|
من يضحك على من !!!!
كريم المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 16:58
المحور:
كتابات ساخرة
لا يمر أسبوع إلا ونشهد أحداث وتطورات ومواقف سياسية عربية منها أو دولية متناقضة ، لا نغالي في القول بأنها " تشيب ألراس " ، فإنها ليست تؤكد فقط على إزدواجية التعامل مع هذه القضايا ، بل تكشف أيضا حجم الكارثة في الوطن العربي المبتلي بقادته ذوي ( الأمزجة ) المتغيرة بين ليلة وضحاها ، ولا ندري إن كانت هذه التغيرات عن قصد ، فهذه مصيبة !! وإن لم تكن كذلك فالمصيبة أعظم . الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، وقبل أيام أشاد بالمبادرة الخليجية ، وأعتبرها الطريق الصحيح لإنهاء الأزمة في بلاده ، رغم أن الأزمة لازالت تراوح في مكانها منذ شهرين ، والكل متخندق في خنادقه ، ويتحين لغريمه الفرصة للإنقضاض عليه ، ورغم أن كل الوقائع تشير إلى أن الأزمة اليمنية دخلت نفقا جديدا بعد تبادل السلطة والمعارضة الإتهامات لإفشال كل المبادرات . اليوم يخرج علينا الرئيس نفسه بتصريح يضع العراقيل أمام المبادرة الخليجية ، متهما قطر بأنها الدولة ذات المال الوفير التي لا تعرف أين " تصرفه " فأختارت اليمن من بين مشاريعها لتنفيذ خططها الرامية إلى زعزعة هذه البلاد ( الكلام للرئيس اليمني ) ، ولذلك فإنه ( أي الرئيس ) يرفض التوقيع على الإتفاق في الرياض كما هو مقرر معترضا على وجود ( قطر العظمى كما يحلو لمحمد دحلان – المسئول الفلسطيني الأسبق - تسميتها ) لأنها تتآمر عليه ، فلا ندري أين كان الرئيس اليمني من قطر عندما وافق على " المبادرة الخليجية " في بدايتها !! .
مجلس الأمن يفشل في التوافق على إصدار " بيان إدانة " ضد سوريا ، على عكس ما حدث مع ليبيا وسرعة إصدار القرار 1973 ضدها !!! " وقطر العظمى " تدعو سوريا لمعالجة الأزمة ب" الحوار البناء " ورئيس " المؤتمر الإسلامي يأسف لسقوط القتلى ، والجامعة العربية في سكون " مطبق " عما يجري في سوريا من أحداث !! ومصادر تقول أن الجامعة لن تكرر مع دمشق تجربة تعاملها مع ألقذافي ، لأنها ( أي الجامعة ) والكلام للمصدر ، رأت في قرار فرض الحظر الجوي على ليبيا بأنه لم يحسم الأمر ، ( صح النوم ياجمعتنا ) !!. الحكومة السورية من جانبها تبرر العمليات العسكرية في درعا وبقية المدن السورية بأنها إستجابة لنداء أهاليها لتخلصهم من المجموعات الإرهابية المتطرفة التي تهاجم عناصر قوى الأمن ، ما دعاها إلى قطع المياه والكهرباء و الإتصالات عن المدن وحرمانها من المواد الغذائية والأدوية حتى لا يستفيد منها الإرهابيين !!! ، وأما بالنسبة للاجئين الهاربين من القصف والعمليات العسكرية إلى لبنان مثلا ، فإنهم على ما يبدو لم يذهبوا ( لحد غريب ) !!! . محكمة السلامة الوطنية الابتدائية البحرينية أصدرت في الثامن والعشرين من أبريل حكما بالإعدام على أربعة أشخاص اتهموا بقتل شرطيين خلال الاحتجاجات التي شهدتها البحرين في شهري فبراير ومارس الماضيين ، بعد أن جرى وحسب وكالة أنباء البحرين توفير كافة الضمانات القضائية وفقا للقوانين المعمول بها وبما يتماشى مع معايير حقوق الإنسان !! . الولايات المتحدة ( يعيني ) من جانبها أهتزت مشاعرها مثل هذا القرار ، وأنتقدت ( وبشدة !! ) السلطات البحرينية على سرعة محاكمة المتظاهرين والحكم على بعضهم بالإعدام وآخرين بالسجن مدى الحياة بعد إدانتهم ، ودعت بحسب مدير الإدارة السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية جاكوب ساليفان البحرين على أعلى المستويات إلى التحرك باتجاه "حوار سياسي شامل" لوقف الاضطرابات السياسية !!! ( وبتقوو بعدين أمريكا دي مش كويسة ) .
مبعوث مجلس الأمن الدولي إلى ليبيا عبد الإله الخطيب وزير الخارجية الأردني الأسبق يؤكد خطورة الموقف في ليبيا سواء في الجانب الإنساني منه ، أو في الجانب العسكري الذي تشير كل المصادر إلى أنه يتوجه نحو التعقيد والإطالة ، وإن الخاسر الوحيد والحالة هذه ، هو الشعب الليبي الذي يقدم الضحايا تلو الأخرى سواء جراء العمليات العسكرية بين " المتمردين " والحكومة أو في نقص المواد الغذائية والأدوية و الإستقرار ، ما يستوجب تحركا دوليا لوقف هذه المأساة !. روسيا التي لجأ إليها الرئيس الليبي معمر ألقذافي بطلب عقد جلسة إستثنائية لمجلس الأمن الدولي ، لأن الناتو تجاوز صلاحيات القرار 1973 ، وقام "بإستهدافه شخصيا " وقصف المواقع المدنية ، وروسيا العضو الدائم في مجلس الأمن ، وصاحبة حق النقض ( الفيتو ) قالت أنها لا ترى ضرورة في عقد جلسة طارئة لمجلس !!! ، ولا تنوي والقول لنائب وزير الخارجية غينادي غاتيلوف أن ترسل مراقبين إلى ليبيا ، تعرفون ليش !!! لأن ألقذافي دعا الغرب للتفاوض من أجل حل النزاع ( بالطرق السلمية ) لكنه لم يدعوا روسيا . التصريحات العربية بشأن التعامل مع إيران هي الأخرى واحدة تناقض غيرها ، ففي الوقت الذي طالب الدكتور علي سالم الدقباسي ، رئيس البرلمان العربي الإنتقالي ، بضرورة وقف التهديد الإيراني لأمن الخليج العربي ويؤكد على أهمية إخضاع المنشآت النووية الإيرانية للتفتيش الدولي رافضا تدخلها في الشأن الداخلي العربي بصفة عامة ، وفي البحرين بصفة خاصة والكويت وإحتلالها للجزر الإماراتية الثلاث . يخرج علينا الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية القطري خلال لقاءه رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف ، بتأييد وجود علاقات مصرية – إيرانية لأنها تصب حسب رأيه في تنمية العلاقات مع الجانب الإيراني " وكل دول الخليج لها سفارات لدى إيران ، وهذا الأمر لا يبعث على الخوف " .. وإحنا ( رحنا وطي ) كما يقول أخوتنا الخليجيين !!! لأنه سنصدق من بهاي الحالة !! . في العراق ورغم طغيان الخلافات السياسية وأمتزاجها بالحوادث الأمنية المستمرة يوميا على شكل إغتيالات غامضة ، فإن قيادة عمليات بغداد وكما يقول الزميل الصحفي حمزة مصطفى في مقاله ، تأخذ على عاتقها دائما عملية " تهوين " الأمور مهما كانت درجة خطورتها ، وترى أن كل ما يجري في الشارع يدخل في سباق روتيني وأنها وضعت خطة من الآن فصاعدا لوقف الإغتيالات الغامضة بالمسدسات كاتمة الصوت !! . في المقابل فإن هذه الإحداث جعلت العراقيين يتجهون للرياضة كملاذ آمن لهم ، ويفسر المراقبون ظاهرة الإقبال اللافت للعراقيين على تشجيع برشلونة وريال مدريد بشكل قد يبدو مبالغا فيه ، وقد لا يحدث حتى في إسبانيا ذاتها بأكثر من سبب ، قسم منها سياسي ، وهو محاولة إيصال رسائل شعبية للسياسيين بعقم ما يقدمونه من حلول للناس ما جعلتهم يستوردون حتى متعهم البريئة من الخارج .
#كريم_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورات العربية من وجهة نظر روسية
-
كتاب جديد - إمبراطور الغاز
-
أنا وضعي مختلف .. !!!
-
هل نحن بحاجة لدراسة اللغة اليابانية !!
-
كوسا وحسين ، وإن تعددت أسباب هروبهما ، فمصيرهما واحد
-
أفتخر .. لأنك عربي
-
ماذا لو كانت ليبيا بلدا للموز ..... ؟
-
صحوة موت عمرو موسى سياسيا
-
أيها الليبيون .. العبرة لمن أعتبر
-
في العراق .. عجيب أمور .. غريب قضية
-
بعد خطاب مبارك .. مصر إلى أين !!
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|