أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عماد مسعد محمد السبع - ملاحظات حول الرهان الخارجى على الثورة المصرية















المزيد.....

ملاحظات حول الرهان الخارجى على الثورة المصرية


عماد مسعد محمد السبع

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 09:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أسئلة كثيرة تطرح بشأن حول الدور الأقليمى المنتظر لمصر فى مرحلة ما بعد الإطاحة بنظام مبارك , وآفاق التحول فى سياساتها الخارجية تجاه دول المنطقة والعالم .

صدى وتأثير التغييرالثورى المصرى على علاقات وتوازنات القوى بالأقليم أصبح مثارجدل على خلفية مؤشرات تشى بعودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة ووطهران , فضلآعن النشاط الملحوظ للحكومة الإنتقالية فى الساحة السودانية والأفريقية , وتصاعد الإهتمام بالجولة الأخيرة لرئيس الوزراء المصرى فى دول مجلس التعاون الخليجى

ثمة أتجاه يرى سرعة أستعادة مصر لمكانتها الأقليمية , والعمل بشكل عاجل على أسترداد دورها القيادى , وأنه لم يعد مقبولآ صياغة قرارات تعتمد ذات الخط الذى ساد تفكير صانع السياسة الخارجية المصرية على أمتداد الثلاثين عامآ الماضية .

ويؤسس هذا التوجه منطقه على سند من أن التدهورالإجتماعى والإقتصادى الداخلى أرتبط بشكل أو بآخر بتراجع نفوذ مصر وعزلتها وفجوة الثقة بينها وبين كثير من دول العالم , لاسيما وأن بعض مواقفها الخارجية المتخاذلة كان يمس صميم " الأمن القومى المصرى " .

وأن المطلب الشعبى بأستعادة الهيبة والكرامة المصرية المهدرة فى الأقليم كان أحد أسباب قيام ثورة 25 يناير, وحيث شكلت قيادة المشروع التحررى العربى ومواجهة الهيمنة الأجنبية مقومآ رئيسيآ لشرعية الجمهورية الناصرية وحافزآ مستمرآ لممارسة هذا الدور من جانب المصريين .

فضلآ عن أن هناك قوى أقليمية تنتظر هذا الدور , وتعتبر الثورة أضافة لها , وتتحدث عن تحول فى طبيعة الإصطفاف تجاه نمو كتلة الممانعة العربية وأنتقال مصرلموقع راديكالى مضاد للأطماع والسياسيات الأمريكية و الصهيونية فى المنطقة .

هذا الرهان على دور ريادى وفاعل خلال الفترة القصيرة والمتوسطة القادمة من تطورحياة السياسية والثورة المصرية - ترد عليه تحفظات هامة .

فالنظام الجديد الذى يأمل المصريون فى تدشينه – بعد حقبة مبارك – سيكتسب شرعيته من الشعب رأسآ ومن مدى قبوله عن السياسات الداخلية المعتمدة ( وليس الرضا الخارجى ) فى الأساس .

كما أن الثورة المصرية لم تكرس " مفاهيمها الخاصة " فسمتها الرئيسى من حيث كونها ثورة تأسيسية Foundational Revolution - تساهم فى أنتاج نسق قيمى وأيديولوجى مغاير , أم ثورة أنتقالية Transformational Revolution - تدفع نحو حويل المجتمع لحالة أصلاحية جديدة – لم يتضح بعد .

كما أن الإقتصاد المصرى الذى يعد رافعة أساسية لإستقلال القرار السياسى الخارجى يعانى منذ فترة طويلة الكثير من الصعوبات والمشكلات القاسية والمزمنة .

فهناك عجز فى الموازنة العامة يبلغ نحو 9%، , وحيث وصل الدين العام الذي لأكثر من تسعمائة مليار جنيه مصري في شقه المحلي ، ونحو 32 مليار دولار في شقه الخارجي , وتكبد تلك الديون الموازنة العامة للدولة المصرية نحو 173 مليار جنيه سنويآ .

فضلآعن معدلات البطالة التى تتراوح بين 10% و15%, وحيث يرجع الجزء الأكبر منها لنظم التعليم التي لا تربطها بسوق العمل أية سياسات , وعليه يجد صانع السياسة الاقتصادية أنه مطالب بتوفير ما بين 700ألف و750 ألف وظيفة سنويا .

ولا تجسر هوة عجز ميزان المدفوعات إلا الإيرادات الريعية المتمثلة في البترول والذي يحقق نحو عشرة مليارات دولار سنويا ، والسياحة التي تحقق نحو ثمانية مليارات دولار، وعوائد العاملين بالخارج التي تقدر بنحو 6.3 مليارات دولار، وقناة السويس التي تقترب إيراداتها من 4.8 مليارات دولار.

وعادة ما كانت الصادرات لا تشكل سوى 50% من الواردات. ففي عام2009 /2010 بلغت الصادرات نحو 23.9 مليار دولار، بينما بلغت الواردات 49 مليار دولار. وحيث تستورد مصركافة المعدات والآلات ومستلزمات الإنتاج الأساسية وقطع الغيار.

هذه المؤشرات وغيرها مما يقطع بتدنى معدلات التنمية وحجم الإستثمارات والإدخاروالدخل والمستوى على درجات الشفافية ومناهضة الفساد– تؤكد جميعها أن الدعامة الإقتصادية المصرية اللازمة للعب دور أقليمى مؤثر تبدو غير متوافرة .

ثمة حاجة " لواقعية مصرية جديدة " تعترف – فى هذه المرحلة الإنتقالية على الأقل - بأن هناك فجوة ما بين الطموح السياسى المصرى المتزايد وأزمة القاعدة الإقتصادية الرافدة لهذا الطموح .

فلابد من الإكتفاء الذاتى أولآ بالنسبة للسلع الغذائية الضرورية للمواطن المصرى لاسيما " القمح " , وحيث كشفت أزمة أغسطس فى العام 2009 المتصلة بالقمح الروسى النتائج الكارثية لإعتماد الغذاء الأساسى للمصريين على تقلبات السوق العالمى .

كما أن الميلاد الحر والمستقل للبرنامج المصرى الذرى فى مجال الإستخدامات السلمية يعد شرطآ للعب دورمحورى فى الأقليم و لمواجهة أزمة نضوب مصادر الطاقة التلقيدية . فأنتزاع موقع للأمة المصرية على خريطة التكنولوجيا الذرية هو خيار مصيرى لتلبية تطلعات تطوير قطاعات عديدة للإقتصاد المصرى ولتعديل عوارمعادلة التوازن الذرى مع أسرائيل وأيران .

توافر الظهير الإقتصادى القوى حاسم للرهان على دور واعد - وبدون ذلك ليس علي مصر الإ أن تديرواقع التناقضات والتوازنات الأقليمية وفق فقه الإعتدال وبما يخدم مصالحهاالذاتية المباشرة .

ومع ذلك فأن هناك ضرورة لسرعة أيلاء " السودان ودول حوض النيل " الدرجة العاجلة فى سلم أولويات سياسية مصر الخارجية , خاصة بعد أنفصال جنوب السودان , والجورعلى الحصة المائية التاريخية الممنوحة لها فى مياه النيل . وهنا يبدو البعد الشعبي هوالمدخل الحقيقى والملائم لتفعيل العلاقة بين أبناء شعبى وادى النيل , وأنماء الجوانب الإيجابية لتلك العلاقة , ومن خلال البحث عن موحدات تؤسس لمصالح تنموية دائمة بين الجانبين .

ومن الواضح أن هناك ندية جديدة ستكتسبها العلاقة مع أسرائيل , ولكن لن تتخلى مصرعن خيار السلام كآلية لتسوية النزاع بين العرب وأسرائيل , فلم يعد هناك وقت للمغامرة ولمزيد من الخسائر.

وتبقى المعادلة الأساسية أنه من رحم دولة الديموقراطية والعدالة الإجتماعية والقوة الإقتصادية الحقيقة - و ليس من الشعارات والكليشيهات المستهلكة - سيعاد أحياء الدورالمصرى الريادى , وستكون سياسيتها الخارجية أنعكاسآ وترجمة لها فى الأقليم .



#عماد_مسعد_محمد_السبع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة وتحالف السلطة فى سوريا
- هل الثورات العربية هى ثورات الطبقة الوسطى ؟
- الحالة الليبية بين حقيقة الموقف الثورى ووهم سقوط القذافى
- تحريم فن النحت فى مصر وتونس
- الدولة والإنقسام الإجتماعى والطائفى فى مصر
- الوعى الزائف والصراع بين الإسلام والمسيحية .
- السودان المنسى وسط الثورات العربية
- حظرالنقاب فى فرنسا وميدان الصراع السياسى والإجتماعى
- الرأسمالية الملتحية ووهم النظام الإقتصادى الإسلامى .
- الحركة الطلابية المصرية ومشهد مابعد ثورة 25 يناير
- الأيديولوجيا وأحزاب الطبقة العاملة العربية
- المهاجرون العرب ومشهد الثورة فى أوطانهم
- السلفية الدينية وعملية البناء الديموقراطى الجديد فى مصر .
- الجيش و السلطة وميدان الصراع الطبقى فى مصر و تونس .
- ملاحظات حول الدعوة إلى أنتفاضة فلسطينية ثالثة
- تحريرالإقتصاد فى ظل القمع السياسى .. هامش على أسباب ثورة تون ...
- الثورة العربية و الحركة المناهضة للعولمة الرأسمالية
- الثورة عبر الإنترنت .. كيف فجر المناضل الإلكترونى الثورة فى ...
- العسكر يحظرون الأحزاب الماركسية فى مصر
- الهجوم السلفى على الفكرة العلمانية فى مصروتونس


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عماد مسعد محمد السبع - ملاحظات حول الرهان الخارجى على الثورة المصرية