عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 19:25
المحور:
القضية الفلسطينية
صفقة المصالحة بين قطبي السياسة الفلسطينية في القاهرة كانت مفاجئة لإسرائيل بل وللشعب الفلسطيني الذي كاد ألا يصدق أن تتم مثل هذه المصالحة، ذلك أن مصالحة فتح وحماس كانت تتأثر بالعوامل الإقليمية والدولية أكثر من تأثرها بفعل داخلي. مصر الجديدة وعلى لسان نبيل العربي مصممة على فتح معبر رفح بصورة دائمة بل وعلى إنهاء الحصار من الجانب المصري. تغيرت كل الموازين وانقلبت جميع حسابات إسرائيل فسارعت إلى تجميد مستحقات السلطة الضريبية وأعلنت أنها تعارض إنهاء الانقسام !
جماهير غزة ترقص طرباً لخبر إنهاء الانقسام وإنهاء الحصار، وخاصة الطلبة والتجار والمرضى وحتى عامة الناس، فقد كان نظام مبارك الزائل يناغم إسرائيل وينفذ لها ما تريد وما تشتهي، علماً بأن حصار المدنيين في غزة كان عملاً إجرامياً وانتقامياً لفوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية. لم يكن الحصار إجراءاً قانونياً ولا أخلاقياً.
دعوة مصر إلى عقد مؤتمر جديد لحل القضية الفلسطينية يأتي في سياق منفصل عن قضية اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية، حيث ستجد إسرائيل نفسها محشورة في الزاوية، فهي سوف تفقد سلاح المماطلة والتسويف الهادف لابتلاع وسرقة الأراضي وفرض واقع ديمغرافي جديد، علاوة على مواجهتها لدولة فلسطينية يعترف بها العالم ( عدا أمريكا ربما ).
مصر كانت وستبقى العمق الطبيعي والاستراتيجي لقطاع غزة وللفلسطينيين، فقد كانت غزة ما قبل 67 تحت حكم الإدارة المصرية حيث قدمت مصر عدة منجزات حضارية وإنسانية هامة للقطاع، مثل بناء مستشفى دار الشفاء وهو ما زال المشفى الأكبر والأضخم في قطاع غزة، كما قامت مصر ببناء ست عشرة مدرسة ثانوية هذا خلاف مشروع عامر لتشجير أراضي قطاع غزة بالحمضيات التي شكلت عماد الاقتصاد الغزي لعشرات السنين. كذلك كانت مصر تقدم المنح الجامعية الكاملة لطلاب قطاع غزة لدرجة أن معظم كوادر القطاع من أطباء ومهندسين ومدرسين ومحامين وغيرهم هم خريجو مصر.
مصر الآن عادت لدورها الإقليمي والدولي وخرجت عن دور التلميذ المطيع للإملاءات الإسرائيلية، وأصبح الفلسطينيون الطرف المستفيد رقم واحد من حدوث التغيير في مصر.
لكن ورغم كل ما سبق فإن ثمة سؤال ينهض متثاقلاً بل ويؤرقنا: هل ستقف إسرائيل وأمريكا مكتوفتا الأيدي حيال ممارسة مصر لدورها بما لا يرضي إسرائيل أم أن مصر ستدفع ثمن مواقفها ؟!
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟