|
هل يستقبل العراق لاجئين من سوريا ؟
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 10:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إضطر الكثير من العراقيين على مدى تأريخهم الحديث ، الى الهروب من وطنهم ، لأسبابٍ سياسية على الأغلب ، والتوجه الى دُول الجوار ... ولقد كانتْ إيران وسوريا ، في مُقدمة البلدان التي إحتضنتْ اللاجئين العراقيين ، تليها الاردن و تركيا والكويت في بعض الفترات . من الطبيعي ان الكويت كانتْ مقصَداً لمُواطني الجنوب ولاسيما أهالي البصرة ، خصوصاً في الستينيات .. وكذا كان الموصليون يفضلون سوريا لمحاذاتها لهم .. والحدود الطويلة مع إيران ، كانتْ أحد الاسباب الرئيسية للجوء العراقيين ، الى الجارة إيران . تمُر المنطقة اليوم ، ليسَ فقط بعواصف مطرية أو ترابية ... بل ان عواصف الثورة والإنتفاض ، تجتاحها بقُوة .. ومَهما حاولتْ بعض الدول ، تفادي نتائجها ، فأن تأثيراتها التغييرية الكبيرة ، لابُدَ ان تصيبها ، بدرجةٍ أو بأخرى .. وهنالك إحتمالات واردة ، ان يكون من التأثيرات الجانبية ، لهذه الهزات السياسية والاجتماعية .. أن يضطر بعض مواطني تلك الدُول ، للهروب .. وليس بعيداً ان يلجأوا الى العراق !. فرغم انه لايزال هنالك مئات الآلاف من العراقيين ، في الاردن وسوريا .. لكن العديد منهم عادوا في الفترة الاخيرة الى الوطن ... رُبما ليس إشتياقاً ، ولكن إضطراراً ، لتَرّدي الاوضاع ، لا سيما في سوريا . أحد السيناريوهات المتوقعة ، أن تدخل أعداد من السوريين الى العراق ، إذا ساءتْ الظروف أكثر ، وإرتفع مُستوى العنف الحكومي ، وإزداد عدد الضحايا المدنيين ... والمناطق المُرّشحة لذلك هي القامشلي والحسكة وعامودا وعفرين والجزيرة .. يجب ان لاينسى العراقيون شعباً وحكومة ، ان الشعب السوري كان دائماً مُسانداً ومُعاضداً ، لكل العراقيين الذين لجأوا الى سوريا .. بمُختلف إنتماءاتهم السياسية ، وفي كافة الظروف . فكُل الاحزاب الاسلامية والقومية والعلمانية المتواجدة اليوم على الساحة العراقية ، بدون إستثناء ... كانت قياداتها وكوادرها تقيم في سوريا قبل 2003 ولو لفترات محدودة . بل ان الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان ، مدعوتان ، الى وضع خطة مُسبقة ، لإستقبال وإحتضان اللاجئين السوريين المُحتَمَلين ، وتوفير إحتياجاتهم الاساسية . إيران ليست ، بمنأى عن هذه الموجة العاتية ... فهنالك صراعات جدية ، تطفو على السطح بصورةٍ واضحة .. بين أركان السلطة نفسها . وليس مُستحيلاً ان تتطور الأمور خلال الأشهر القادمة ، بحيث تصل الى درجة الإنفجار .. فالشعوب الايرانية المنفتحة تأريخياً ، لن تتحمل أكثر ، هذا الحكم الثيوقراطي المُتسلط عليها منذ أكثر من ثلاثين سنة . وليس بالضرورة ، أن تكون التغييرات المتوقعة في ايران خلال السنتين القادمتين ، مؤيدة للولايات المتحدة الامريكية بشكلٍ مُتطرِف .. بل ان التغيير ، في إعتقادي ، ستكون له تأثيرات " داخلية " أكثر من " الخارجية " .. وربما سيُعاد ترتيب الأولويات إيرانياُ ... بحيث تصبح علاقاتها الدولية أكثر إنفتاحاً وتوازناً ، حتى مع اوروبا والولايات المتحدة الامريكية ... ويكون هدف السياسة الخارجية الايرانية الاول ، هو الخروج التدريجي ، من دائرة تشكيلها " خطراً على الأمن العالمي .... عموماً ، إذا تحققتْ هذه الامور .. فأن الفترة الانتقالية المضطربة عادةً .. رُبما تشهد نزوح الكثير من الايرانيين ، الى العراق ... وهي فُرصة ، لِرّد الجميل ، للشعوب الايرانية على مواقفها الانسانية ، تجاه مئات الآلاف من العراقيين اللاجئين اليها ، خلال الاربعين سنة الماضية . نحن العراقيين ، ندرك تماماً ، حجم المعاناة التي يلاقيها الهارب من وطنهِ إضطراراً ... فلا يوجد أحد مثلنا ، قاسى من هذهِ المِحنة الصعبة .. ولا نتمنى لأحدٍ أن يَمُرَ في تلك التجربة المريرة .. ولكن الواجب يملي علينا ، ان نكون بمستوى المسؤولية ، تجاه الذين ساعدونا سابقاً .. إذا فَرَضَتْ عليهم الظروف ، ان يلجأوا إلينا .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومتنا .. وعُقدة مصطفى الشكرجي !
-
المسؤولون .. بأي دينٍ يدينون ؟
-
إختلاف الآراء
-
الحدود
-
لَمْ أرى بِعيني . لكني سمعتُ بأذني !
-
الأمطار الغزيرة .. فضحَتْنا
-
أثيل النُجيفي واللعب الخطر
-
حكومتنا .. و - المَلا سيسو - !
-
ماذا ينقص - ديمقراطيتنا - ؟
-
مبروك .. عيد رأس السنة الإيزيدية
-
حكومتنا .. والحَرُ والبَرد
-
رؤساءنا لا يلعبون ولا يُغَنون !
-
صناعة الحرب
-
ثورات المنطقة .. بعض الدروس
-
أعمدة الفساد الأربعة
-
وعود الحكومة العراقية
-
علاوي والهاشمي ..مثل الساعة السويسرية !
-
ألمالكي وبَرْهَم .. تَرَكا القراءة !
-
العراقيون في سوريا .. في خطر
-
قنابل موقوتة بأمرة مُقتدى
المزيد.....
-
-ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع
...
-
كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
-
فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس
...
-
3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
-
-يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
-
Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
-
العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
-
لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟
...
-
العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
-
مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|