أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد مضيه - مع رواية - قمر في الظهيرة- لبشرى أبو شرار:بشرى تستشرف ثورة الملايين















المزيد.....



مع رواية - قمر في الظهيرة- لبشرى أبو شرار:بشرى تستشرف ثورة الملايين


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 11:36
المحور: الادب والفن
    


مع رواية "قمر في الظهيرة"
بشرى أبو شرار تستشرف ثورة الملايين

"فاجأ نهيل تحول طرأ على شخصية جنى ، صارت مثلها سجينة مساحة شاشة صغيرة، ترقب أحوالها دون أن تشعر بها ، لا تكف عن البحث عن نشرات الأخبار في محطات متنوعة، لم تعد لمحطات الموضة وبيوت الأزياء ، أو الأفلام والأغاني ، تعيش حالة الحرب، مع أمها، وبين الحين تسألها عن خالها وخالاتها."
وملازمة المحطات الإذاعية تضمر تعطشا للمعرفة أو لهفة إلى خبر سار يقدم البشارة ويعيد توازن النفس. نفوس مستوحشة في الليل البهيم ، ونفوس شاردة في بيداء مقفرة قاحلة . عوض النظام القائم الشباب بكرة القدم بديلا عن الوطن المقزم والكرامة المقوضة . صال أحمد عز وجمال مبارك وكل الملأ في مصر يحشدون الشباب بالطائرات إلى ملاعب السودان نكاية بالجزائر. بتلك السفاهة المنفلتة نصبوا أزلاما تعبد دون الله وتعوض عن التعلق بوطن يضيع في سوق المضاربات.
حدث أثناء الغزو الهمجي لقطاع غزة ؛ ونهيل تمضي النهار متوترة تهاتف الشقيقات والشقيق تشجعهم وتحاول تبديد الخوف من صواريخ تفجر الموت في أطفالهم. نزعوا أبواب الشبابيك ، كي لا تتناثر شظايا زجاجها؛ وتركوا البرد يعبر داخل حجرات البيت .
"تسأل على دهشة لا تغادر:
"ـ ما شكل هذه الحرب ، التي أعادت إلينا الأبناء، ليعيشوا في قلب الحكاية ؟!...
"جنى تفتش عن تاريخ النكبة ، تفتش عن شاشة الكمبيوتر ، تاريخ جولدا مائير، بن جوريون ، أبا إيبان ، تعطي أمها معلومات لم تكن تعرفها .
ـ "أبا إيبان ، كان يكتب القصة، كان واسع الثقافة والاطلاع ."
حقا ، فتلك مزية القوم المنتصرين!
"من قائمة البحث تكتشف رحلة حياتهم ، وتسجل بدايات نشاطهم ، تنادي أمها :
"تعالي وشاهدي معي صورة نادرة لجولدا مائير ، صبية تربي الدجاج والبط على أرض فلسطين . يطلقون عليها المرأة الجميلة !!...
"لم تكن تتوقع نهيل أن تنتظر جنى حديث هيكل بلهفة ، وخوف من ضياع اللقاء منها ... "
"أمي، ماذا تعني كلمة كيبتس؟
"أي حرب هذه التي تحول جيلا لواقع قضية ، تجب مواجهتها ؟!"
من مزق أجساد الأطفال وأنقاض البنايات لملمت بشرى أبو شرار تحولا في شباب مصر . والشباب ، إذ يتحرر من الوعي الزائف ، والحاجات المزيفة والأهداف المموهة، يستشرف أفق التحرر ويلتم شمله حول وطن . عاد الشباب إلى الاهتمام بالوطن وبالسياسة التي غدرت في غيابهم بشعب شقيق خذل في ذروة معاناته ، وربما صعدت معاناته إلى ذروتها مع خذلان الأشقاء. السبب والنتيجة يتبادلان المواقع في علاقة جدلية متنامية.
"طمئنيني عنكم يا كريمة! لحظة أن تسري أنفاس كريمة في حبال الهواء، توقن أنها على خط الحياة ، وقبل أن تجيبها تهدر أصوات القذائف، ترتعد الجدران، وصدى لها يهوي في فراغ قلبها .
"ـ ما هذا ؟! تستجمع كريمة قواها ، تبث لأختها روح الصمود : اطمئني، سنكون بخير .
"ـ أين الأولاد ؟ ـ وزعتهم في حجرات البيت ، الموت يرصدنا ، حين يأتينا الغد، سأعيد توزيعهم كلا في منطقة . التفكير لا ينقطع عنهم ، وكيف أقايض الموت عليهم ؟... هل أكون أنا ، أم هم ؟... وكيف يكون الاختيار؟"
شكلت الروائية مكابدة الناس وتوتر أعصابهم تحت جحيم الحرب في صور حسية نابضة مُعدية. يبلغونها أن مكالمات تأتيهم من " أناس لا نعرفهم .. من المغرب ، من السعودية ، الإمارات، الجزائر ، يسألون عن حالنا ، وما الذي يستطيعون تقديمه لنا..". ومن داخل بيتها يأتيها صوت حكيم ينادي : أين الفاكهة ؟ حكيم لم يجرب السؤال، ولا خطر بباله قلق يحفزه للاطمئنان. راعٍٍ ما تعاطف يوما مع رعيته. دلالة وجدان متصحر مجدب. تمعن الروائية في تحريك المبضع بالدمل المتقيح . مثل طبيب حاذق يفاقم الوجع كي يستأصل التهابا يسري في المفاصل ويبعث الوهن:
"ـ ألف جنيه فاتورة أمك هذا الشهر . سأقطع الخط ، لست مرغما بدفع ثمن حكايات ، وقصص تروى على حسابي. قال مخاطبا جنى . يزيح الأطباق ، يبعد منها، ويقرب منها ما تهوى نفسه ، ويعيد جملته في لامبالاة مقصودة : سأقطع الهاتف. ولتتدبر أمورها " .
وتنعقد المقارنة االكاشفة :
"يطلبها شقيقها من غزة ، يسألها، نهيل هل تخفين شيئا ما ؟ قلبي يحدثني أن زوجك مريض ، رأيت صوره ، وقد تبدل حاله . كدته غير الذي أعرفه . هل يعقل أن يكون حكيم ؟ ...."
تناقض ينطوي على تضاد طرفاه لا يلتقيان، صعد درامية العمل الروائي " قمر في الظهيرة" حتى ذروة التناقض التناحري، المنفتح على قطيعة . ما من تفاهم يربط حكيم مع نهيل وجنى .
" يومها حاولت أن تطمئنه ، على دهشة منها ، لحال أخيها، وطيبة قلبه . يسأل عنه ، وهو المعذِب لها ، ويوم ذبحت الطائرات فضاء غزة تقصف من فوق بيته ، لم يكلف نفسه سؤالا على خط الهاتف. ولم يكفّ عن ملاحقة نهيل لتكتب له عن غزة ، ليظهر من خلالها وطنيته ، وذوده عنها في معاناتها....".
الروائية من أصل فلسطيني، درست الحقوق في مصر ومتزوجة في مصر ، هي شقيقة الراحل ماجد أبو شرار عضو مركزية فتح الذي اغتيل في روما.

حكيم نموذج فني قدمته الروائية ليعبّر عن نظام سلطوي في مصر عام 2009 حينما كانت المحرقة تشتعل في أطفال غزة . ونهيل نموذج الشعب المصري، يعيش القهر والانسحاق تحت وطأة جماع من الجلافة والهدر وشهوة الكسب والاستعلاء مخلوطة بعصير النفاق الوضيع. حكيم "يأخذ كل شيء "، هو سلطة متسلطة ! تعطل عقله ، وقد دخل الندوة البرلمانية مع علية القوم، "فجفت عروق البحث عن أي فكرة قد تنقذه من الولوج في سياسات دولة. انهيارات واختلالات في التوازن، وحب جارف لأن يظهر أمام شاشة التلفاز "
" ـ أمي ،أبي لا يحبني !
"ـ ما الذي تقولينه ؟ هي مشاغل صار فيها .
"ـ كم امقت ذلك المجلس، من يومها ذهب ما تبقي لي منه بعيدا. صرت خواء ، التفت وراء ظهري ، لا أجد السند . ....
" ـ جنى ، لا بد وأن تقفي على قدميك، وتواجهي الحياة.
" ـ وحيدة ؟ !
"ـ ابني نفسك بعيدا عنه . خوضي الحياة ، ولن تكوني وحيدة فيها . الإنسان القوي الطامح لحياة أفضل سيجد العالم كله معه."
القطيعة مع نهيل قررها حكيم منذ بدء الرباط: "لماذا تزوجتني ؟ طاردتني أياما وشهورا ، ويوم صرت في بيتك لا أحد يتصور ما ألاقيه من هوان!!
" نهض يحوم في البيت ، يقبض على تفاحة يقضم منها.... من ذروة ارتعاشها يستدرج دمها إلى صقيع :
"ـ هل صدقت وعودي؟... كنت متقمصا لشخصية أخرى لأحصل عليك .
ـ ماذا؟!
"ـ يوم دخلت إلى مدرج الجامعة رأيتك والعيون متجهة نحوك . يومها قررت أن أفوز بك ، ويشير الجميع لي ’هو من حصل عليها‘".
شمخ وأخذته العزة بالفجور، وفرض علاقة تملّك تفشي الاستبداد مقرونا بهدر البشر إرادة وعقلا وفكرا، المنطوي على الازدراء والكراهية! هبط بالإنسان إلى مجرد شيء يود استملاكه، والاستحواذ عليه. وماذا يهم لو تركها تذوي وتتعفن؟!
انها العلاقة التي لم تقم على مصالح مشتركة ، ولو استمرت حياتهما تحت سقف واحد، تأوي إلى غرفة نومها وتغلق الباب. إن طرقه ليلا ترفض أن تفتح .
الراوية تحث، بلسان نهيل ، جيلا بأكمله في شخص جنى على قطع الصلة بالتسلط، وأخذ امورهم بأيديهم.
إن نمذجة مجتمع او طبقة اجتماعية، شريحة او جيل في شخصية روائية، تدخل في ميدان الفن أداة تربط الفن بالحياة وتتيح القدرة للرواية كي تكون مرآة الحياة الاجتماعية. تتجلى قوة الفنان حقاً في قدرته على نقل الواقع الاجتماعي ودراميته التناقضية في نماذج اجتماعية وصور فنية تؤثر في القارئ وتعديه بالتعاطف أو النفور، محرضة على التفكير . لا تقدم الرواية حلولا ؛ إنما تحفز القارئ إلى التفكير في الحلول، واجتراح البدائل . الرواية تعرض الواقع في تناقضاته، وتجتذب القارئ، من خلال الصور الفنية المتلاحقة والمتناسقة ، لأن يتعاطف مع تقييماتها ويحس بالمعاناة الدرامية حقا؛ فيأتي العمل الفني تجربة وجودية تنضاف لتجربته الشخصية المباشرة . وكلما كثر عدد من يشاركونه نفس إحساسه كان إلى ذلك الكمال أقرب.
الحقيقة أن معاناة نهيل مع حكيم استفزتني كقارئ في بداية العمل الروائي؛ غير أن من الواجب تأجيل الحكم ، فمحاكمة فكرة تتم في ضوء العمل كله، وليس مقطوعة عن السياق العام . يمكن أن تفرز البيئة الاجتماعية فردا من هذا النمط؛ ففي علم النفس تبلور مفهوم "الذكاء الاجتماعي" يمنح سلوك الأفراد انسجامه الاجتماعي . يعمل إلى جانب الذكاء المعرفي منفصلا عنه. قد يجاور التبلد الاجتماعي ذكاء ينهمك في استلاب الآخرين وتتضخم ساديته فيتلذذ من المناكفة أو التعذيب. أما أن تقبل كاتبة لامرأة مثقفة من بيئة اجتماعية متنورة احتفظت بقدر من الاعتزاز أن تواصل حياة الانسحاق والهدر والاستلاب في كنف زوج بليد الإحساس شرس الطباع، سادي المزاج فأمر غير واقعي. الكاتبة المنشغلة بالتنوير لا ترضى لامرأة مواصلة العيش في كنف رجل منغلق على ذاته مصاب بتضخم الأنا ، لا يرى في النساء غير لُعَب يلهو بها. لا تقبل كاتبة لامرأة التعايش مع مثل هذا الجلف ؛ إلا أن تكون المرأة نموذجا لمجتمع لا فكاك له من طاغية إلا بالثورة الجماعية وليس ببطولات فردية .
* * *

يدخل القارئ عالم الرواية على أم تستلقى منطوية على همومها غافلة عما حولها، توقظها دهشة أمها:
"ـ أنت لا تحكين لطفلتك، ولا تداعبينها بالهمس في أذنها، تتركينها هكذا حائرة في صمتها !
"ـ وهي ابنة الشهرين ، كيف لي أن أحادثها ؟!...
"ـ ماذا تقولين ؟!... الأطفال يشعرون . يدخلون لعوالمنا من خلال مشاعرهم المرهفة لكل نأمة تدور من حولهم .
أنت في طفولتك لم أتركك هكذا . كنت اغني وأهدهد منامك حتى تهدأ أنفاسك على أحلام العصافير . فرحتي كانت أن أشاركك أحلامك الصغيرة . من رفة رموش عينيك ، كنت تنتفضين من أحلام تحملك بعيدا عني."
من هذا الحوار نتعرف على جدة مثقفة. تأخذنا الرواية في رحلة إلى بيتها وديارها لنجدها على سمو في إدارة بيت وأبناء وبنات كبروا وانطلقوا في عوالمهم يتركون لها همومهم، وهي بكفاءتها قادرة على احتواء الجميع.
"دارت في البيت : هكذا تعيشين ؟... وترضين ؟... يا أفضل بناتي (...) عجبي لحب كهذا، يولد على قائمة التنازلات . درجة جامعية. لك كل الحضور (..) متى ينبثق النهار لأمضي .امضي والحسرة تلاحق أنفاسي . هل سمعته لحظة وصولي ، وهو يقول لي ، ما الداعي لقدومك . أي فظ هذا ؟
"جف ريق ابنتها: أمي هو لا يقصد . ولا يعرف موضع كلماته.
"ـ ماذا والإنسان فينا ما هو إلا كلمة . كلمة تنقلك إلى آفاق مفتوحة ، وكلمة تلقي بك إلى جب سحيق؟!"
انبثقت في ذهنها ذكريات أمها تقرا من رواية ، وغزت ذاكرتها كرتونة كتب مهملة أهداها لها "عم مسعد" قبل رحيل. تحاملت على نفسها وأنزلتها من على " السندرة". راحت تنفض الغبار والتراب وتصفها على حافة رخامية. " ثقل حياتها مع حكيم هو ما حال بينها وبين الدخول إلى عالم الكرتونة ..... على حذر تخبئ عن زوجها شغفا سيطر على كيانها للقراءة ، وعالم من الكتب انتحت جانبا قصيا ، تستلقي الرواية بين حنايا كفها ، بدأ التوغل بين طيات صفحاتها ... " .
الصديقة تخرجها عن واقعها الكئيب، تطرد عنها الكآبة، والقراءة تشحنها بطاقة الاحتمال، وكذلك الأصدقاء الكتّاب .
" في ذلك المساء البارد دق هاتفها . حملته في حنايا كفها ، فكان صوت الأبنودي : نهيل ، لقد رحل محمود درويش
" لم يستوعب عقلها فكرة رحيل سيد الكلمات ... "
دقت نهيل على أرقام هاتفها ، فكان الرد ’فُصِل الخط‘. ... "آسف سيدتي ، لقد قطع زوجك الخط عنك "!!
قطع الخط كناية عن تشديد الحصار ومنع تطور العلاقات الإنسانية المعتادة.
" تطلبها صديقتها فضيلة : حبيبتي أين أنت ؟
"معذرة، كان لا بد وأن أطلبك ، ولكني فوجئت أن حكيم قطع الهاتف عني .
"ماذا تقولين ، إقفلي ، سأطلبك حالا.! ... معقول يقطع الخط ، ما الذي جرى لعقل هذا الرجل ؟!
في جلسة مع صديقتها فضيلة في بيتها تسألها: نهيل سمعت أنك تكتبين ، إذن هناك عائد مضمون .
ـ هل يصيب الثراء الكاتب؟... انا أكتب نعم ، ولكن متعة الكتابة لا يضاهيها مال.
تلقي اللهفة بنهيل لقاع سؤال، لا يفارق عقلها : "وهل تتوقعين أن يمضي حكيم عن بيته؟
"ـ لا أظن . ـ لماذا ؟ ـ لأنه لا يستطيع الحياة بدونك ، بك يشعر أنه قوي ، له سند في الحياة."
تنقلنا الرواية بين مشاهد معبرة عن التناقض الحاد بين رعية وراعي . يحدثها عن لوعته على صاحبة قضية يضطهدها الزوج وتود رفع قضية طلاق . يتحسر على "مأساتها"! تسمع نهيل وتسرح مع عذاباتها في كنفه. دعوة لحفلة عرس يتردد في الاختيار بين القمصان والبدلات والربطات وازدواج الأحذية؛ بينما هي تعمد تلتقط الفستان الوحيد المعلق بخزانتها ، فستان وصلها هدية من أختها. وفي ركن يقبع زوج أحذية محي لونه. ويحثها على أن تظهر بالمظهر اللائق لزوجة شخصية معتبرة!
زاره عمه وتعشى في بيته . أعجبه كل ما قدمت له ربة البيت ؛ لكن هاله أن لا يجد في البيت أغطية دافئة ، حتى ولا مدفأة . غادر البيت في الصباح وعاد يحمل عددا من الحرامات .

حكيم يدير ظهره لأحوال رعيته ويلهو ويجمع المال. حرص على كل جنيه وراح يضارب في البورصة.... "ونهيل تتابع كل يوم حال زوجها ، وهو جالس أمام الشاشة ، يتابع سير السوق. يصحو من نومه فزعا ، يصل الشاشة مترنحا ، يضيئها فتكشف له عن مكسب قريب ، او خسارة آتية، ولا يتواني أن يدفع أموالا أمضى عمره في جمعها لسوق الأوراق المالية ..." . وذات يوم دق الصبي باب الشقة ، "يحمل ملابسه بعد تنظيفها وكيها. ناولته ورقة مالية ، لمحها حكيم حين وقف يراقبها .
"صرخ فجأة : ماذا تفعلين ؟! أتمدين يدك وتعطينه من تلك الأوراق النقدية؟!...لقد تجرأت ومددت يدك لنقودي ، دون استئذان!
"الصبي ما زال على وقفته بباب الشقة ، قابضا على الورقه بكف يده ، يظهر طرفا منها ، شدتها من يده، وكفه لم تقاوم للاحتفاظ بها ، تعيدها كما كانت في درج نقوده ... "
تبحث عن السلوى في الكتاب وفي القلم ، تسكب من خلالها مرارات حياتها وهموما تثقل صدرها .
"لم يعد لنهيل سوى أقلام وأوراق تكتب عليها ، تنام الليل تتكوم على ذاتها ، تتقلب على كتب تحوط وسادتها . يوم أفاقت من نومها . طالعتها صورة أمل دنقل على الغلاف . لم يكف يرشقها بنظرة تبثها عزيمة وإرادة وقوة ، لا تبارح كيانها ، حتى وإن هزمها الجسد ، تطالعها أبيات كتبها:
"كنت لا أحمل إلا قلما بين ضلوعي ... كنت لا أحمل إلا قلمي ...افتحوا الباب أنا أطلب ظلا...."
في قصر الحرية لقاء مع أدباء ... سكنها شعور بالارتياح . إنها تفعل ما لا يستطيعه حكيم . هو يعيش على عشوائية غير منظمة ... ثم ... "عادت وحيدة إلا من كلمات رواها توفيق، وجواب لسؤال ظل مؤرقا لها : كيف بعدْتَ عن كتابة القصة ؟ يطن جوابه في أذنيها " صارت الأحداث تتلاحق علينا ، تناقضات ،أزمات ، بؤس ، معاناة ،أية قصة ستحتمل هذا؟ !...إذن هي الرواية ، ملحمة العصر ، نطرز عليه ونغزل، نرصد، نحكي ، فتكون الحكاية ملحمة العصر ، حكايات لن تموت"......
بشرى أبو شرار تمتطي متن الرواية تشحنها المعاناة ووقائع الجور ونكد العدو المرابط داخل البيت .
وتخرج لها من وراء الغياب صديقة أيام الكلية . لم تنم تلك الليلة . يصل إليها صوت فادية ليذيب كل تلك الأيام التي غيبتهما عن بعضهما ... صديقة جديدة تبثها همومها وتفضي إليها بجراحات النفس . "كانت الأم والأخت والصديقة . تأكلان معا ، تضحكان ، يمرحن تتجرعان الأوجاع ..." .
دخلت نهيل البيت. أقامت صديقتها فادية عند شقيقة لها. البيت يضج بالنسوة.ا "... دوت صرخة تلم الفضاء . ألقت ما بيديها تفتح لها ذراعيها ، وأخذت نهيل إلى صدرها ، ثم تدفعها عنها لتتحقق من يقين يراوغها ، ثم تعيدها لحضنها مرة أخرى ... تدعوها لتمضي الليلة معها ويتطارحان الأحاديث والذكريات وتعرف أنها أيضا مطعونة بخيانة الزوج.
"ـ تعيشين المأساة منذ عشرين عاما ؟ ـ نعم !
" ـ وكيف تعاملت ؟
"ـ ألقيت كل شيء وراء ظهري لكي أعيش ، وأواصل الحياة . فكرت في نفسي ، تعايشت ، وتحاملت ، أقنعت نفسي قهرا ، أنها ليست موجودة ، وأنني وزوجي نعيش حياة طبيعية هانئة...."
إنها الخيانة وباء شمل المجتمع . والحكم قوة إيديولوجية تفح داخل المجتمع سموما تفسد العيش . باتت الخيانة بكل نماذجها وصنوفها تملأ الأجواء ورائحتها تزكم الأنوف.
حكيم فأجأ نهيل بلهجة تغلفها الخيبة : "لقد خسرنا كل نقودنا.... " ، وكرر العبارة . يرد الصمت في قلب نهيل . وما الذي كنت أملكه لأخسره معك؟ اليوم تنسب الخسارة لي ولك ، بلغة المشاركة الواضحة، وحين كنت تجمع المال ، وقتها لم يكن مالي ومالك. كان كل ما تملكه لك وحدك".

ذات صباح ، وقد عزم على السفر إلى القاهرة لحضور جلسات مجلس الشعب : "أريد القميص الأبيض والأزرق المخطط . الوقت أزف ، أين باقي المائة جنيه؟
"ترد نهيل : لقد أرسلت ما تبقى منها لحساب المكوجي.
" ما إن أنهت جملتها ، حتى تحول إلى وحش يريد أن يفتك بمن يقابله ، يصول ويجول ، وصوت لا يتوقف.
"ـ أخذت العشرة جنيهات ، مددت يدك إلى باقي المائة جنيه ، ألن تكفي عن أفعالك هذه معي؟ لن أسكت هذه المرة ، أنا من البداية رفضت أن أعطيك الورقة النقدية وأنت ...
" لم تستطع الاحتمال . فتحت باب الشقة ، وصارت على الطريق، تدير محرك السيارة ، وتمضي بدموع تفتح لها طريق الآلام ، تهذي من ألم في روحها . لقد أخذني على غدر ، يوقع بي على ورقة نقدية فئة العشرة جنيهات !....
"أفاقت على رنين هاتفها ، تكشف عن الأرقام ، قالت: جنى أعرف أنها تتألم لأجلي . فتحت الخط .
"ـ ماما أين أنت ؟ ـ على الطرقات . ـ عودي ! ـ لا أستطيع . ـ لقد غادر البيت ، تعالي!
"سأحاول ، لكن بعد أن أهدأ من حالتي هذه."
توجهت إلى شقة ورثتها عن أبيها . أخرجت المفتاح وصعدت الدرجات . فتحت الباب ودخلت الشقة . طلبتها جنى ثانية . قالت" أنا في بيتي في المعمورة . حالتي تستقر ، أشعر بالراحة .
" عودي يا أمي ، لم يعد هنا ، سيسافر للقاهرة . ـ سأعود لن أتركك وحيدة.
ذات صباح سألها حكيم: " ـ هل لديك معلومات عن سيناء؟
" أعرف تاريخ سينا ء وطبيعتها الجغرافية ، ونظام القبيلة وحياة البداوة . سيناء لم تلتحم بالأم . سيناء والطامعين فيها ثروات، وحل وحيد فيها وطن للفلسطينيين.
تتقافز الجمل رشيقة مراوغة تومض بالمعاني والدلالات ، تخادع الرقابة الجاثمة على الصدور ، وتتلاعب بها وتسخر منها . والفن الروائي يتملص من رقابة التحريم والتكفير والتأثيم. لديه القدرة على الاستبطان والتمترس خلف الكناية والرمز والمجاز.
"وقف حكيم مشدوها . نهيل تلم بكل المعلومات ، تلقيها أمامه ، وهو كيف يطرحها . قال: اكتبي كل هذا في نقاط
"ـ ألم تفهمها؟
"ـ يجب أن تكتب وأحفظها .
"ـ تحفظ سيناء خارطة ، أم أناسا يعيشون عليها ؟ ... ام مؤامرة تحاك ضدها؟... "
تلاعبه وتسخر من جهله. من أين له أن يفهم؟ ، عقل احترف الكيد وانشغل بالتلفيق والتزوير! الفهلوة لا تحفل بمعرفة أو بحث. مجتمع العمولات والمضاربات لا يجمعه جامع بعوالم البحث والمعلومات !
"سألها حكيم : أظنك تجيدين الحديث عن حصار غزة . أطبق الصمت على المكان. تنغرز في قلبها أوجاع موغلة في القدم . تخرج أنفاسها في عناء، من قفص صدرها الحزين، تحدثها عن نفسها الهاجعة على سفود الوقت. حكيم يتحدث عن حصارك يا غزة ، وأنا التي يحاصرني كل يوم ، يغتال أحلامي ، يزهق أنفاسي ، يحول بيني وبين النور. يريدني اليوم أن اصرخ بأعلى صوتي في وجه حكومته . لا لحصار غزة . وإن فكت الحكومة الحصار ، فمن يفك حصاري؟ ... من يلقي لي بطوق نجاة؟!...
"أعادها صوته: تهيأي ، هذا دورك . إنها غزة التي تحبين .
" نهضت من مكانها ، تخترق جدار الصمت وتمضي عبر حجرات بعيدة."
احتدت الأزمة بين نهيل وحكيم .... تناقضات فشروخ ثم انهيارات. "حب جارف لأن يظهر أمام شاشة التلفاز ، متحدثا أمام النواب والوزراء ... عاد لقطع خطوط الهاتف عنها ، ولوح لها بورقة الطلاق وطردها ، او رحيله عن البيت ، حيث لا يريد أن يعيش معها . يراوغ بأن تكتب له ، وإلا أقدم على طلاقها .
" انتفضت أمامه قائلة : فليكن طلاقنا اليوم .
" جلس منكس الرأس، أمام حاجيات اشتراها ....."
حقا ما قالته صديقتها نهيل . هي السند ولا يستغني عها.
مأثرة الفن تقاس بمدى صلته بالناس وبالمبادئ السامية التي لا بد منها لحياتهم. "لا يمكن تجريد الفن من مفهوم الفضيلة". هكذا قيم تولستوي الفن. والفن يصدر عن مشاعر مرهفة وخيال متألق ومعلومات غزيرة ، تغني المضون وسمو بالشكل. الفن الحقيقي والقول للروائي الروسي،"هو أن تنقل إلى غيرك ما تحس في نفسك مما تأثرت به تأثراً عميقاً، والفرق بينه وبين الزائف من الفن،هو أن يصدر عن إحساس مرهف وصادق".
في مساء رمضاني كان لا بد لها من التواجد في مبنى اتحاد الكتاب.... " ترخي جسدها على المقعد الخشبي ، ترقب رغاوي البحر ، وهي تقبل وجه العتمة ، فيزغرد القلب لها وهي المقبلة لملاقاة أصدقاء في اتحاد الكتاب ، بينهم يستوطن الدفء في أوصالها . ...سيكون الدكتور جمال. ذلك الرجل الجنوبي ، لا يغيب عنها أمل دنقل وقصيدته الخالدة، ’الجنوبي‘" ....
"بعد نهاية اللقاء عادت نهيل وفي يدها مجموعته القصصية ’الذي كان‘ ... قضت الليل تنتقل بين سطورها . اطل الفجر وولج الصبح ببهائه على مساحات الكون ، وحكيم في تلك الليلة لم يعد إلا السابعة صباحا" . يسهر الليل مع هيام في بيت أبيها . "ونهيل لم يهبط كتاب الجنوبي من يدها . تنسل صفحاته ومن ورائها القصص ، لتقف عند ’أشواك الورد‘ تعثرت سطورها . كانت الوردة ربما مدللة ، ربما وردة متمردة . كان يراها الوردة الاستثناء. البارعة ـ تجيد الكر والفر، لم تبح ، لم تعترف ... قلبت الصفحات مرة أخرى، تعيد القراءة ’ أشواك الورد‘ . يطن السؤال لحوحا مراوغا : من تكون امرأة الورد هذه ؟! ... وأي فرح أشعلته في داخله؟! وأي كآبة اشتدت جذوتها في قلب ذلك الجنوبي؟!...".
وحكيم لا يرى في نهيل إلا تكئة يصعد عليها سلالم مجده الموهوم .
"في مساء اليوم التالي عاد حكيم إلى البيت في موعد مبكر عن ليالي سابقة . جاء ومعه أوراق وقصاصات ثبتها بدبابيس ينادي نهيل لتساعده" .
كان يحضّر لاحتفال المولد النبوي ، تحويلة في خط سيره ينهش بعض قبول عند عامة الناس. "راح يقرأ بصوت مسموع آيات قرآنية ، ودعوة الإسلام للمساواة . يشير للكلمة ويسألها : كيف تكتب ؟ أخذتها الدهشة ، كيف لرجل مثله يجهل كتابة كلمة مثل هذه ، يجهلها معنى وموضوعا ، وهو لم يؤمن يوما بالمساواة ، عاد ينطق أسماء يرددها لأول مرة ..... تتدافع أنفاسه ، يتحشرج صدره ، في مد صوت يجأر به على مدار ساعات ، حتى وصل لخطبة الوداع ، حيث أوصى الرسول بالنساء خيرا ، يعيد المقطع، ونهيل تحضرها روح الدعابة ، تتمتم : حكيم والنساء ... لقد أخذ بالوصية!..."
سخرية سوداء من نظام أدمن الزيوف . والسخرية أقذع صنوف الهجاء . رواية "قمر في الظهيرة " هجائية سددت الروائية من خلالها الطعنات لنظام أدمن التحايل وغرق في مستنقع الجهل والتفريط. تمسك الاستبداد متلبسا بالنفاق . بينما تصعد نهيل درجات الجدارة بهدوء وثقة.
"في حجرة نهيل ، تعيش أحلامها الصغيرة ، والليلة سكنت لفراشها وصوت صديقتها يحوم كالفراشة حول ضوء المصباح : لقد فزت في مسابقة الرواية . ـ أنا؟ ـ نعم أنت ومركز أول ، كل التهاني والمحبة .
"ـ أي رواية تقصدين ؟ مضى أكثر من عامين ، والذاكرة بعيدة . ـ إنها "شمس"، يا نهيل .
"تنقلب في فراشها ، تحتضن الفرح ، وكلمات صديقتها لها . إنها الفائزة ، وكيف تمازحها، بأسلوب رشيق لقلبها
"ـ أذكريني يا نهيل يوم تفوزين بنوبل .
" أي حب هذا ؟! أي مفارقة تلك ؟! وأي شمس هذه؟!"
بالثقافة تسمو نهيل على آلامها ، والثقافة مخدتها التي تمنع تحطمها حال ارتطامها بالواقع الصلب ، الذي يبدو للخيال الواهم متماسكا.
" ظلت ندوة اتحاد الكتاب واختيارها لتتحدث عن أدب المقاومة هو ما يشغل بالها . تضطجع في فراشها ، تقلب في مجلة "الثقافة الجديدة". يطل وجه عبد الرحمن الأبنودي على الغلاف ، يقبض على كوب شاي ، لم تتسلل إليه البرودة بعد ، وراءه مكتبة غاية في التنسيق والعناية. تقلب الصفحات . تقرأ ما رواه في هذا العدد ، ما لفت نظرها ، آخر مقطع في حكايته: ’أمي تزوجت، كانت صغيرة ، تحبني بشدة، ولما تلاقيني زعلان تقول لي ، الناس اللي مزعلاك دول حشيش ابيار . فحشيش الأبيار أقرب إلى اللون من الحشيش الحقيقي. دوما أعود لهذه الكلمات كلما أتعرض لشيء يغضبني.‘
" أيقنت من حديثه أن حكيم ما هو إلا حشيش أبيار . ولن يكون في طريق الحياة مثل الموت على الإسفلت في مرثية ناجي العلي ، وقدرته على الفرز ، ومقاطعة كل من ليس جديرا بصداقته . "
كبرت جنى ، صار عمرها بعمر القضية....
"جنى سترتدي ثوب المحاماة ، تحفظ اسمها المنقوش على كرتها ، وسيرتفع صوتها منحازا للضعفاء والمساكين وستكون هي الصورة التي نهضت ، صورتي أنا ترفعها من بين الردم . تحقق حلم أبي وأمي وحلمها هي ، تبًا لحشائش الأبيار هذه!
جنى صارت ابنة قضية ، تريد أن تلم بجوانبها ، تريد الحقيقة ...
وما أثار دهشتها أنها وضعت صورة خالها ، وتاريخ نضاله ، على أول صفحات تعتز بها ...
جنى جيل الشباب الحامل للبشارة ، طائر السنونو الواعد ببر الأمان !



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيقرر مصائر الثورات العربية
- مع كتاب إيلان بابه التطهير العرقي في فلسطين 2
- التطهير العرقي في فلسطين / إيلان بابه (الحلقة الأولى)
- لموطن الأصلي للتوراة 3
- ردة غولدستون
- الموطن الأصلي للتوراة(2من)3
- الموطن الأصلي للتوراة
- مع شلومو ساند في كتابه اختراع الشعب اليهودي
- يسفهون الرواية الصهيونية
- مع البروفيسور شلومو ساند في كتابه اختراع الشعب اليهودي حلقة ...
- كيث واينلام في كتابه اختلاق إسرائيل القديمة إسكات التاريخ ال ...
- أعمدة سرابية لهيكل الأبارتهايد
- تتهتكت الأقنعة
- مصر القاطرة
- كشف المستور أم قناع للزيف؟
- هل هي حكومة حرب في إسرائيل؟
- جوليان أسانج وقانون التجسس ومأساة الزوجين روزنبرغ
- ويكيليكس وحرية العبور الإعلامي
- بين حجب الحقائق وهدر العقل الجماعي
- نقد مسمم النصال


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد مضيه - مع رواية - قمر في الظهيرة- لبشرى أبو شرار:بشرى تستشرف ثورة الملايين