أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - الرئيس القرد يحرر البلد















المزيد.....

الرئيس القرد يحرر البلد


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 01:30
المحور: كتابات ساخرة
    


أيها المواطنون، من أبناء قريتي والقرى القريبة من قريتي..
أتكلم إليكم اليوم، بصفتي رئيساً للدولة وقائداً عاماً لجيش الشبيحة المسلحة. وصفتي الأولى، تحتم عليّ الضربَ بيد من حديد على من يريدون تحويل جمهوريتنا الملكية إلى إمارة سلفية. أما صفتي الثانية، فإنها تخولني فرض النظام بالقوة وبطلب طبعاً من الأهالي المعتصمين في المدن والأرياف السورية؛ وخاصة في درعا ودوما وبانياس والمعضمية ووو.. الخ
وابتدأنا بدرعا، ليس فقط لأنها من أطلقت شرارة الثورة، بل ولكونها تحدّ مرتفعات الجولان. أي بهدف بث الرعب في نفوس العدو الإسرائيلي من قوة الجيش السوري وهو يراه يقصف ويدمّر ويقتل ويسحل ويعتقل. هذا الهدف الهام، الإستراتيجي، تحقق بنجاح تام. إذ قرأنا في الصحافة العبرية قول جنرالات العدو لبعضهم البعض: " قررر، إذا كان هذا ما يفعله الجيش السوري بحق شعبه، فماذا سيفعل بنا غداً نحن من نحتل الأراضي السورية ومن شرّدنا أصحابها؟؟ ".
وأطمئنكم، يا أهلي، فالعملية تتمّ بنجاح. وكما قالت صحيفة " الوطر " المستقلة، المموّلة من ابن خالنا والتابعة لمخابرات صهرنا، فإنّ القيادة قررت أن تقوم بعمل جراحي دقيق. ومن سيقوم بالعملية الجراحية، غير طبيب ماهر، مختص في بريطانية؛ بلد الديمقراطية وحقوق الإنسان؟
العملية تتمّ بسلاسة وشفافية. وبما أننا نتحدث عن طبيب عيون، فربما سينبري غداً أحد المغرضين من الإعلام الخارجي، ليقول: " جاء ليكحلها قام عماها ". العمى في عيونهن، العمى.
ويتحدث هذا الإعلام، وعبرَ من يسمون أنفسهم " شهود عيان "، عن قطعنا الماء والكهرباء والاتصالات عن مدينة درعا وغيرها من المدن التي اقتحمها جيشنا الباسل. وطبعاً لا يُدرك هؤلاء وأولئك، من المضلِلين والمضللين، هدفنا من ذلك. فإننا نبغي حماية المواطنين من العصابات المسلحة، السلفية، عن طريق جعل أفرادها يموتون من العطش والجوع وبدون إمكانية اتصالهم بالعالم الخارجي.
وقد يتساءل البعض، عن مصير الأهالي أنفسهم؛ وفيهم الأطفال والنساء والمسنين؟ وجوابي، فليمت من يموت فداءً للسيّد الرئيس، الأب القائد. وأنا جدّ ممتن لأمهات أولئك العسكريين، الذين استشهدوا بأيدي شبيحتنا، حينما كن يتحدثن أمام كاميرات التلفزيون الرسمي وهن يحملن صوري ويزغردن: " أولادنا كلهم فداء لك، يا قائد المسيرة، كلهم ".. نعم، كلن كلن.
وبمناسبة إشارتي لصور سيادتنا، أودّ أن أنوّه بأهمية الصور في معركتنا لتحقيق رسالة الأمة العربية في الوحدة والحرية.. الحرية؟؟ لا، لا.. لننسَ هذا الموضوع.
أيها المواطنون، من أبناء قريتي وكذا كذا..
قلنا أنّ صور سيادتنا، المهيبة، قد دخلت على خط المعركة. صورنا تحرق في معظم المحافظات السورية، وطبعاً على أيدي الجماعات السلفية، المسلحة. ونحن من جانبنا، وكيداً لهم، نبادر فوراً لطبع المزيد من العملة الورقية. لماذا نفعل ذلك؟ لأنّ صوري موجودة على العملة السورية، الورقية، من ذات القيمة وغيرها. وكان الأخ نصر الله، قائد المقاومة، عندما اتصل معي مؤخراً، هوَ من نبهنا لهذا الأمر عندما تطرق للموضوع: " سيّدي الرئيس، اسمح لنا بتحويل معظم كميات العملة الورقية إلى حساباتنا في لبنان.. "
" وما هي حاجتكم بها، طالما أنّ العملة المتداولة في مناطقكم هي التومان الإيراني؟ "، سألته بدهشة. فقال لي بأسى: " إذا سقط نظامكم المقاوم، بعد عمر طويل، فمن أين سنحصل على صور سيادتكم؟ ".
وإذن فإنّ معركتنا، اليوم، هي معركة إعلامية. والحمد لله، فبالإضافة لجيش جرار من القوات النظامية، وغير النظامية من الشبيحة واللجان الشعبية ، بالإضافة للأجهزة الأمنية، فعندنا جيش من المحللين الاستراتيجيين والصحفيين؛ وكلهم من كتبة التقارير.. أعني، التقارير الإعلامية.
أكثر من أعجبني من هؤلاء المحللين، واحد اسمه على ما أذكر " طالق بالثلاثة إبراهيم ". إذ ظهر يوم أمس في فضائية أوربية ناطقة بالعربية ليبرر عملية درعا. فقال هذا لمقدم البرنامج، وبكل ثقة بالنفس: " انا بنفسي من درعا. صحيح أن اسمي موجود على قائمة الممنوعين من دخول المحافظة، التي وضعها الثوار. وبالرغم من ذلك، كنت شاهداً على إحدى جرائم المجموعات السلفية. كان هناك قناصة يطلقون النار، وجثث في الشوارع. قام الأهالي وحملوا الجثث ووضعوهم في صناديق لقلة التوابيت وكثرة الشهداء. ثم أخذوها لدفنها فوراً، بما أن أصحابها شهداء ولا يحتاجون للغسل. في المقبرة، ألا تقول أن تلك الصناديق تفتح، فجأة، ويخرج منها مسلحون راحوا يطلقون النار على من كانوا يشيعونهم ". وتابع المحلل طالق بالثلاثة: " فتصوروا معي على غدر هذه العصابة، وإجرامها أيضاً ؟؟ ". عليّ الطلاق، بالثلاثة، أنّ هذه أروع حكاية أطفال؛ وسأرويها لأبني الصغير قبل نومه: " يا بني، إياك ثم إياك أن تصبح مجرماً مثل زعيم أولئك المجموعات المسلحة.. عليك ان تحكم بالعدل، عندما تصبح وريثي في الحكم بعد عمر طويل ".
ويسعدنا أن يكون ملحقا بهم جيش آخر، لجب، من السياسيين اللبنانيين، المقاومين. أحدهم الوزير السابق وخام وهّاب.. هل عرفتموه؟ إنه ذلك المافيوزي الصغير، الذي كان يعمل لحساب مافياتنا، الكبيرة، في تبييض الأموال وتجارة المخدرات وابتزاز كازينوهات القمار. وفي هذه الأيام الصعبة، الحرجة، أراد الرجل أن يثبت لنا عبقريته. إذ ظهر، فجأة، على شاشة إحدى الفضائيات وهو يلوّح بصورة عن شيك قيمته 300 الف دولار، لا أقل ولا أكثر، على أساس أنه مقدّم من الأمير السعودي فلان إلى النائب اللبناني علان. وأقسمَ وهّاب بشرفه المافيوزي بأنّ قصة الشيك صحيحة، وأنه حصل على صورته من مصدر موثوق، متسائلاً بخفة: " ولم سيمنح الأمير هذا النائب مبلغ 300 ألف دولار؛ لأنه ألف كتاباً عن حياته، مثلاً ؟ ". في اليوم التالي، وكالعادة، هبّ حزب الله وأنصاره بعاصفة ضد ذلك النائب، المنتمي طبعاً لتيار المستقبل: " ولييي.. ألا يكفي أن يقوم هذا العميل الموسادي بتسليح وتمويل الفتنة في سورية من جيب سيّده، الملياردير، إلا ويحصل على أموال آل سعود؟؟ "، هكذا كانوا يصرخون في صحافتهم وفضائياتهم، المقاومة.
عال. اتصلتُ بنفسي مع ذلك المافيوزي، لأسأله عن سرّ الشيك. فأجابني ضاحكاً: " سيّدي، إنه فبركة معتادة من فبركاتنا "
" عظيم. ولكن، لماذا هذا المبلغ تحديداً؟ "
" ألا تذكرون ما كان يحكى عن الرشوة التي حصلَ عليها صحافي بريطاني، هو باتريك سيل، من والدكم لقاء تأليفه كتاب عنه وقيل أنها مبلغ 300 ألف دولار؟ "
" أيّ كتاب، تعني؟ "
" كتاب عن حياة المناضل حافظ القرد.. "
" هاااا؟؟ "
"عفواً، سيدّي.. أقصد، كتاب عن حياة المناضل حافظ الأسد "
" وبعد..؟ "
" لقد تذكرتُ تلك القصة، فقمت بفبركة هذا الخبر عن الشيك "، قال لي الخنزير وهو يقهقه مُجدداً. مافيوزي صغير، ولكنه فعلاً مقاوم كبير.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر خطاب لمسيلمة الكذاب
- ....المقاومة الإسلامية
- ارحل يا حمّار
- يوم الأسير السوري
- سيادته يوجّه الإعلامَ للإصلاح
- سيادته يأمر الشبيحة بتطبيق الإصلاح
- الواد طالع لأبوه
- طير وفرقع يا بشار
- أنا والرئيس في باريس
- أسكي شام: استهلالٌ، أو اكتشافُ الأسلاف
- أعمالي غير الكاملة في موقع متكامل
- خاتمَة السيرَة: الشام القديمَة
- الأمكنة الكمائنُ 14: المَبغى المُقدّس
- الأمكنة الكمائنُ 13: الجدرانُ الأخرى
- الأمكنة الكمائنُ 12: السّفح المُتسكع
- الأمكنة الكمائنُ 11: المَخطر المَشبوه
- الأمكنة الكمائنُ 10: الجوار المُتأجّج
- الأمكنة الكمائنُ 9: المَحفل المُزدوَج
- الأمكنة الكمائنُ 8: أسطحُ الأصحاب
- الأمكنة الكمائنُ 7: خرائبُ الرّغبة


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - الرئيس القرد يحرر البلد