سيناء والأسئلة الغامضة

سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بداية هناك تناقض معلن في حق سيناء ، حتى من جانب هؤلاء الخائفين فعلا عليها !!
وما هو معلن أننا خسرنا سيناء في نكسة يونيو واستعدناها بعد حرب 73 وخسرناها بعد ذلك
و ماهو غير معلن أننا خسرنا سيناء بالفعل لأكثر من ألف سنة .. وكانت الخسارة بفعل الأنظمة المتعاقبة في مصر ..
كان الإهمال من نصيب سيناء .. حتى القرى النائية والمحرومة من الخدمات في وادي النيل كانت تعامل بشكل أفضل .. وكانت الأمكنة التي تعامل بشكل أفضل في سيناء هي القلاع والمناجم .
لكن في العقود الأخيرة وتحديدا في عصر مبارك، سعت السلطات الأمنية والسياسية في إطار حملة محمومة للمس بأهالي سيناء، ورموزهم ، التي ناضلت ضد إسرائيل .
مع التخطيط، على مستوى عال لثني أهالي سيناء ، وكسر روحهم كأنهم شعب غريب غير منتمي إلى مصر .
وقد حشدت الجهات الأمنية - أقسام شرطة ومباحث أمن دولة - الطاقات من اجل الهيمنة على الأهالي وإخضاعهم بالقوة والجبروت .
حتى هؤلاء الذين كانوا يساعدوا الأخوة الفلسطينيين، بتهريب المواد الغذائية خلال الأنفاق ،بدوافع إنسانيه ، أثناء الحصار من جانب إسرائيل ومصر بعد بناء الجدار العازل ، اتهموا في استقامتهم وشرفهم وقيل عنهم أنهم تجار مخدرات .
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اتهم أبناء سيناء بأنهم خونة وعملاء للأعداء ، ومن الغريب أن النظام الذي اتهم أبناء سيناء بأنهم عملاء للأعداء ، كان يتعامل بنفسه بشكل مباشر وغير مباشر مع الأعداء على حساب مصالح القومية للوطن .. كأن إسرائيل استولت على نظام حسنى مبارك ورجاله .. !!!
وفى كتابي عن سيناء : الأهمية والمعنى " الصادر عام 2008 أنكرت التهم الموجهة للبدو ،وذكرت بالأدلة وطنيتهم ، كما استشهدت بكتاب اللواء فؤاد حسين الذي أكد على وطنيتهم، وأنكر أيضا تهم الخيانة الموجهة لهم، وأكد على أن بطولاتهم ملحمة رائعة .. تلك البطولات التي ذكرت بعضها في روايتي " أمواج ورمال" الصادرة عام 2009 .. ورغم الثلاث كتب – المهملة أبحاثا ودراسة - وكتب أخرى عن سيناء والمؤيدة بأسانيد وأدلة عن وطنية أبناء سيناء ،إلا أن النظام كان يعاملهم بأسوأ المعاملة وشكك في وطنيتهم ..!!
وهذه المعاملة تطرح الأسئلة الغامضة المتعلقة بسيناء والمحتاجة إلى إجابة شافية وشفافة، دون الاكتفاء بالقول لنطوى صفحة الماضي وننظر للمستقبل .. لأن صفحة الماضي لايمكن أن تطوى .. فالمستقبل تراكمات على الحاضر و الماضي .. ولايمكن أن نرحل إليه بثقة دون بحث ماضينا .
أول الأسئلة :

لماذا تواصل الضغط الوحشي على أبناء سيناء ، ولماذا أطلقت إشاعات بأنهم مستعدين لحمل السلاح ضد مصر إلى جانب إسرائيل ؟
ولماذا لم يتم استكمال البنية الاقتصادية فيها وتحويل مسار ترعة السلام، وإيقاف مشروع تنمية سيناء والخط الحديدي . ؟
وبعد تفجيرات جنوب سيناء عامي 2005 و2006 لماذا اعتقل ألاف البدو بشكل عشوائي واحتجازهم وتعذيبهم ؟
لماذا لم يتم تعمير سيناء حتى الآن وخاصة منطقة الوسط منها والقريبة من الممرات ؟
ولماذا لم تصل ماسورة مياه واحدة لمنطقة الحسنة ونخل بوسط سيناء وظلت المنطقة فارغة من السكان ؟
ولماذا الجدار العازل في رفح مع توصيل الغاز والأسمنت إلى إسرائيل ؟
ومن يمتلك الأراضي فعلا في جنوب سيناء ؟
ومن كان يصول ويجول وحده شمال سيناء ويخضع كل المقاومات فيها لسطوته ؟
أن المشاريع التي تخص إخضاع سيناء كلها مخططة مسبقا كحرب 67 .. ومشروع سيناء الذي مازال يعمل في الخفاء هو "تهويدها واتخاذها كمشروع استيطاني.لضرب المنطقة العربية والسيطرة على مقدراتها .. ولنجاح هذا المشروع ينبغي عزل سيناء عن مصر .. "
ولعل ذلك يجيب عن بعض الأسئلة ، ويوضح تصرفات النظام السابق ضد أبناء سيناء والفلسطينيين ومعاملته الخاصة لإسرائيل .. ولعل ذلك يفسر إهمال القيادة المصرية في عصر مبارك التقارير التي أكدت على خطورة ترك سيناء فارغة.. كما يوضح لماذا تم إهمال مشروع تنمية سيناء وتعمير منطقة الوسط.
------------------------
هوامش وإحالات :
• سيناء الأهمية والمعنى " سعيد رمضان على . الهيئة العامة لقصور الثقافة 2008
• جريدة البادية – العدد العاشر 2006

#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات