أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - المصالحة و التحديات














المزيد.....

المصالحة و التحديات


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 14:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التوقيع على اتفاق المصالحة بين فتح و حماس في القاهرة قبل أيام , كان بمثابة أخبار سارة ليس للفلسطينيين فقط الذين أضناهم الانقسام كثيرا و جعلهم "صورة مشوهة " عند الآخرين , و بيئة مناسبة لتدخلاتهم السلبية! و إنما كان الاتفاق بمثابة بشرى عربية , بمعنى أن النظام الإقليمي العربي الذي يواجه الواقع بما فيه من تداخلات , لم يتجاهل القضية الفلسطينية , لم يتركها في أخر سلم الأولويات , بل أكد أنها ما زالت و سوف تبقى إلى لحظة قيام الدولة المستقلة , هي القضية المركزية , برغم كل تقاطع الرؤى حول هذه الأولوية الأولى .
و الاتفاق الذي تم التوقيع عليه و هو برسم التنفيذ الآن , بدءا بدعوة كافة الفصائل ثم التوقيع النهائي من قبل الرئيس أبو مازن و خالد مشعل , و من ثم إعلان حكومة الوحدة الوطنية من شخصيات مستقلة متفق على كفاءتها , و أعتقد أن رئيس هذه الحكومة القائمة أصبح منذ الآن محل إنفاق , لتكون مهمتها مواصلة العمل إلى الانتخابات القادمة في ما لا يتجاوز سنة واحدة ,و هي الانتخابات التي ستعطبنا الصيغة النهائية لشكل النظام السياسي الفلسطيني , بمشاركة حقيقة و متوازنة من قبل جميع الأطراف الفلسطينية .
المفاجأة التي ليست بالمفاجئة تكمن في هذا الموقف الإسرائيلي الانفعالي و الرافض بنوع من التوتر والقلق للمصالحة الفلسطينية , الذي عبر عنه نتنياهو و حكومته , فلماذا كل هذا الرفض ؟ و خاصة أن حكومات إسرائيل و منذ أربع سنوات من عمر الانقسام , كانت تأخذ موقفا سياسيا منافقا و مستغلا إلى حد بشع, فمن جهة كانت تتذرع بالانقسام للتهرب من تنفيذ أية التزامات مهما كان حجمها ، و من جهة أخرى كانت توجه الاتهام بشأن هذا الانقسام إلى دول و قوى أخرى مثل إيران و سوريا و حزب الله .... الخ , و الآن حين فوجئت إسرائيل بهذسار،تفاق ,الذي تم من خلال قراءة عميقة لما يجري في المنطقة , فإنها أي إسرائيل انكشفت وأصبحت عارية تماما لأنه لم يعد هناك من توجه إليه الاتهام ، ولذلك رأيناها تعبر عن هذا الانكشاف بعصبية وغضب بطريقة مريبة وغير مبررة.
ثم جاء الموقف الأميركي الفاتر في مواجهة هذا الاتفاق ، والذي نتمنى أن يتطور سريعا إلى ما هو أفضل ، مع العلم أن الإدارة الأمريكية كانت تعتبر أن أحد نواقص السلطة الوطنية الفلسطينية هو هذا الانقسام ، وكان من المفترض أن تدعم الإدارة الأمريكية نجاح جهود الشقيقة مصر بالتوصل إلى هذا الاتفاق ورعايته بطريقة هادئة ، وخاصة وأن قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من قطاع غزة بعد حربها التي شنتها قبل أكثر من سنتين ، والذي تبنته الإدارة الأمريكية كان يشير إلى ضرورة المصالحة الفلسطينية .
ولكن قبل هذا وبعده:
فإن اتفاق المصالحة بقدر ما هو خبر سار ، ونقلة نوعية ، إلا أنه يشكل تحديا أمام الأطراف الفلسطينية في حمايته ، والاستمرار به بثبات خطوة وراء الأخرى حتى يصل إلى غايته المنشودة ، وهي إنهاء الانقسام وإعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني .
ومن بين عناصر التحدي أن يحرص الفلسطينيون بعدم إتاحة الفرصة للاختراقات السلبية التي قد تأتي من أطراف محلية ارتبطت مصالحها الشخصية بالانقسام وتراشقا ته الرخيصة ، أو من جهات إقليمية قد لا تقبل إنجاز المصالحة الفلسطينية بعيدا عنها ، أو الاختراقات الإسرائيلية التي يمكن تنفيذها من خلال تصعيد سلوكها العنيف سواء ضد قطاع غزة أو ضد السلطة الوطنية في الضفة ، ومعروف أن إسرائيل لديها خبرة وقدرة واسعة على ذلك ، وعلى خلق الذرائع وافتعالها ، أو المبالغة في تشديد الإجراءات التي تجعل حياة الفلسطينيين الصعبة أكثر صعوبة .
فإسرائيل تعلم الآن بشكل قاطع أن النجاح الفلسطيني والعربي في إنهاء الانقسام هو المشهد الأول في إنهاء الاحتلال ، خاصة بعد صلابة الرفض الفلسطيني بقيادة الرئيس أبو مازن باستئناف المفاوضات بدون وقف الاستيطان ، وكذلك الإصرار الفلسطيني على الذهاب إلى الاستحقاق الوطني في أيلول القادم ، بالاعتراف بعضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة ، وهي قضايا ثبت أن حكومة نتنياهو بتركيبها الحالي غير مؤهلة لها .
التحدي الآخر الذي تواجهه المصالحة وتركز عليه أنظار المراقبين ، هي كيفية عبور المصالحة بأطرافها وحكومتها وخطابها والمفهوم السياسي لحاجز المتطلبات الدولية ، مطالب الرباعية ، مطالب الشرعية الدولية ، مطالب الأمم المتحدة ، وهل حركة حماس الشريك الرئيسي في هذه المصالحة ، ستعيد صياغة مواقفها السابقة من العملية السلمية ، واتفاق أوسلو ، والمفاوضات حين تتاح بطريقة أفضل، وذلك حتى لا يتكرر معنا ما حدث مع حكومة الوحدة الوطنية التي أعقبت اتفاق مكة ، والتي لم تحسم هذه القضية بشكل واضح ، ولم تستجيب لمتطلبات المجتمع الدولي ، ولذلك رأيناها تنتهي بالفشل والانقسام .
أعتقد أن ما يحدث في المنطقة حاليا يعطي لحركة حماس ولبقية الأطراف أن تعيد قراءة المشهد ، وأن تختار الموقع الذي ستكون فيه ، وأن تغتنم الفرصة وتخطو إلى الأمام بشجاعة ، لجعل هذه المصالحة ممكنة وحقيقة وناجحة.




#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علا و الموت من انكسار القلب !
- أخطر المعارك وأصعب القرارات
- الخوف قد رحل والربيع على الأبواب
- المرأة الفلسطينية من الحضور إلى قوة التنظيم
- و نحن لنا موعد أيضاً
- المصالحة مناورات مفتوحة و أبواب مغلقة
- الانتخابات المحلية نحو تجربة ناجحة
- مصر على مستوى أقدارها
- الحلم يتوهج والهدف يقترب
- زمنwiki leaks
- القاضي هو الجلاد والوسيط هو المنحاز
- شبابنا في غزة بين الحصار والانقسام
- الحوار المتمدن ... إلى الأمام
- هل للعرب من دور يتناسب مع ثقلهم؟
- نأسف...الخدمة غير متوفرة
- إلى الأمام -سرت-
- الانقسام ورطة لأصحابه وخصومه
- مجتمعنا في غزة و فقدان التسامح الاجتماعي
- مجزرة صبرا وشاتيلا ذاكرة القضية التي لا تنطفئ
- بعيداً عن السياسة،


المزيد.....




- ??مباشر: مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة واستمرار المخ ...
- استقالة رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية على خلفية تعاملها مع ...
- شهيدان وعدة جرحى في قصف إسرائيلي على مخيم بلاطة شرقي نابلس
- -تحول استراتيجي- في علاقة روسيا والصين.. ماذا وراء التدريبات ...
- أكسيوس: ترامب تحدث مع نتانياهو عن الرهائن ووقف إطلاق النار
- قراصنة إيرانيون يستهدفون حملتي هاريس وترامب
- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - المصالحة و التحديات