أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - أسيوط: قصة مدينتين














المزيد.....

أسيوط: قصة مدينتين


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 19:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أسيوط ليست مدينة وا حدة وانما هي في حقيقة الأمر مدينتان متناقضتان كما لو انهما تنتميان إلي كوكبين مختلفين.
أسيوط الأولي مدينة ثورية محبة للحياة متذوقة للفن وعاشقة للحق والخير والجمال.
دخلتها بدعوة من الفنان التشكيلي الأسيوطي المرموق سعد زغلول بمناسبة تدشينه لمؤسسته الثقافية الأهلية علي ضفاف ترعة الإبراهيمية ومهرجانها الثقافي الأول الذي يضم معارض تشكيلية تستضيف أعمال الفنانين بخيت فراج وعدلي رزق الله وهبة عنايت وضيف الشرف عز الدين نجيب.
كما تضم معرضا للحرف التقليدية إلي جانب ندوة بالغة الأهمية عن مستقبل الفن المصري في ظل ثورة 25 يناير والمتغيرات التي يشهدها العالم العربي وقد أدارها باقتدار الدكتور محمد إبراهيم منصور الذي تدين له جامعة أسيوط والحياة الثقافية المصرية عموما بانشاء مركز للدراسات المستقبلية في جامعة أسيوط منذ سنوات وكانت مؤتمرات وندوات هذا المركز نقطة ضوء عندما كان الظلام الدامس الذي يشوه تحالف الاستبداد والفساد الذي حكم مصر ثلاثين عاما يخيم علي عقل الأمة ويحاول وضع أقفال من حديد علي أفواه المصريين.
وبعد حوار بالغ الأهمية حول التحديات والفرص التي تواجه ثورة 25 يناير قضينا أمسية بديعة مع فرقة الموسيقي العربية لقصر ثقافة أسيوط وهي مفاجأة سارة جدا لأنه بمثابة "خبيئة" مواهب مدفونة في الصعيد الجواني المحروم من أبسط حقوقه في كل المجالات.
فهذه الفتاة الصعيدية كريمة عثمان التي شدت بأغاني أم كلثوم أو ندي عبدالمنعم التي تقمصت دور شادية أو أحمد أبوغدير الذي يمتزج في صوته المدهش عنفوان صوت الطوخي وشجن صوت سيد النقشبندي خلقوا جميعا حالة فنية متوهجة أضاءت ليل أسيوط بقيادة المايسترو حسام الدين حسني الذي لم يكتف بذلك الوهج بل قدم أيضا موهبة فذة هي الطفلة نعمة هشام التي قدمت أغاني عزيزة جلال بأداء مبهر.
وفي مثل هذا المناخ لا يمكن أن يغيب الشعر والشعراء من أسيوط والقاهرة علي حد سواء فكان هناك درويش الأسيوطي وماجد يوسف وعزت الطيري ومحمد أبوزيد ومحمود فرغلي وسعد عبدالرحمن بصفته الشعرية قبل صفته كرئيس لهيئة الثقافة الجماهيرية.
وكان مسك الختام الموسيقار الجميل أحمد اسماعيل الذي أعاد إلي الأسماع ذكريات الغناء الجميل غير المغشوش.. شكلاً ومضمونا.
***
هذه الحالة الابداعية التي يمتزج فيها الفن التشكيلي والغناء الجميل والموسيقي العربية والحوار الثقافي الجاد وربات الشعر.. كانت كلها تذكرك في كل دقيقة أن أسيوط ومصر بأسرها تعيش نشوة ثورة من أعظم الثورات في تاريخ البشرية.
لكن هذا الشعور الجميل سرعان ما تبخر عندما توجهنا إلي بيت الضيافة بجامعة أسيوط لكي نقضي ليلتنا هناك.
في المدخل كانت لافتات الاحتجاج تغطي المكان والمعتصمون والمعتصمات من حملة الماجستير والدكتوراة يتشبثون بالبقاء في الردهة ليلاً ونهاراً لعل أحدا يستمع إلي شكواهم هذه الشكوي تبدو كما لو كانت من أوضاع تعاني منها مدينة أخري غير مدينة أسيوط التي تحتفل بالثورة.
ما هي مشكلتكم يا شباب؟
أجابوا: في إطار سياسة الدولة لتحسين اختيار من يعملون كأعضاء هيئة تدريس بالجامعة تم الاعلان عن وظيفة مساعد باحث بالجامعة بشرط التفرغ التام وألا يقل التقدير عن جيد في مرحلة البكالوريوس وأن يكون الخريج من جامعة أسيوط فتركنا وظائفنا الحكومية واستقلنا منها في مقابل العمل براتب 157 جنيها مصريا فقط لا غير وتم تعيينا بناء علي طلب الأقسام حيث عمل الكثيرون منا بجداول تزيد علي 40 ساعة أسبوعيا وبعدما حصلنا علي الماجستير رفضت إدارة الجامعة تعيننا بينما تم تعيين أبناء المحسوبين علي النظام السابق وأبناء أعضاء هيئة التدريس "لدينا قائمة بالأسماء ودرجة القرابة".
هذا الاعتصام ينقلنا إلي أسيوط الأخري أسيوط التي لم يصلها قطار الثورة بعد ومازالت محكومة بقواعد المحسوبية والفساد.
فما رأيك يا وزير التعليم العالي والبحث العلمي؟
ما رأيك يا دكتور عمرو عزت سلامة في هذه الكارثة وهل تترك أبناءك وبناتك ينامون في ردهات الجامعة انتظارا للإنصاف؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعراض قناوية
- مصير مبارك .... الغامض!
- مبارك .. الذي لا يتعلم
- وقاحة بلا حدود:خرافة إخراج مبارك من «بيت الطاعة»
- ما أحلي الرجوع إليه .. العودة إلي -بيت العائلة-
- أرفع راسك فوق أنت فى روز اليوسف
- رسالة عاجلة إلي عصام شرف وعمرو عزت سلامة ..»إعدام« جامعة الن ...
- ثورة علي ظهر سلحفاة!
- الناس يتساءلون: هل تعرضت ثورة 25 يناير.. للاختطاف؟!
- منغصات سخيفة لا تفسد العرس الديمقراطي.. لكنها تستوجب المساءل ...
- جودت الملط وعصام شرف: كبرياء العتاب.. ونبل الاعتذار
- لماذا يكره الناس مباحث أمن الدولة؟
- عصام شرف ومهمة إنقاذ الوطن
- ما رأى المجلس الأعلى والفريق شفيق فى تصريحات وزير الداخلية و ...
- الثورة.. »المفخرة«
- »موضة« الموت حرقاً!:بيانات سياسية بالأجساد
- قانون تغريبة زين العابدين: الخبز بدون حرية وبلا كرامة.. لا ي ...
- المرجئة!
- ثلاثية خروج مصر من فخ الطائفية
- هل أصبح ل»القاعدة«.. قاعدة في مصر؟!


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - أسيوط: قصة مدينتين