سعيد رمضان على
الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 17:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كارثة انفصال السودان
سعيد رمضان على – مصر
كارثة السودان احد التركات المثقلة لنظام العهد البائد بمصر وهو أحد أسبابها بإهماله .
أن سلسلة المظاهرات والاضطرابات وتبادل إطلاق النار وحرق المباني التي جرت في السودان، وأدت لعملية الانفصال، ليس هدفها مصالح قومية، ولا يعدو الأمر كونه صراعا بين مصالح . فالانفصال ضد المصالح القومية للسودان ولدول الجوار وخاصة مصر .. وعلى مصر أن تقوم بدورها .. وهو دور لا يمكنها الهرب منه وعلى الجميع أن يتعلموا درسا من ألمانيا الموحدة بعد هدم سور برلين .
لقد انفض ما يحدث في السودان بفوضى ضخمة. من الممكن أن يتخيل المرء درجة الخوف والرعب التي يسببها بعض الناس من أجل مصالحهم .
وبتوالي الأيام، بدا احتمال حدوث الانفصال الفظيع ممكناً، وقد بدا كاحتمال خسارة السودان كلها لهؤلاء الذين يخافون على السودان فعلا.. لكنه ظهر كنهاية خوف على السلطة من جانب هؤلاء الخائفين على كراسيهم .. حتى مصر في عهد مبارك ظهر التصويت للسلطة كنهاية لقلق وليس كبداية لانهيار السودان .. وبدت الحشود التي ذهبت للتصويت بالموافقة كأنها تمثل دورا مكتوبا في مسرحية محكمة ..كتلك المسرحيات المصرية في انتخابات عصر مبارك.
وبينما ساد الارتياح بعض العناصر التي ساهمت في إخراج المسرحية ، فقد سيطر على كثير من الوطنيين في السودان ومصر إحساس التبلد والدهشة إزاء ما حصل. لقد أدركوا بأنه قد تم استغلال الجميع بنجاح ولكن بعد فوات الأوان .
لكن مصر قامت بثورتها وبإمكانهم الآن يسترد الوطنيين كرامتهم ووحدتهم الضائعة، وبالرغم من ذلك، تلوح مشاكل في الأفق، كعدم القدرة على الاتفاق بين العناصر الوطنية ليفعلوا شيئا مثلما هدم الوطنيين في ألمانيا سور برلين .
والمشكلة الثانية هي المناصب .. فالشمال والجنوب لديهما كرسيان للرئاسة ، ومناصب وزارية .. ولحل المشكلة نحتاج لوطنيين فعلا .. ليس لشغل تلك الكراسي بل للتخلي عنها لإنقاذ ملايين الناس من الجوع، ومن المجاعة التي ستتفشى في البلاد وأعاده السودان لوحدتها .
#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟