أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف المساتي - عن الحجاب مرة أخرى














المزيد.....

عن الحجاب مرة أخرى


يوسف المساتي

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 01:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد مقالنا السابق الذي كان معنونا ب"مدخل إلى تفكيك الجذور التاريخية للحجاب" نعود الآن إلى هذا الموضوع لنفصل فيه أكثر، غير أنه وقبل أن نبدأ في ذلك، لابد لنا هنا أن نتوقف عند سؤال طرحه علينا الكثيرون، وهو لماذا نطرح موضوع الحجاب؟ هل هو المشكل الأساسي الذي يواجهنا؟ وهل انتهت كل مشاكل المسلمين والإسلام؟ ولم يبقى لنا إلا الحجاب حتى نخوض فيه؟.
نقول في ردنا أن الحجاب ليس مجرد ظاهرة أو تشريع، ولكنه شجرة تخفي غابة من التمثلات والتصورات الاجتماعية والثقافية والتاريخية، تهم بالأساس تصور المجتمع لذاته، وللعلاقة بين الرجل والمرأة، فأحاديث الفتنة والعورة، والحفظ من الأذى ...الخ، تبرز بشكل جلي كيف أن المجتمع يلخص ذاته في البعد الغريزي المحض، ويتصور العلاقة بين الرجل والمرأة في أبعادها الغريزية، ملغيا باقي الجوانب الإنسانية الأخرى.
كما أن الحجاب يشكل من ناحية أخرى أحد مظاهر التقليد والجمود ونموذجا للفكر الذكوري الذي صاغ تصوراته للعالم انطلاقا من مفاهيم جنسية وغريزية، لم يتناولها القران إلا نادرا، فيما حشوا بها مؤلفاتهم في دليل على أن الجنس كان يحكم نظرتهم لأنفسهم وللعالم من حولهم، من هنا إذا يصبح الحجاب في نظرنا أحد تجليات الكبت والقمع الجنسي عند المجتمعات الإسلامية، ونموذجا للعلاقة الغير سوية بين الإنسان وذاته ورغباته الجنسية، والتي تشكل في الواقع سببا للعديد من الأزمات التي تشهدها مجتمعاتنا.
بعد هذا الرد الموجز ننتقل إلى التفصيل في الأدلة الشرعية التي يسوقها مؤيدوا الحجاب للدليل على وجوبه، في حين أنه وبالنسبة لنا أن هذه الأدلة أكبر دليل على أن الحجاب وهم كبير اخترعه الفقه الإسلامي، وننطلق هنا من الآية 31 من سورة النور والتي ورد فيها:" وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
يستند أغلب مؤيدي الحجاب على هذه الآية باعتبار الأمر الوارد فيها بعدم أداء الزينة، غير أن هذه الآية تتضمن نواهي عديدة:
أولها الأمر بغض البصر وحفظ الفرج وهو أمر تكرر بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء إذا ما أخذنا في الاعتبار الآية التي سبقتها والتي توجه نفس الأمر للرجال، وفي اعتقادنا الشخصي أنه ليس في هذا الجزء من الآية ما يفيد بوجوب الحجاب، بل من الممكن ان نستشف من هذا الجزء من الآية، محاولة لبناء علاقة ايجابية بين الرجل والمرأة، عبر الأمر بغض البصر، الذي يعني من بين ما يعنيه احترام خصوصية الجسد الإنساني، وبناء علاقة سوية لا تقوم على الغريزة.
ثانيا: أمر المؤمنات بإخفاء زينتهن إلا ما ظهر منها، وهنا يجب أن نسجل ملاحظات أهمها:
أولا: أن الزينة نوعان زينة ظاهرة، وزينة غير ظاهرة.
ثانيا: أن الأمر بإخفاء الزينة غير الظاهرة لم يأتي بصفة المنع المطلق – ولا يوجد ما يدل على ذلك- بل انه أتى بنبرة اقرب للترغيب منه للمنع.
ثالثا: حتى إذا افترضنا أن أمر المنع صريح فان جملة "إلا ما ظهر منها" تجعلنا نتوقف كثيرا، حيث أن هذه الجملة قد حيرت المفسرين والباحثين، لأن القران تجنب تحديدا صريحا لما يجب ستره ولما يجب إظهاره، وهو أمر لم يأتي عجزا أو قصورا، وإنما – وهذه في نظرنا قوة النص القرآني- ترك الباب مفتوحا للاجتهادات التي تمليها الظروف المجتمعية، فما قد يعتبر زينة في مجتمع، قد لا يعتبر كذلك في مجتمع آخر، وما يعتبر عيبا في بلد قد يكون عادة في بلد آخر، ان هذه الجملة أكبر دليل على عدم وجوب شيء اسمه الحجاب، وهنا قوة النص القرآني في تجنبه التحديد وفتح باب الاجتهاد ومواكبة العصر.
ولتسهيل الأمر قليلا أوردت الآية لائحة بمجموع من يحق لهم رؤية "الزينة الغير ظاهرة"، وهنا أورد مثالا بسيطا إذ بينما يعتبر لبس التنورة القصيرة شيئا عاديا في فرنسا مثلا، لا يمكن أن يعتبر كذلك في السعودية، فهي في فرنسا زينة ظاهرة وفي السعودية زينة غير ظاهرة، وهذا ما قصدته الآية الكريمة من هذه الجملة، أن أمر اللباس والزينة الغير ظاهرة يبقى مفتوحا للتحولات المجتمعية، ومن هنا مواكبة النص لتحولات العصر، أما ما يقال عن اللباس فهو في نظرنا محاولة لتنميط وقولبة المسلمين في أشكال معينة، من اجل أغراض أخرى، انه أداة تحكمية فعالة للنقص من قيمة المرأة، وللوقوف في وجه أي محاولة لتحرير العقل، وللتصالح مع الجسد، ان التأويلات التعسفية التي أعطيت لهذه الآية نموذج للقمع الذي مارسه الفقه الذكوري على الإنسان المسلم، واختزاله في بعد واحد، من اجل إعادة إنتاج مفهوم الخطيئة وتلك تحتاج منا إلى وقفة أخرى



#يوسف_المساتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون والقران والتراث ج.1
- افتحوا العالم أمام أعيننا
- الميداوي..وماذا بعد؟؟
- مطلعين الطوبية
- لا تتنازلوا .. لا تتنازلوا
- فانتازيا: -مجموع السر المعروف لبا عروف-. الحلقة الأولى:غضب ا ...
- دولة الرسول: دينية أم مدنية؟؟
- فتح مكة و الفصل بين السلطتين
- مدخل إلى تفكيك الجذور التاريخية للحجاب
- فتوحات إسلامية أم غزوات استعمارية
- الدولة الإسلامية و أساليب التمويه الإيديولوجي
- الآخر في الدولة الإسلامية : جدلية القرب و النبذ
- جذور التطرف الإسلامي


المزيد.....




- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف المساتي - عن الحجاب مرة أخرى