أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - أجهزة تكييف ل -فندق طرة- .. عجبى!














المزيد.....

أجهزة تكييف ل -فندق طرة- .. عجبى!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 15:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


نسبت صحيفة "قومية" كبرى لمسئول مرموق بوزارة الداخلية تصريحات مثيرة، خلاصتها أنه يجرى تركيب أجهزة تكييف "صحراوى" فى زنازين كبار مسئولى النظام المخلوع المحبوسين احتياطيا على ذمة التحقيقات فى سجن مزرعة طره.
وهى تصريحات لم أقرأ تكذيبا أو نفياً أو تصحيحاً لها من المسئول الأمنى رفيع المستوى المشار إليه، أو من غيره من كبار رجال الداخلية ومصلحة السجون، بل رأيت بعضا من هؤلاء يتحدثون فى برامج "التوك شو" عن مواصفات زنازين وعنابر سجن مزرعة طره، وكيف انها أصبحت مزودة بأسرّه (جمع سرير) وحمامات ومراوح (سقف) وتليفزيون (ينقل القنوات الأرضية فقط دون الفضائيات).
كل هذه التصريحات أعادت إلى ذاكرتى ظروف "الحياة" فى السجن ذاته فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى عندما تم اعتقالنا فيه بضعة سنوات.
علما بأننا لم نكن من لصوص المال العام أو من المبددين لموارد البلاد وثرواتها أو من أرباب الفساد والافساد، بل كانت كل تهمتنا هى حب الوطن والمطالبة بالديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.
على أى حال .. لم يكن فى الزنازين من متاع الدنيا سوى "برش" وبطانية سوداء جربانة وجردل لمياه الشرب وجردل مجاور له –عفوا- للتبول، والبرش لمن لا يعرف مستطيل طوله أقل من مترين وعرضه اقل من 80 سنتيمتر مصنوع من حبال الليف، هذا البرش الخشن هو "السرير" و"المرتبة" و"المخدة" وكل مكونات "غرفة النوم" وهو موضوع على الأرض الاسفلتية للزنزانة، ولك ان تتخيل الحياة فى حر الصيف وبرد الشتاء على هذا "البرش" ولوازمه.
أما العنابر التى "تستضيف" أعدادا كبيرة من "النزلاء" فإنها لا تختلف إلا فى اتساع المساحة و"الصحبة".
وأما الطعام فهو "اليمك" الميرى، الذى يصعب أن تميز مكوناته الأصلية.
وكل شئ عدا ذلك من الممنوعات .. الأوراق والاقلام والكتب غير مسموح بها.. الراديو من المحرمات .. التليفون المحمول لم يكن قد تم اختراعه بعد وكان من المحتم أنه سيتصدر قائمة المحظورات .. وعندما تم السماح لنا بمشاهدة التليفزيون (الأبيض والأسود) بعد سنوات جاءت إدارة المعتقل بجهاز تليفزيون واحد وضعوه فى مساحة خالية، امام دورات المياه! للمشاهدة الجماعية فى أوقات محددة.
***
وما أكثر الاحتجاجات والمذكرات والاضرابات عن الطعام التى اضطررنا لخوض غمارها للمطالبة بتحسين هذه الظروف غير الآدمية وغير المبررة وهى اضرابات كانت تنتهى غالبا بـ "تحسين مستوى "العسل الأسود" الذى كان يتم توزيعه علينا باعتباره نوعا من انواع "الترفيه".
هكذا كان يقيد فى الدفاتر الرسمية.. ترفيه!!
ولذلك .. عندما أسمع الآن عن أجهزة تكييف وعن ثلاجات وأسرة وكراسى وموائد، وطعام من فنادق خمس نجوم وعربات أيس كريم، أتذكر الأيام الخوالى، لتبدو المفارقة كبيرة جدا جدا.
فهل يتصور أحد أن يعانى "سجناء الرأى" من الظروف القاسية وغير الإنسانية المشار إليها، بينما متهمون بالفساد والتربح وسرقة المال العام ونهب مصر وتزوير إرادة الأمة وإهدار كرامة ملايين المصريين، يتمتعون بتلك الإقامة المريحة التى حولت السجن الى ما يشبه فندق خمس نجوم!!
فما بالك إذا عدنا أكثر إلى الوراء وتذكرنا ما عاناه أساتذة عظام لنا وقامات شامخة يتفاخر بها أكبر بلد، مثل الدكتور لويس عوض والدكتور اسماعيل صبرى عبد الله والدكتور فؤاد مرسى والشهيد شهدى عطيه الشافعى والشاعر العظيم فؤاد حداد والقديس نبيل الهلالى.. وقائمة طويلة من أعظم من أنجبت مصر، واستعدنا شريط التعذيب الوحشى والتنكيل البربرى الذى تعرضوا له فى معتقلات الواحات وأوردى أبو زعبل وسجن الفيوم .. وغيرها.
كل هؤلاء ناموا على الاسفلت وارتدوا ملابس السجن المهلهلة وأكلوا "اليمك" المقزز المشفوع بأشكال شتى من التعذيب والإهانات، بينما اللصوص والفاسدون لا تعجبهم "أبهة سجن طره" المعدل ويتأففون من مجرد احتجازهم تحت ذمة التحقيق بينما الأسماء الشامخة المشار إليها من أكبر عقول وقلوب مصر وضميرها الحى، قضوا سنوات دون محاكمة أصلا.. وإذا تمت محاكمة فانها بلا أى ضمانات عادلة على الإطلاق.
***
ومع ذلك .. فأن كثيرين من بينهم كاتب هذه السطور كانوا يطالبون بتطوير السجون المصرية ولا اعتراض على كل التحسينات التى دخلت على زنازين وعنابر سجن مزرعة طره، فهذا جزء مما كنا نطالب به.
المشكلة الوحيدة هى أن تكون هذه التحسينات حكر على "الصفوة" والمسئولين السابقين والحيتان الكبيرة.
ولا مشكلة على الاطلاق أن يتمتع أحمد عز وجمال مبارك وغيرهما بكل هذه "الابهة" .. بشرط ان تكون متاحة لجميع نزلاء السجون.
وغير ذلك.. يعتبر تمييزا مرفوضاً بالثلاثة
فما رأيك يا وزير الداخلية؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسيوط: قصة مدينتين
- أعراض قناوية
- مصير مبارك .... الغامض!
- مبارك .. الذي لا يتعلم
- وقاحة بلا حدود:خرافة إخراج مبارك من «بيت الطاعة»
- ما أحلي الرجوع إليه .. العودة إلي -بيت العائلة-
- أرفع راسك فوق أنت فى روز اليوسف
- رسالة عاجلة إلي عصام شرف وعمرو عزت سلامة ..»إعدام« جامعة الن ...
- ثورة علي ظهر سلحفاة!
- الناس يتساءلون: هل تعرضت ثورة 25 يناير.. للاختطاف؟!
- منغصات سخيفة لا تفسد العرس الديمقراطي.. لكنها تستوجب المساءل ...
- جودت الملط وعصام شرف: كبرياء العتاب.. ونبل الاعتذار
- لماذا يكره الناس مباحث أمن الدولة؟
- عصام شرف ومهمة إنقاذ الوطن
- ما رأى المجلس الأعلى والفريق شفيق فى تصريحات وزير الداخلية و ...
- الثورة.. »المفخرة«
- »موضة« الموت حرقاً!:بيانات سياسية بالأجساد
- قانون تغريبة زين العابدين: الخبز بدون حرية وبلا كرامة.. لا ي ...
- المرجئة!
- ثلاثية خروج مصر من فخ الطائفية


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - أجهزة تكييف ل -فندق طرة- .. عجبى!