عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 18:24
المحور:
الادب والفن
محنة الماء
قصيدة لرثاء دجلة قبل اكتمال فجيعته
تحت أنظار صمتٍ مريب..........
عبد الفتاح المطلبي
يا أبا الخير*ِ فوق هذي الربوعِ
مُمْرِعَ السهلِ بل مُدرَّ الضروعِ
أيها النهرُ يا وريدَ بـــلادي
نبضَ شريانها و قوسَ الضلوعِ
ما لعينيْ إذا ذكرتكَ تبكـــي
تحرمُ القلبَ من لذيذِ الهــجوعِ
إنني في هواك دندنتُ لحنــي
إذ تربّعتَ في قلوبِ الجمــوعِ
قد حباكَ الإله ماءً طـــهوراً
عمّدَ الأنبياءَ قبل اليسوعـــي
أيها القلبُ خذْ توضأ بـــماءٍ
وضع الله فيه سرَّ الخشـــوعِ
ثم قم ْ قانتا بشطيهِ قدســــاً
و احنِ هاما ً له وزدْ في الركوعِ
و احتضن جذعَ نخلةٍ فوقَ سفحٍ
و أبحْ للجفونِِ سيلَ الدمـــوعِ
ما لأشجاركَ الباسقاتِ تـهاوتْ
عاثَ دودٌ بجذعها و الــفروعِ
يا شهيداً تناهبتهُ ســـــُدودٌ
فغدى ناحلاً كضوءِ الشمــوعِ
يا جميلاً به الجمالُ ســــجايا
كلُّ ما فيك محضُ حسنٍ بــديعِ
أين آذيُّكَ* المُحمّلُ خــــيراً
من نماءٍ و غُنيَةٍ و نُـــشوعِ**
يحذرُ الداء أن يمسَّ صـــوادٍ
قد رووا منهُ حدّ النــــجوعِ
( دجلةُ الخيرِ)*** إنْ تريّهِ مضاماً
لهززتِ الجواهريّ الضـــجيعِ
ولآدتْ عظامَهُ محنةَ الــــماء
وأنينُ العراجينِ فوقَ الــجذوعِ
قد فشا البؤسُ في زمانٍ حـرونٍِ
يالهُ منْ شحيحٍ غبيٍّ مــــَنوْعِ
دجلةَ الخيرِ لو فديتُكِ نفســـي
أتفيض الضفافُ فيضَ دموعـي
أأرى الغِريَنَ الجميلُ بهيــــاً
يتلوّى كراقصٍ في الربيـــعِ
أيها النهرُ نحنُ بعدك صرعـى
في صراعٍ بلا قــناً أو دروعِ
أيها النهرُ أنت لست بـــخيرٍ
إذ بواديك موطئاً للــــهلوع
ما لواديك لا يضجّ عويـــلاً
هل عراهُ الذبولُ بعد الخنــوعِ
كلما تمادى بك البؤس صـحْتُ
أما من سبيلٍ يُرى للـــرجوعِ
طلةً على الذكريات سأنـــعى
لها النهرَ غبَّ موتٍ سريـــعِ
أيها الناسُ ضاعَ دجلةَ نـــهباً
بحَّ صوتٌ نعاهُ هل من سَمـيعِ
...........
*هو نهر دجلة
** دواء يؤخذ عن طريق التنشق بالأنف
*** هي قصيدة الجواهري المشهوره
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟