أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - نهاية الفساد














المزيد.....

نهاية الفساد


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ساطع راجي
هل يمكن انهاء الفساد في العراق؟
يبدو السؤال محيرا، حيث لا يتوقع ان يخلو مجتمع ما من الفساد، لكن السؤال هنا يتعلق بالفساد الكبير والمنظم والمتواصل وهو فساد بات يهدد وجود الدولة كما يهدد القناعات الاخلاقية والحد الادنى من قيم المجتمع، لأننا هنا لا نتحدث عن فساد بضعة افراد او فساد مؤسسة ما او مجموعة معينة، الفساد الذي يسيطر على العراق هو فساد احزاب ودولة ومؤسسات ومنظمات اهلية وفساد مجتمع، فساد يشمل حتى الجهات الرقابية التي من مهامها مواجهة الفساد.
القضاء على الفساد وعد غير واقعي لانه يعني أولا البدء من موقع الوعد لاخلائه من الفاسدين والتوقف عن حمايتهم وكذلك انهاء الحديث العبثي عن حاجة البلاد الى مزيد من التشريعات والمؤسسات والقرارات، لأن الموجود هو كاف وربما يزيد عن الحاجة بشكل مفسد، وما ينقص هو الارادة السياسية التي يبدو انها تسير في اتجاه معاكس تماما لكل الوعود.
في مقابل فساد الدولة ومؤسساتها هناك فساد شعبي ايضا يتمثل في عشرات آلاف المزورين وفي تحول الرشوة الى سلوك مقبول ومعتاد وكذلك في الدور الذي تقوم به المؤسسات الاجتماعية الضابطة في حماية الفاسدين او في تمرير عمليات الفساد وهو الامر الذي يعني ان الفساد استفحل بصيغة وحجم يفوق كل امكانيات الرقابة والمتابعة والمواجهة.
في مشاكل وقضايا عديدة مثل (المخدرات، التهريب، الشذوذ الجنسي، الدعارة، الهجرة غير الشرعية، القمار،...) وصلت دول ومجتمعات الى مرحلة اليأس من تطبيق القانون بسبب استفحال عدد الخارجين عن القانون واضطرت تلك الدول والمجتمعات الى غض النظر عن التجاوزات وربما تعديل القوانين بما يشرعن تلك الممارسات التي كانت ممنوعة وذلك تلافيا لافساد مؤسسات الدولة والعاملين فيها فممارسي الفساد لهم القدرة على توريط الجهات الرقابية والامنية والقضائية، لكن الامر عندما يتعلق بفساد مالي او اداري او قضائي او امني فأنه يصبح مخلا بظروف العيش وامكانية البقاء على قيد الحياة ولذلك يستحيل التغاضي عنه والا ذهب الناس الى التهلكة، غنيهم وفقيرهم، السائس والمسوس، الكبير والصغير.
كانت مظاهرة المزورين المفصولين من وزارة العدل مجرد عينة بسيطة لحجم الفساد، ولا يحتاج اي عراقي لاحصاء مظاهر الفساد، فهو يعمل في مؤسسة بنايتها تعاني من آثار الفساد، ويسير على شارع هو مرآة للفساد، ويستهلك وقودا ملوثا بالفساد، ويأكل طعاما مغموسا بالفساد ويعلم ابنائه في مدارس فاسدة ثم سيدفع رشى ليحصلوا على وظائف وسيدفع ليحصلوا على مسوغات تعيين واوراق ثبوتية والقضاء على كل هذه السلسلة يعني وضع عدد كبير من ابناء الشعب خلف القضبان أو تسريحهم من وظائفهم ليهددوا باللجوء الى العنف وهم قادرون على ذلك وربما يفعلون ذلك لأنهم اساسا دخلوا في خانة المجرمين منذ سنوات.
لا يمكننا اليوم انهاء الفساد بالمعنى القضائي او القانوني لأن عدد المتورطين كبير بشكل يؤدي الى كارثة اجتماعية كما ان عمليات الاستبدال للموظفين غير مضمونة النتائج، لكن يمكننا ان نسعى لتنظيف المواقع العليا في الادارة من الفساد التي لا يزيد عدد شاغليها عن بضعة آلاف وحتى السعي الجزئي سيؤدي الى خفض كبير في مستويات الفساد، ان الاماكن المعنية بمواجهة الفساد هي اماكن اطلاق الوعود بالقضاء على الفساد، انهم الحيتان الكبيرة التي تريد الهاءنا بالسمك الصغير.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين
- الارهاب يعمل
- شبه حكومة
- نساء وأقليات وبدلاء
- تسويات عراقية
- الحريات والمعارك الثانوية
- معركة الاستبداد
- مجلس آخر.. إن نفعت الذكرى
- ترحيب مستغرب
- سباق الفساد
- الزمن والحقيقة والتيه
- الآخرون وديمقراطيتنا
- الارهاب يقبل التحدي
- العلاقات الخارجية في حمى التفاوض
- جرس الموازنة
- سلاح المظاهرات
- طائف عراقي
- وكذب المنجمون


المزيد.....




- ترحيب فاتر بالملك تشارلز في أستراليا بأول جولة خارجية له منذ ...
- استخبارات كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ ترسل 1500 جندي لمساعدة ...
- جواد العلي يعود إلى مسارح السعودية بعد غياب طويل.. افتتح حفل ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث أكثر من 500 جندي من قوات كييف
- الحوثيون يتوعدون إسرائيل -بتصعيد عسكري مؤلم- ثأرا للسنوار
- صافرات الإنذار تدوي في عكا وخليج حيفا
- مصر ترفع أسعار البنزين للمرة الثالثة.. فهل ستواصل الأسعار ال ...
- ما قصة التوغل الجيش الإسرائيلي في سوريا؟
- يحيى السنوار.. ما قصة المسدس الذي وجده الإسرائيليون بحوزته و ...
- -ماذا بعد مقتل عدوّ إسرائيل اللدود، يحيى السنوار؟- جيروزاليم ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - نهاية الفساد