آريين آمد
الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 01:28
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بكلمات بسيطة وعميقة زف الرئيس الامريكي باراك اوباما بشرى التخلص من اسامة بن لادن في عملية خاصة لم تستغرق اكثر من اربعين دقيقة ليذهب زعيم القاعدة الى العالم الاخر غير مأسوف عليه الا من قبل اتباعه الغارقين في الجهل والضلالة.
هذا الحدث العظيم له دلالات كثيرة، الا انني ادعو الى التأمل بجملة من الحقائق بتجرد تام لتصبح الصورة اوضح:
1. تمكنت المخابرات المركزية الامريكية تنفيذ اكبر عملية نوعية ضد الارهاب في الاراضي الباكستانية وباسلوب امتاز بمنتهى السرية والمهنية، انها بحق كانت عملية مخابراتية رائعة سيتذكرها التاريخ للابد.
2. العالم يزداد ضيقا امام الديكتاتوريين فبالامس استطاعت القوات الخاصة الفرنسية من القاء القبض على لوران باغبو وعاملته كمجرم، أما صورته على النت مرعوبا بين يدي الجندي الفرنسي فستبقى في الذاكرة لوقت طويل.
3. قوات الناتو تتابع القذافي بالطائرات والصواريخ الموجهة، قتلت ابنه سيف العرب مع ثلاثة من احفاده في غارة ليلية. وبالتاكيد يعيش الان القذافي خوفا حقيقيا من شبح الموت الذي بات يطارده في كل لحظة.
4. اغتيل اسامة بن لادن بعد مطاردة دامت عشرة سنوات.
5. العمليات اعلاه تؤكد بان امريكا والناتو لها اليد الطولى في العالم وعلى جميع الدكتاتوريين الاعتراف بذلك وتقدير مخاطر التقاطع معهم. لان العالم يتغير بطريقة ليست في صالح الطغاة.
6. توقيت مقتل زعيم القاعدة جاء في وقت تزداد فيه مطالبة الشعوب العربية بالمزيد من الحريات واقامة الدولة المدنية، هذا التوقيت يؤكد تراجع وانكماش القاعدة، فلو قتل اسامة بن لادن قبل عشرة سنوات لربما شهد العالم "الاسلامي" ردة فعل قوية للغاية، اما اليوم فيتوقع ان يكون رد الفعل محدودا جدا. باستثناء بعض المحاولات الانتقامية في بعض المناطق الرخوة من العالم مثل (باكستان، افغانستان، العراق).
7. من حق الشعب الامريكي ان يفتخر بامتلاكه اقوى جهاز مخابرات في العالم، واعتقد بان قتل اسامة بن لادن سيمحي جزءا كبيرا من الخرق الامني الذي حصل في 11 سبتمبر.
8. قتل اسامة بن لادن سيفتح الطريق لقطع رؤوس اخرى اكبر في التنظيم مثل ايمن الظواهري وآخرين كثر، والايام القادمة ستثبت ذلك، خصوصا وان اغتيال اسامة بن لادن جاء كثمرة للتعاون الوثيق مع المخابرات الباكستانية التي تعرف الكثير عن تنظيم القاعدة.
9. القاء جثة اسامة بن لادن في البحر وتفجير المبنى الذي كان يختبئ فيه دليل قاطع بان الامريكان بدؤوا يعرفون اكثر عن ثقافات الشعوب الاسلامية والعربية، فربما يرتكب الامريكان العديد من الاخطاء الا انهم في النهاية يتعلمون بسرعة. وهذا سر من اسرار تفرد امريكا في العالم.
10. لست ادري كيف فكر اسامة بن لادن بانه يستطيع مقاتلة الامريكان والافلات منهم، لانه يستحيل جمع النقيضين في حالة واحدة.
11. اخيرا يحدد العرفاء طريقان للوصول الى الله اما بالخوف منه او الذوبان في عشقه لكن يبدو بان بن لادن ومن معه من السلفيين التكفيرين لا يعرفون غير طريق القتل وهذا الطريق لن يوصل صاحبه الا الى الشيطان، لذلك فان قبر بن لادن الان يعوم في البحر، فانظر الى اي مصير انتهى من كان يسمي نفسه بالمجاهد ويسميه اتباعه بأب المجاهدين.
[email protected]
#آريين_آمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟