أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عامر موسى الشيخ - -نص دينار-














المزيد.....

-نص دينار-


عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)


الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 08:02
المحور: كتابات ساخرة
    


وإن كانت هذه الفئة النقدية قد تلاشت من الوجود معدنية كانت أم ورقية ، إلا أنها بقيت في علب الذكريات في صندوق الزمن الجميل ، السحيق ، الراحل ، أيام كان الدينار له هيبة وسطوة وشخصية ويقض المضاجع ويرعب الآخر لا لشيء فقط لأنه دينار ، أيام ما كنا نقول لأمهاتنا ( يمه بلكت عشر فلوس ) أشتري بها ( سمسمية ) و لا أحد يستطيع ان يفكر بربع الدينار ولا نصفه فكيف به وحده في أيام (بيجامة البازة ) وحلويات الزهدي والعسلية المصنوعة في البيوت التي كنا نلعب عند عتباتها ( الدعبل والطم خريزة ) أيام عربات النفط التي تجرها الحمير ، والصور التي لا تعرف معنى الألوان حتى نكاد اليوم ونحن نتصفح تلك الصور نتخيل تلك الأيام بأنها سوداء وبيضاء مثل ألوان الصور ونتذكر أيام القشلة واللعب عند حافات النهر ونقل الماء ( بالمصخنة ) الماء كان لا يعرف معنى الـ ( r.o ) ولا شيء من الحداثة .
كان (النص دينار) له الوقع في الآذان عند البعض كونه يشكل عائق كبير لدى الطبقات المسحوقة في المجتمع لكن تلك الطبقات كانت تعيش حياة حرة كريمة لا تبغي شيء ولا تملك إلا أحلامها البسيطة التي لا تتجاوز حدود الدينار أو الدينار الآخر من أجل تأمين الحياة .
نعم في تلك الأيام حملت صفات البساطة والنقاء الإنساني حدثت تلك القصة التي أربكت المجتمع وأحدثت صدمة كبيرة لدى الأوساط الاجتماعية والسياسية عندما أقدم أحدهم بقبول رشوة من أحد المراجعين الذين يتسمون بالحالة الميسورة ، فسمعت الجهات المسؤلة بحادثة (النص دينار ) فجهزت القوى وتحركت صوب موقع الحادث كون الحادثة قد أحدثت خرقا في المنظومة المجتمعية وضربت التقاليد ، وكبر السؤال الملح ، كيف يقوم هذا الموظف بأخذ رشوة قيمتها ( نص دينار ) فقد تجاوز على الدين وعلى العرف والتقاليد وشرخ سمعة مدينته وجعل فيه نقطة سوداء سوف تشوه صورة المدينة وناسها وجعل رؤوس الناس مطأطئة والعُقل منكسة والصغار سوف يصابون بالذعر لان هذا الموظف قد أخذ مالا لا يستحقه من أجل القيام بعمله المطلوب منه ، والناس كلها رفعت شعارا ( كيف يحصل هذا ) وعلى إثر ذلك قامت السلطات الحاكمة بإجراءاتها والاقدام على عقوبة الموظف ، فكان رأي حاكم المدينة أن يعاقبه بأسلوب خاص ليس له علاقة بالحبس والسجن والقانون والمحاكم والقضاة فقد أقدم على عقوبة من نوع خاص ، استعان الحاكم بحلاق وبعض من الأصباغ النسائية مع حبل طويل نسبيا وأستأجر حمارا من أحد أصحاب الحمير ، و أوعز للموظفين بالوقوف في صف واحد ويلاحظون ماذا سوف يحصل ، فقام الحلاق بحلاقة الموظف حلاقة نصفية يعني ( تك و تك ) ولون وجه الموظف بالاصباغ يعني ( مكيجه ) وأركبه على الحمار واضعا وجهه باتجاه ذيل الحمار وظهره باتجاه رأس الحمار ثم ربطه بالحبل وقادوه إلى وسط المدينة وزجوه في سوق المدينة الكبير ، حيث حدثت الضجة والكل يدقق النظر ويهمس ويقول ( هذا هو أبو نص دينار ) والأطفال يصفقون حوله ويهتفون ( بايعها بنص دينار ،، بايعها بنص دينار ) وبعد إن انتهت الجولة بمرافقة الحمار وأهازيج الأطفال رجع الموظف المحتفى به إلى داره ولم يخرج منها إلا حين مات ومن داره إلى المقبرة فقد حكم عليه بالمؤبد لكن من نوع خاص ..
ماذا يحدث اليوم لو حاول من يعنيه الأمر أن يطبق هذه الطريقة غير المكلفة وغير المتعبة والمسلية بنفس الوقت والمصلحة أيضا .. نأتي بها ونلبسها للمفسدين وأخذي الرشوة .. نعم سوف تكلف الدولة أسعار تأجير الحمير أو أن عدد الحمير المتواجد عندنا لا يسد الحاجة كون المفسدين أكثر من الحمير لكن لنجرب ، الاعتقاد يقول بأنها قضية جيدة ومفيدة ، وبدلا من أن تخرج الناس بتظاهرات حاشدة تحارب الفساد تتجمهر وتتجمع حول فاسد صاعدا على حمار ملون مثل ( القرقوش) وعندما يشاهده الفاسد الآخر سوف يكع ولا يقدم على أخذ رشوة أو سرقة مال ما حتى وإن كان ( نص دينار).



#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)       Amer_Mousa_Alsheik#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيناك ... يا واو .. لام ...
- لقطة عراقية / الثورة الكترونيا
- الحكومات تريد إخراج الشعوب
- لقطة عراقية فراغ
- باقة من أوراق حزن
- لقطة عراقية وائدو البنات
- ارفع قبعتي
- علب الصفيح
- جسد على جسد
- امرأة باسم مستعار
- الشاعر نجم عذوف أنا رجل بلا وطن ووطني هو الشعر
- مختصر الابواب
- لقطة عراقية يوميات
- الوقت عند توقفه
- مونيتر *
- إليها في ذكراها الثامنة
- بإختصار
- لقطة عراقية / إن كنت منهم لا تكمل
- لقطة عراقية ... وردة عند الصباح
- مرثية الوطن والشعر


المزيد.....




- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عامر موسى الشيخ - -نص دينار-