أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - مهرجان الفلم الوثائقي اللقطة الشجاعة














المزيد.....

مهرجان الفلم الوثائقي اللقطة الشجاعة


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 20:33
المحور: الادب والفن
    



يقول المفكر السينمائي جان لوك كودار " أن الفلم التسجيلي والإخباري هما أنبل الأنواع . فهما لا يبحثان عن الآني لذاته بل لما يفرزه من اللانهاية ."

كانت الشجاعة والصدق والنقاء هم الصفات التي سبقت بكثير الصناعة السينمائية للفلم الوثائقي .. هكذا تكلم مهرجان الفلم الوثائقي لكلية السينما والتلفزيون المستقلة الذي أقيم في البصرة وعلى قاعة عتبة بن غزوان لليومين 29 ـ 30 من نيسان .
إذ حينما تكلمت ( هبة ) في فلمها ( يوميات بغدادية ) ، وتكلم مرتادو مقهى الشابندر قبل وبعد التفجير في شارع المتنبي للكتب في فلم ( شمعة لمقهى الشابندر ) ، ثم صمت (الفحّامون ) وهم يعملون تحت وطأة الدخان الخانق في فلم ( فحم ورماد ) ، وصوت الفناجين في فلم ( غريب في وطنه ) .. الخ هو صراع الإنسان العراقي مع مصيره المبهم أمام الهجرة الطائفية كما هو أبو علي الذي ترك سكنه في الحويجة ليعيش في مخيم لللاجئين عند حدود مدينة كربلاء يبيع القهوة في شوارعها : فلم ( غريب في وطنه ) . وفلم ( البقاء )عن مواطن في حي الدورة ببغداد الذي حولته المليشيات بعد 2003 إلى جحيم ، محاولا مقاومة الضغط النفسي والخراب والتفرقة الطائفية من اجل البقاء وعدم الرحيل . والهجرة العنصرية لعائلة مندائية من موطنهم بغداد إلى دمشق بسبب التهديد بالخطف والقتل فتم بيع البيت والأثاث كيفما اتفق لأجل الهروب والخلاص :( الرحيل ) . وهجرة الروح والنقاء والحلم لشابة عراقية ( هبة ) وما تواجهه من مشاكل في القسم الداخلي لأكاديمية الفنون الجميلة وعدم توفر ابسط مستلزمات الإقامة ، ثم مشاكل العمل والعيش وفساد الكادر الفني خلف الكاميرا ومحاولات التحرش البذيئة وفي مدينة خطرة كمدينة بغداد بعيدا عن أهلها الذين يسكنون كركوك : فلم (ليالي بغدادية ) ، وقتل الفكر والمثقفين في تفجير شارع المتنبي لبيع الكتب ( شمعة لمقهى الشابندر ) . وقتل الكرامة لامرأة فقدت معيلها في حروب العراق التي لا تنتهي :(الأرملة) .
وكان هناك محور واحد هو الأرض ومن سلبها وترك من عليها بكل أوزار الحياة وآلامها ، بكل جروحها التي لم تندمل منذ سقوط الدكتاتورية ،بل وقد ازدادت تشققا" وتقـيـّحا" .
وكانت الحبكة وتصاعد الصراع كمفاهيم سينمائية موظفة بجدية لكن بكل تلك الشفافية والجمال ضمن المقاييس السوسيولوجية المطلوبة للمتلقي ، ولكن ما أوقفني أن هؤلاء الشباب المخرجون قد فهموا الدنيا ومآسيها وكأنهم كهول قد تجاوزوا الخمسين ، إذ أن هذه الطروحات الفكرية داخل اللقطات السينمائية لا يفهمها إلا من كان قد عاش الحياة بأكملها وبكل أيامها ولياليها ، بكل حرّها وبردها كما يقولون ، فكيف عرفها هؤلاء الشباب بكل تفاصيل المأساة وبدون تصنّع وافتراء مطلقا" ، الجواب هي هذه المحبوبة المستباحة ( ارض العراق ) التي ديست منذ أقدم العصور ولم تزل تداس من قبل من لا يفهم أهمية الحياة ولا أهمية الحضارة والثقافة لما حملوه ويحملوه من أيديولوجيا الموت أينما حلـّوا .
وكان الأشخاص محور الأفلام ليسوا من الممثلين ( عدا هبة ـ فلم ليالي بغدادية) بل هم من عامة الناس ممن وقع عليهم الحدث ، وقد تم توظـيفهم بلا رتوش أو ماكياج ومونتاج وهذا واضح وجلي إذ نقلت هذه السينما الوقائع كما هي لكن بتصاعد درامي جعلني ( والحق يقال ) أن أتسمر على المقعد ولم أقوَ على مسح دمعة نزلت خجلا أن يلمحني من جلس جنبي ، ولربما مرّ هو بنفس محنتي ! فالصراع ثقيل وقاسي أمام تحمل الإنسان ( فلم فحم ورماد ، فلم ليالي بغدادية ، البقاء ) ولا حاجة لخلقه ، صراع الإنسان مع مصيره وأرضه التي لم تحمه من الاغتيال والتفجير والاغتصاب والتهجير .. انه صراع من اجل الحياة ، الهواء ، الغذاء ، الماء ، الاستقرار ، وكل شيء يلغي الضغط النفسي والفكري والاجتماعي ، ويمنح الإنسان حياته وكرامة وجوده .
إنهم مخنوقون هؤلاء الشباب المخرجين ، اسألوهم ، أرجوكم اسألوهم :كيف فهمتم الحياة وكأن لكم خبرة الكهول ؟
وكانت أغنية (هبة ) في نهاية فلمها مع لقطة استعراضية مطوّلة لأمها وهي جالسة على الدرجة الثانية من درج البيت واضعة يدها على خدّها تنظر إلى الفراغ بحزن داخل بيتها في كركوك تحت تهديد الأكراد ، هي لحظة التوقف والإنصات إلى دقات قلب الزمن لنسمع القول الفصل على لسان ( هبة ) : أما النهوض والعيش بكرامة ، أو أن تُقرأ على أرواحنا الفاتحة ............ كلماتها الأخيرة .

Email / [email protected]



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب التربية المسيحية
- لماذا الحوار المتمدن ؟
- ألطقسيّون
- قراءة جديدة لقصائد مليكة مزان
- مفهوم الدولة والنقابة ( عرض تاريخي )
- كراسي ( مشهد كوميدي )
- صناديق
- ماهيّة الايديولوجيا الدينية
- حدث ذات صباح في البصرة ( سيناريو فلم قصير )
- أغتصاب ( مسرحية )
- المجنون( مسرحية)
- صراع الأضداد والفن
- التحليل المادي للآيديولوجيا الدينية
- المفهوم الماركسي للدولة
- انتماءات لامنطقية
- الملامح الحقيقية للفكر الديني
- ثنيوية الذهنية والسلوك البشري
- ممارسة الطقوس .. عبادة , أم تراكم مازوخي ؟
- ماهيّة ما يسمى بالثقافة الأسلامية
- أيقونات الانحطاط


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - مهرجان الفلم الوثائقي اللقطة الشجاعة