|
نحو حزب سوري ينطلق من القضية البيئية
علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 19:22
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إن أحد أهم الشروط الجوهرية لنشوء وتأسيس حزب البيئة السوري هو تواجد مجتمع مدني متطور بكامل مؤسساته مع العلم بأن عملية تبلور المجتمع المدني في كل بلد متعلقة بارتباط متين بالتقاليد التاريخية والخلقية الثقافية وكذلك بعملية التطور الصناعي للبلد. إن المقارنة البسيطة للمجتمع المدني السوري مع الأوروبي هي في كل الحالات قضية تخبئ في طياتها الكثير من المغالطة والتقديرات الخاطئة وعليه فإن شروط تأسيس حزبا ً للبيئة في سوريا تختلف في الجوهر عن شروط مثيله في أوروبا. إن تأسيس حزب البيئة في سوريا (رغم عدم تبلور ظروف نشوءه الموضوعية) - برنامجه السياسي يتجسد في النضال من أجل بناء مجتمع إيكولوجي قائم على التضامن كما يتمثل في الدفاع عن حقوق الإنسان و عن النظام الإيكولوجي و عن دمقرطة الدولة و دمقرطة المجتمع و رفض العنف و أسلحة التدمير - هو في حد ذاته كبير الأهمية لأنه يساهم في تسريع وتفعيل التطور الديمقراطي المدني ، وكلما تم الإسراع في تهيئة النشوء ، كلما كان أفضل . أن ما يعيشه الشارع السوري يمثل حالة إيجابية واعدة بالإثمار فهناك جمعيات لحماية البيئة، نشرات إلكترونية حول البيئة، جمعيات ومنظمات ولجان للدفاع عن حقوق الإنسان، عن حرية الصحافة، عن الديمقراطية ، عن حقوق المرأة، عن حقوق المستهلك وكذلك أصوات مناهضة للمفرزات السلبية لعصر العولمة. بالإضافة إلى ذلك هناك أحزاب ومنتديات وتجمعات ذات طابع قومي وماركسي وديني وليبرالي وديمقراطي. على الرغم من تعدد منابت هذه القوى واختلاف مناهجها ومشاربها فإن القاسم المشترك لها هو السعي لترسيخ وجود الإنسان بما له من حقوق وبما يترتب عليه من واجبات. وعلى الضفة الأخرى يتكاثر عدد الوطنيين السوريين اللامنتمين والذين يتجنبون المشاركة الفعالة في تقرير مصائرهم ومصائر أبناء شعبهم وحجتهم في ذلك هو عدم إيمانهم بمقدرات وتوجهات القوى المتواجدة على الساحة السورية والتي وبحسب إعتقادهم لا تستطيع بإيديولوجياتها ومناهجها الفكرية اللامتجددة أن تمثل البديل الوطني . ضمن هذه الأجواء ... من رحمها ... يمكن بناء حالة وطنية جديدة يتعايش فيها الجميع و بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية . إن ضخ الفكر الإيكولوجي القائم على فلسفة التنمية المستدامة إلى عروق القوى والتجمعات والمنظمات الوطنية في سوريا بغية تحريك الدماء الوطنية ذات التوجهات الفكرية المتباينة والتي سبق أن تجمدت أو أنها في طريقها للتجمد هو بمثابة الإنجاز التاريخي الأهم لهذه القوى مجتمعة ،هو بمثابة إبداع جديد لحزب من طراز وطني جديد. وفي هذا الصدد هناك الكثير من الإشكاليات التي تطرح نفسها للنقاش والحل من مثل : - كيف يتم بناء حزب البيئة الذي يتخذ من الفلسفة الإيكولوجية و من نظرية التنمية المستدامة منهجاً لتطوير و تجديد الفكر و النظام الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي . مع العلم أن ممتلكي المعرفة الإيكولوجية وضروريات الجدل السياسي/الإيكولوجي، الاجتماعي/الإيكولوجي، الاقتصادي/الإيكولوجي والديمقراطي/الإيكولوجي ، مازالوا قلةً قليلة ، حيث أن هذا التوجه يحتاج إلى التخصص. - كيف سيستطيع حزباً للبيئة مواجهة التخلف الإجتماعي والمدني؟ - كيف سيكون برنامجه بما يتعلق بمستوى المعيشة الإقتصادية ومحاربة الفقر وانتشار البطالة و تحقيق العدالة الاجتماعية وكذلك محاربة وفضح الفساد الاقتصادي وعمليات التخريب البيئي وماهي تصوراته فيما يختص بتأمين فرصاً للعمل ضمن رؤىً إيكولوجية ؟ - كيف سيكون برنامجه بما يتعلق بالدفاع عن خيارات السلام و رفض العنف النفسي و المادي ضد الإنسان و الحيوان و النبات و المصادر الطبيعية و محاربة جرائم العنف في المجتمع و الأسرة و كذلك من أجل حماية الطفل ومحاربة العنف ضد الأطفال ومحاولات تسخيرهم لأغراض لا إنسانية ومحاولات الاعتداء الجنسي عليهم ،و بما يتعلق بالدفاع عن حقوق الأجنبي على الأراضي السورية. - هل سيساهم الوعي السوري المناهض للعلموية والعلمانية في تعقيد وزيادة صعوبة نشوء حزب البيئة السوري ؟ . - كيف يمكن لحزب بيئة سوري أن يساهم في بناء وتعميق وديمومة الديمقراطية السورية وتشجيع التعددية الديمقراطية والديمقراطية متعددة الثقافات؟ - كيف يمكن لحزب بيئة سوري أن يتبنى قضية إحياء العلم والتعليم والبحث العلمي وتقنيات المعلوماتية الحديثة والإرتقاء بمستواههم؟ - كيف يمكن لحزب بيئة سوري أن يتبنى قضية إحياء القطاع الصحي والإرتقاء بمستواه؟ - كيف يمكن لحزب بيئة سوري أن يساهم في تأمين الحماية للناطقين بالقانون ولسلطة القضاء والإرتقاء بمستواه؟ - كيف يمكن لحزب بيئة سوري أن يساهم في عملية فصل الدين عن الدولة ؟ لأن ذلك هو الشرط الأساسي من أجل أن تستطيع التجمعات الدينية والتي تمثل قوى هامة في المجتمع المدني من ممارسة دور إيجابي في البناء الوطني الديمقراطي . - كيف يمكن العمل المشترك من أجل سياسة بيئية ديمقراطية تحررية ملتزمة بالإنسان و السلام لحفظ البيئة وحمايتها في سوريا والعالم ؟ - هل تصلح النقاط التالية (ديمقراطية – تحديث – عدالة – استدامة) لأن تكون محوراً للبناء والحديث ؟
و الله ولي التوفيق
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقوق الإنسان الأساسية في جمهورية ألمانيا الاتحادية
-
الفضلات الكومبيوترية وحماية البيئة
-
الحركات البيئية وموضوعة الديمقراطية
-
الإنفورماتيك و المجتمع
-
مدخل الى حقوق الجيل الثالث - بيئة نظيفة
-
حول حماية البيئة في المشافي السورية
-
الهندسة و المنتج
-
المدرسة و فن النفايات
-
تأسيس مصرف للتسليف البيئي
-
الخضر الألماني و تحالف التسعين
-
الاستثمار الأخضر للنقود
-
الكوسموس التكنونانوي و مخاطر التلوث البيئي ـ 3 ـ
-
تطبيقات التكنولوجيا النانوية ـ 2 ـ
-
الكوسموس التكنونانوي ـ 1 ـ
-
ـ 2 ـ الجامعات و الإيكوتكنوايديولوجيا
-
-1- الجامعات و الإيكوتكنوايديولوجيا
-
الأهمية البيئية للطاقة الهوائية
-
عالمية التأهيل الهندسي في عصر العولمة ـ الجامعة الألمانية نم
...
-
حول التعليم العالي في ألمانيا
-
السياسة البيئية ومهامها الأساسية
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|