكون معبرة إلا عن نسبة محدودة من أبناء المجتمع. كيف؟ لنأخذ مثالا فلو اعتمدنا الدائرة الأصغر وان المقعد الانتخابي يحتاج الى 25 ألف صوت. وان الدائرة هي ربع مليون نسمة فعدد النواب المطلوب سيكون 10 فإذا رشح 20 أو 30 وتوزعت الأصوات فمن الممكن ان لا يحصل العشرة حتى على النصف من عدد الأصوات بل اقل من نصف وسيكون ممثلا بالبرلمان وتهمل كل الأصوات الأخرى. ففي ذلك إجحاف وظلم قد يستفيد من هذا النظام بعض المتنفذين لاعتبارات معينة في مناطق خاصة بنفوذهم، ولكن سيكون على حساب أغلبية أصوات الشعب. لهذا فان النظام الذي يضمن أن كل من لديه قدرة، كشخصية أو تنظيم أو حزب أو تحالف، يؤمن له حضورا في البرلمان الجديد هو النظام الأسلم و هذا يتحقق بالنظام النسبي. في حين الطرائق الأخرى لا تؤمن لمثل هذه الرموز تمثيلا مناسبا في البرلمان. ونحن اليوم نعد لدستور كما قلنا نتمنى أن يجد كل مواطن عراقي نفسه فيه، أن يعبر عن حقوقه وان يرسم واجباته وأن يضمن مصيره ومستقبله في هذا البلد. إذا من باب أولى أن نختار الطريقة والنظام الذي يوصل ممثلي حتى اصغر واقل الفئات، إلى البرلمان دون أن يؤمن ذلك احتكاراً لمراكز النفوذ أو المجموعات ذات القدرة المالية أو الاجتماعية أو الخ... وهذا النظام سيعني تمثيلاً للتشكيلات السياسية المتنوعة الكبيرة والصغيرة، سيعني تمثيلاً للشخصيات ذات النفوذ. فمن هذه الزاوية اعتقد انه النظام الأمثل والأنسب للعراق، بل هو كذلك على الصعيد العالمي وعلى صعيد الدراسات الخاصة النظرية بالديمقراطية ويعتبر الأقرب لمفهوم الديمقراطية بشكلها النموذجي.

< هناك قوى وشخصيات بدأت تشكك منذ ألان بالانتخابات. وهناك قوى عراقية أعلنت مسبقا مقاطعتها لها وأخرى ربطت مشاركتها بنتائج مؤتمر القاهرة المزمع عقده في تشرين الثاني القادم، مستندة إلى دعوة فرنسية بعقد مؤتمر للقوى العراقية بما فيها المعارضة فما هو موقف الحزب؟


- موقف حزبنا صريح وواضح والرغبة بمشاركة كل العراقيين على تنوع مذاهبهم الفكرية والسياسية وعلى تنوع قومياتهم وعلى تنوع مواقفهم إزاء الوضع، من النساء والرجال، أن يشاركوا في الانتخابات. فهذه هي الطريقة الأمثل للتعبير عن الرأي المخالف والمؤيد، المساند والمعارض. إما التحجج بان هذه الانتخابات لا يمكن أن تكون حرة ونزيهة من خلال موقف مسبق، فهذا لن يجدي نفعا بل سيعقد حياة المجتمع ويعقد مسيرة البلد ولا يحقق أي ايجابية للقائلين بهذه الأفكار. بل سينتج عنه نتائج عكسية. فإذا كان المطروح هو إخراج أو إنهاء وجود القوات الأجنبية فعبر الشرعية وعبر الانتخابات وتشكيل المؤسسات الوطنية الديمقراطية المتمثلة بالبرلمان وما سيتمخض عن الجمعية الوطنية المنتخبة من انتخابات للرئيس ونوابه ولرئيس الوزراء ووزرائه ستشكل حينها الأدوات والمؤسسات الكفوءة والكفيلة بتوفير كل مستلزمات المطالبة بخروج هذه القوات. أما إبقاء البلد على هذا الوضع فانه سيعطي كل المبررات لإبقاء التدخل الأجنبي وبالتالي إيجاد المبرر لوجود هذه القوات لفترة أطول بحجة عدم الاستقرار وعدم توفر الأمن والخوف من تداعيات الفوضى وتأثيراتها على المنطقة وعلى العالم. على كل حال الانتخابات ستجري ومع الرغبة بان يشترك الجميع فيها اعتقد أن البعض قد اتخذ أصلا الموقف مسبقا متذرعا بالحجج لعدم الحوار وعدم إجراء النقاش لصالح الشعب. أنا لا أتحدث طبعا هنا عن القوى الإرهابية أو المخربة التي تدفعها مصالح ذاتية ومشاريع سياسية تريد أن تخرب البلد وان تحرقه بما فيه، أنا لا أتحدث عن هذه القوى وهذه القوى تستحق ان يتصدى لها وأن يلغى نشاطها، ولكننا نتحدث عن قوى يمكن إدراجها في إطار المعارضة السياسية والقوى السياسية التي تؤازر وتشارك في العملية السياسية لا تفرض على الآخرين تصوراتها واجتهاداتها، فمن حق الآخرين أن يعارضوا او يمتنعوا ولكن ليس عليهم أن يعرقلوا عملية هي في خير المجتمع. الساحة مفتوحة والحرية متوفرة والشروط سهلة فلنحل مشاكلنا عراقيا.

مؤتمر القاهرة سواء سمي مؤتمراً دولياً أو مؤتمراً إقليمياً موسعاً هو مؤتمر "حكوماتي"، انه مؤتمر رسمي وليس مؤتمرا للقوى العراقية الشعبية، وسيشترك فيه الوفد العراقي ممثلا بالحكومة العراقية ومؤسساتها ووزاراتها. والهدف من هذا المؤتمر كما هو معلن، وكما هو مطلوب، أن يسند العملية السياسية في العراق ويدعم توفير الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات وغيرها من العمليات ذات الصلة بالعملية السياسية. أما غير ذلك فسيعتبر تدخلا غير مرغوب فيه في الشأن الداخلي العراقي، وشعب العراق هو الأجدر بحل مشاكله. نعم أهلا وسهلا بالجميع، بالإشراف على الانتخابات، فإذا كانت القوى السياسية التي تريد أن تشارك في العملية السياسية غير جديرة بثقة الشعب ولا تحظى بأغلبية أراء الشعب عند ذلك لكل حادث حديث. أما كونها تنطلق من الثقة بان الشعب سيصوت لها فالأمر مختلف تماما. الشعب يريد الاستقرار ويريد السلام ويريد الديمقراطية وليس من حق الآخرين أن يتدخلوا في شاننا العراقي الداخلي.

< تعرفون بان هناك أكثر من ثلاثة ملايين عراقي موزعين في أنحاء العالم، وكثر الحديث وكثرت المذكرات والمطالبة بإتاحة الفرصة لهذه الجمهرة الواسعة للمشاركة في الانتخابات القادمة، كونها ستشكل انعطافة هامة وأساسية في حياة شعبنا. فما هو تعليقكم؟.

- هذا الحق محفوظ في قانون إدارة الدولة العراقية، وأيضا هناك مساع جدية لتلبيته والمفوضية العليا تتخذ الكثير من الإجراءات باتجاه تحقيقه وتوفير فرص مساهمة عراقيي الخارج بالترشيح والانتخاب والتصويت. وكما اعرف فان هناك أكثر من 36 سفارة عراقية في مختلف بلدان العالم وكذلك هناك قنصليات، وقد بدأت حركة نشطة من قبل العراقيين في الخارج للاتصال بهذه المؤسسات لتنظيم عملية إعداد سجلات الناخبين، والمساهمة في العملية الانتخابية. وهنا يوجد تأكيد من قبل المؤسسات الحكومية المعنية لتسهيل هذه العملية والمجلس الوطني طرح هذه المسالة بشكل جدي وتحريضي، من اجل أن تتخذ كل الجهات المعنية ما يستلزم من خطوات لتامين مساهمة العراقيين في الخارج في هذا الاستحقاق السياسي التاريخي الذي يصب في صالح البلد ويرسم مستقبل العراق.

< أخيرا أمام هذا الاستحقاق التاريخي لبلدنا وشعبنا وبعد سنوات الظلم والقهر العجاف الطويلة، هل لك ان تقدم كلمة أخيرة لجماهير شعبنا، لمواطنينا ولقوانا الوطنية؟.

- كلي حماس ورغبة وتمني بان يشارك كل المواطنين العراقيين باختيار ممثليهم وتقرير مصيرهم عبر مساهمتهم في الانتخابات عبر الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع لصالح من يجدونه الأكثر تعبيرا، الأكثر تمثيلا، الأكثر دفاعا عن مصالحهم. يجب أن نعمل لنتجاوز العقبات والعوائق، كل المعرقلات يجب أن لا تكون حجر عثرة أمام وصول الناخبين إلى صناديق الاقتراع في الوقت المحدد وفي كل جزء من أجزاء العراق وهذا ما أتمناه. وعلى الصعيد الحزبي الذاتي الخاص بالشيوعيين اعتقد أن هذه فرصة لحث كل إنسان على أن يساهم في الانتخابات، فهذا واجب وطني وحزبي فضلا عن كوننا كشيوعيين في خضم الصراع، فاعلين متفاعلين مساندين لما هو صحيح وايجابي في العملية السياسية، ومحفزين كل الطاقات في حزبنا للمساهمة سواء بالائتلاف، بالتحالف، أو سواء بالقوائم المستقلة. ولي ثقة بان هذه الفرصة لن تضيع هدرا وإنما ستكون محطة أساسية على الطريق الصعب والشاق والشائك في بناء الديمقراطية ومؤسساتها في العراق واستعادة واستكمال كامل استقلالنا وسيادتنا. وبناء العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد.



#الحزب_الشيوعي_العراقي (هاشتاغ)       Iraqi_Communist_Party#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ ضاري علي الدليمي .. وداعاً
- نشرة اخبارية العدد 31
- نشرة اخباريةالعدد 30 تعدها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ال ...
- نشرة اخبارية العدد 29
- تصريح المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي جر ...
- نشرة اخبارية العدد 28
- نشرة اخبارية العدد 27
- نشرة اخبارية العدد 26
- نحو بلورة موقف وطني عراقي متكامل من المؤتمر الدولي
- نشرة اخبارية 25
- ثلاثة لقاءات سياسية مهمة للرفيق حميد مجيد موسى في المانيا تأ ...
- نشرة اخبارية خاصة بالانتخابات
- رداً على تخرصات غالواي و -القدس العربي لن يغفر شعبنا العراقي ...
- افتراء بشع وكذب رخيص
- بــلاغ صادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيو ...
- على طريق الشعب العراق وطن الجميع.. فلنبنه معاً
- الحزب الشيوعي العراقي يقاضي رأس النظام المقبور وزبانيته
- قضية وحدة الماركسية في الصراع الفكري المعاصر منهجية النشاط ا ...
- من أجل حماية العملية الديمقراطية وترسيخها
- بمناسبة قرب انعقاد المؤتمر الوطني..... من اجل ترسيخ الممارسة ...


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - الحزب الشيوعي العراقي - في لقاء مع هيئة تحرير “طريق الشعب” حميد موسى: نسعى الى انتخابات حرة ونزيهة