أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - آخر القمم..أولها














المزيد.....

آخر القمم..أولها


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 19:42
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل اسابيع.. كانت بغداد تستعد لاستقبال الرؤساء العرب لعقد مؤتمر القمة العربي في آذار 2011. كان الجميع يتهيأ للاحتفاء بقادة الأمّة وزعماء شعوبها. وكانت وسائل الاعلام قد هيأت سيناريوهات عن حياة كل زعيم عربي.. تستعرض فيه كفاحه وامجاده ومنجزاته التاريخية واخلاقة الرفيعة وقيمه النبيلة..وتصوغ احداثا منها في دراما تصوره كيف خرج من بين فقراء الشعب ليكون المنقذ المخلّص ،والزعيم الأوحد ،والقائد الضرورة ،وهبة السماء الى الأرض، وبطل القومية العربية ،وملك الملوك..الاولين والآخرين!. ولكنّا نحرنا لهم الذبائح..واسكناهم في افخر قصورنا!..ولتسابقت عليهم القنوات الفضائية ووسائل الاعلام..ولبعثنا بجميلات " العربية " و " الجزيرة " و " أم بي سي" تحاور هذا وتضفي على ذاك ما أملي من صفات اعدّها مدير القناة..وستكون المحظوظة منها تلك التي تلتقي بواحد منهم..والمحسودة هي التي تتبرك شاشتها بوجه اكثر من زعيم في حوار تنهيه بدعاء ان يمدّ الله في عمره ويحفظه ذخرا" للأمّة.
أليس هذا هو ما كان يحدث لو أن المؤتمر عقد في تاريخه، آذار 2011؟. ولكن ما حصل ان تسونامي الأنظمة العربية كشف ان كبار الرؤساء العرب فاسدون! وان من كنّا نستعد للاحتفاء بهم بوصفهم قادة الأمّة..ليسوا سوى سلاطين طغاة..وانهم ليسوا ممثلي شعوبهم ،بل قتلته..وليسوا أمناء على ماله ،بل لصوص مات الانسان بداخلهم فانشغلوا بكنز المليارات وتركوا شعوبهم بين مهاجر وبين من لا يجد قوت يومه.
وفجأة،انقلبت الفضائيات ووسائل الاعلام العربية من مدّاحة لقادة الأمّة الى..سالقة أياهم بألسنة غلاظ..وبأقبح ما في قاموس العرب من مفردات..وناشرة لغسيل نتن يزكم الأنوف ويجعل الناس يضربون جباههم ويعنفون أنفسهم: كم كنّا مغفلين!.
ياآلهي..كم أننا انتهازيون!..وكم أن الاعلام العربي بحاجة الى تسونامي يكتسح زيفه ونفاقه ودجله على الشعوب وتخديره لها عشرات السنين!.
ان أعظم انجاز لتسونامي الأنظمة العربية أنه أطاح بـ( سيكولوجيا الخليفة)..فلن يأتي بعد الآن ،في الأنظمة التي أطيح بها ،حاكم يرى نفسه امتدادا لخليفة أموي أو عباسي..يمثل سلطة الله في الأرض..ويبقى فيها الى يوم يخصّه عزرائيل بالزيارة. وفي هذه البلدان، ومن سيأتي عليه الدور..سقطت الى الأبد مفاهيم شفّرت في اللاوعي الجمعي العربي مئات السنين من قبيل:البطل التاريخي،الزعيم الأوحد،الملك المفدّى،حبيب الشعب...وغسل تسونامي العرب من النفس العربية سيكولوجيا عبادة البطل وتأليه الزعيم والتماهي بنرجسية القائد..واضفاء صفات الأنبياء على من تبين أنهم أشرار!..بل هزّ ،هذا التسونامي المبارك،في النفس العربية حتى ايمانها بسيكولوجيا القدر!.فالرئيس المقبل في هذه البلدان ستأتي به ارادة الناس لا ارادة القدر ،وسيكون (موظفا) ولكن بفارقين أنه يحتل الوظيفة الأعلى في الدولة..وان مدة حكمه فيها لا تتعدى ثمان سنوات. وحين ستنعقد القمة المقبلة..ستختفي كل الالقاب الفوقية والاستعلائية والصفات الاستثنائية والتعظيمية التي تحتفظ بها اشرطة الاعلام وذاكرة الشعوب..فلقد انتهى عصر (البطل الفرد) وصار البطل الأبدي هو الشعب..الذي سيغني للوطن فقط: بالروح..بالدم..نفديك يابيت الوطن.
لقد كتب لبغداد ان تكون متفردة بتاريخها ،وخصّها الحظ بمكرمة..انها ما استضافت قمة رؤساء فاسدين..فقد كفاها قدرها قبح آخر القمم ..لتتزين بجمال أولها..وان لم يكتمل بعد!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو ليله..و..عادله خاتون
- مظفر النواب..من القلعة الخامسة الى هافانا (لمناسبة مربد 2011 ...
- ثقافة القبح
- مهور الديمقراطية..وخطاياها
- تسونامي..للمثقفين العرب
- الأخصائيون النفسيون العرب ..والسياسة
- الحكّام أم الشعوب..مرضى نفسا؟!
- غباء السلطة ..وخطاياها
- تحليل سيكولوجي لشخصية ونهاية معمر القذافي
- قراءة أولية في مظاهرات جمعة الغضب العراقي
- الحقيقة..دائما عدوّة السلطة!
- في سيكولوجيا الثورة المصرية
- بيان عشرين شباط
- اذا اتحد الدين والفن.. ظهر الحق!
- لتكن صفقة واحدة: الحقوق، والمساءله، والاخلاق ايضا
- نصائح للمتظاهرين العراقيين
- المصريون..أهل نكته..حتى في المحنة!
- في زيارة أربعينية ألامام الحسين ..وتساؤلات مشروعة
- هل يأتي الدور على العراق؟
- بعد تونس.. مصر..وتحذير للعراق


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - آخر القمم..أولها