أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هاني محمد علي - عفوا ليست الثورة هي الحل














المزيد.....

عفوا ليست الثورة هي الحل


هاني محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 14:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


"ان الثورة قد تسقط طاغية ولكنها لا تستطيع ان تغير اسلوب التفكير بل على الضد من ذلك فان الثورة قد تولد سوء طوية تكبل الدهماء"

"ايمانويل كانط"



عندما خرجت جموع المصريين وتصاعدت اعدادها رافعة شعار اسقاط النظام ،مطالبة بدستور جديد كانت تلك الجموع في ظاهرها الذي يخدع متوحدة ، ثم سرعان ما تفككت وتشرذمت وتميزت بعد اسقاط النظام بين مؤيد للتعديلات ومعارض لها (وهو ليس انقساما على مستوى الاراء السياسية ) في مشهد يعكس استقطابا طائفيا بشكل واضح يفضح ما في نفوس المصريين من كراهية للاخر المختلف، كما أظهر المشهد ان غالبية الشعب المصري من مسلميه يساق كالقطيع ليصوت بنعم دفاعا عن الاسلام (المادة الثانية) وغالبية الشعب المصري من المسيحيين يساق كالقطيع للتصويت بلا حربا على الاسلام او دفاعا عن حقهم المهضوم معلنين عن مستقبل مظلم لهذا البلد في غياب تام للوعي وانغماس كامل في بحور الجهل والخرافات.

واذا كانت انتفاضة الشعب المصري قد نجحت في ازاحة نظام ديكتاتوري فاسد فان نجاحها في ذلك لا يعني التغيير الى الافضل بالضرورة ، فالمرجح ان يؤدي ذلك الى نشوء سلطة تراثية محكومة بالاساطير والخرافات ممثلة في اغلبية نيابية اخوانية واسلامية معطلة ومتحكمة في كافة مناحي الحياة ، تماما كما هو الحال في النظام الايراني برغم تميزه باطار ديموقراطي فيه ما فيه من تداول الحكم وحرية التصويت ونزاهة الانتخابات ........فماذا كانت النتيجة؟؟؟؟!!!



سيقبع الشعب عقودا يعاني من الفساد ذاته ليثور مرة اخرى مطالبا باسقاط ما يظنه علة المرض ولكنه يقضي في كل مرة على المريض ولا يقضي على جرثومة المرض التي ستصيب من بعده مهما تغير شكل النظام او تبدل وحتى لو تميز بادوات ديموقراطية.



فمجرد الثورة دون استباقها واتباعها بحركة تنويرية توقظ وعي الشعوب وتكسر القيود المفروضة على العقل هي بذلك مجرد حركة حول مركز التخلف وعلى محيط دائرته لا تلبث الا و تقع فيه وتنغمس ، ،فاذن فما تحتاجه الشعوب العربية ليست الثورة التي ظلت تتكرر مرات ومرات فتارة ضد المستعمر وتارة ضد الحاكم المستبد ولا فائدة من ذلك كله ، ان ما تحتاجه بلادنا العربية والاسلامية هو التنوير القائم على الحرية ، وهذه الحرية ليست لفظا يقال او شعارا يرفع انما هي منهج حياة تؤسس له الدولة من خلال التعليم الذي هو اداة التأثير على مستوى الافراد ومن خلال التشريع الذي هو اداة التأثير على مستوى الشعوب.

والتنوير الذي يعلي من العقل ويخلصه من اي سلطة هو الذي يقوم بتأسيس ثقافة ابداعية تتجاوز ثقافة الذاكرة التي تركز على التراث وتتعداها الى ابداع يقيم علاقات جديدة مع الواقع لتتغييره الى الافضل .

فاذا كان هدف اي أمة حية هو التقدم والرخاء فلا يمكن تحقيق ايهما الا بالابداع والذي بدوره لا يولد الا من رحم التنوير والذي لا يحتاج الا للحرية ،وعوائق التنوير تكمن في تغييب الوعي واسترجاعه يكون بازالة سلطتي الاسطورة والطبقة ولا يتأتى ذلك الا بثورة علمية وثورة اجتماعية.



والمتابع لاحداث الثورة المصرية وما ترتب عليها من انتشار مكثف للتيارات الاسلامية بل وتأثير هذه التيارات على قرارات وخيارات الشعب المصري يدرك ان العلة ليست في الانظمة الفاسدة بالرغم من اتفاقنا على فسادها انما هي في اسلوب التفكير الذي يتميز به الشعب المصري على مستوى العامة وعلى مستوى النخبة والذي سيفرز الفساد ذاته.





اذن فالحل هو التنوير وهو المهمة الاولى في المجتمعات المتخلفة والتنوير هو الطريق الوحيد المؤدي الى التقدم وانا هنا اعلن انني لست ضد الثورة ولكنني ضد من يقول ان الثورة هي الحل او حتى جزء من الحل الا اذا اختارت القوى السياسية الفاعلة التنوير خيارا اوليا لها وهو ما ليس موجودا بالطب



#هاني_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الموت
- النفس الروح الجسد
- فلسفة الولاء


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هاني محمد علي - عفوا ليست الثورة هي الحل