أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - اي مصالحة في ظل نظام إشكالي؟














المزيد.....

اي مصالحة في ظل نظام إشكالي؟


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 00:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكد يجري الإعلان عن توقيع اتفاق القاهرة، في شأن ما يسمى "المصالحة" بين حركتي فتح وحماس، حتى ارتفعت أصوات إسرائيلية تحذر أو تخيّر السلطة الفلسطينية "بين السلام مع إسرائيل أو السلام مع حركة حماس" (نتانياهو)، وتهدد بتدابير إنتقامية ضد السلطة إذا لم تلتزم "متطلبات المجتمع الدولي" (ليبرمان)، وأصوات أخرى أميركية وأوروبية، أعادت وتعيد تسميع مشروخة "شروط الرباعية الدولية"؛ وهذه كلها عقبات تحاول أن تنتصب مجددا في مواجهة معالجة الانقسام، كما في مواجهة عملية التسوية ومفاوضاتها المعطلة على المسار الفلسطيني، بعد أن امتنع أو يكاد أي حراك محتمل على المسار السوري، بفعل الاحتجاجات الشعبية السورية الداخلية، وانشغال النظام بمحاولة إخمادها.

إن عقلية أنتجت الاتفاقات السابقة التي كان يجري إجهاضها بفعل فاعلين متضررين، ومن الجانبين، ستبقى هي ذاتها من تسود وتقود أي اتفاق ناجز محتمل إلى الفشل، بل الإفشال الذاتي المتعمّد، فالمعروف أن هناك من يتعمّد إفشال النظام السياسي، بل الحركة الوطنية الفلسطينية، تجاه إنجاز أهداف الوطنية الفلسطينية، أو بعضها على الأقل كمرحلة أولى. ولا يقتصر هذا الهدف على قوى في الداخل الوطني الفلسطيني، ليس من مصلحة لها في إنماء هوية وطنية فلسطينية وإنتاجها وتوليدها في معمعان الكفاح الوطني التحرري، كذلك هناك في كيان الاحتلال بالطبع، وفي الوضعين الإقليمي والدولي من له مصلحة مباشرة في إنتاج ظروف ومعطيات تحقق ذات الهدف.

وإذا كان للاتفاق الذي جرى التوقيع عليه "مبدئيا" وبالأحرف الأولى، على أن يجري توقيعه لاحقا؛ ثنائيا ومن ثم من قبل بقية الفصائل، طابع التوافقات الفصائلية والفئوية، فإن أهدافه لن تتخارج عن كونها كذلك، أي أن طبيعة النظام السياسي الفلسطيني في انقسامه أو في توافقاته لن يخرج عن كونه النظام السياسي الإشكالي إياه، غير القادر على تجديد أو تطوير ذاته بفعل مكوناته ذاتها؛ فكيف بإمكانه أن يتغير، وهذا هو المطلوب، حتى يعيد للتحرر الوطني انسجامه المعهود مع قواه الطبيعية والطليعية؛ قوى التحرر الوطني قبل أن تتحول إلى مجرد أدوات سلطوية، أغرقها النظام السياسي في لجج سحيقة من تجاذبات أطرافه ومحاصصاتها التقاسمية، قبل انقساماتها التي رأينا توجهاتها واتجاهاتها الكارثية المدمرة لوحدة الشعب والمجتمع.

لقد حمل النظام السياسي الفلسطيني بذور انقساماته في مجموع السياسات التي اتبعها منذ إنشائه، ما انعكس تنظيميا على قواه تفكيكا لها كذلك، ولم يكن قطوع انقلاب حركة حماس وسيطرتها على قطاع غزة، سوى المعلم البارز لمعالم انفجار السياسي والتنظيمي لأطر العلاقة التي حكمت مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني، الانفجار الذي باعد بين برامج سياسية باتت متناحرة، وهياكل تنظيمية باتت عاجزة عن استيعاب حالة الهلام التي آلت إليها الحركة الوطنية الفلسطينية ونظامها السياسي، العاجز عن تأطير وتمثيل كامل الوضع الوطني الفلسطيني، في الداخل وفي الشتات.

لهذا قلنا ونقول أن الخلل الهيكلي أو البنيوي الذي وسم ويسم النظام السياسي سيبقى على حاله، حتى في أعقاب ما يسمى "المصالحة" وتوقيع اتفاق القاهرة، فالنزوع الفصائلي وروحية التحاصص المقيتة والمصالح الفئوية والزبائنية الضيقة؛ كل هذا لا يرقى أي اتفاق مصالحة على معالجته، للدخول إلى رحاب نظام سياسي جديد، يصلح من هيكليته وجوهره الداخلي، ليستوي استواءه النهائي، كونه بديل ذاك النظام التحاصصي/ المصلحي/ المنفعي الذي هيمن على الحياة السياسية والحركة الوطنية الفلسطينية، منذ توقيع اتفاقيات أوسلو.

وإذا كان للاتفاق أن يعالج واقع السلطة ونظامها السياسي المنقسم على ذاته، وآراء أطرافه، بل طرفاه الأساسيان: فتح وحماس، إزاء الانتخابات والتشكيلة الحكومية المقبلة، فما هي الأطر الكفيلة بمعالجة واقع وضرورة وجود برنامج سياسي منسجم ومتماسك، لحركة وطنية فلسطينية منسجمة على أهداف تحرر وطني لم تُنجز بعد، ويتفق الجميع على تحديد تكتيكات الوصول إلى تطبيق الإستراتيجية الموحدة للوطنية الفلسطينية، التي يجري للأسف تجاهل كونها المعيار الرئيس والأساس لأي برنامج سياسي وتنظيمي، يجمع الفلسطينيين حوله، ويوحّدهم على قاعدة وطنية تحررية صلبة، تستجيب لتطلعات حلم التحرر الوطني، بعيدا من أوهام التقاسمات التحاصصية والمصالح والمنافع الفئوية والفصائلية التي انحطّت بالوضع الوطني الفلسطيني، ولم تستطع الارتفاع به إلى مستوى يليق به.

في كل الأحوال يمكن القول أن الاتفاق الذي يعوّل عليه، يجب أن يكون بمثابة المنقذ الآن في عصر الثورات الشعبية العربية التغييرية، وإلاّ فلا منقذ للشعب الفلسطيني ونظامه السياسي وحركته الوطنية مما يتردى وتتردى فيه حاليهما وذاتهما المنقسمة، هذا الاتفاق سيكون عرضة لعديد المعوقات الداخلية والخارجية على حد سواء، لا تستوي معه مصالح متنفذين ومنتفعين من واقع الانقسام والتقاسم التحاصصي للنظام السياسي، ولا تستوي معه كذلك مصالح كيان الاحتلال الاستيطاني، وكل من يدعمه من دول الغرب، ما سيضعه في عين العاصفة وفي قلب كل محاولة لإفشال استعادة النظام السياسي الفلسطيني وحدته، حتى في الشكل من دون مضمونها الكفاحي، فهل يواصل "الاتفاق" قطع الحواجز، وصولا إلى محطته المرجوّة، أم يسقط صريع المعوّق الأساس: الخلل الهيكلي الذي لا يمكن أن يستقيم من دون المرور في محطات تغييرية أساسية، تستعيد فيه الحركة الوطنية الفلسطينية نزوعها التحرري الذي افتقدته منذ محطة أوسلو، التي أسست لوجود نظام سياسي إشكالي وجودا وجوهرا.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطويات مانعة للمواطنة
- الإصلاح الشامل كمسألة وجودية
- سلطويات الذات الاغترابية ونزعتها النيرونية
- آلام التغيير وثقل الستاتيك الفلسطيني
- فجر ليبيا وغروب الأوديسة
- في تعددية ولا معيارية الثورات الديمقراطية
- ليبيا الحرة دولة مدنية حديثة
- دولة الحل المرحلي: دويلة منزوعة السيادة
- روح التغيير وبدء الإنفراج التاريخي
- محفزات احتضان السياسة.. وصناعتها
- فات أوان الإصلاح.. هبت رياح التغيير
- في التغوّل السلطوي اللاغي للتعددية
- الدمقرطة العربية: إعادة تفكير أم اتجاه نحو ثورات التغيير؟
- في التحاكم التبادلي تعاقديا
- أحرار الميادين وعبيد النظام والمال الحرام
- بين الحقيقة الضائعة والتدليس في وثائق -الجزيرة- وويكيليكس!
- حين ينهض فينيق حلم التغيير والثورات الشعبية
- عقل سياسي مغيّب ومجتمعات مأزومة تنفجر
- تونس ومحنة تغيير قد لا يكتمل
- سقوط النموذج التونسي.. ماذا بعد؟


المزيد.....




- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماجد الشيخ - اي مصالحة في ظل نظام إشكالي؟