وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 19:19
المحور:
الادب والفن
منفيون من جنة الشيطان 18
..الى مؤيد سامي طبعاً!
كلٌّ لَهُ حَبْلُ غَسيلُهُ في هَذا العَالَمِ
أمَّا نَحْنُ..
فأيْنَ سَنَنْشُرُ قَصَائدَنا المُبْتَلَّةَ
هَذِهِ.. أنَا وَأنتَ..
أيْنَ يَا صَديقي؟!!..
هَا نَحْنُ لِوَحْدَنا
بَقينا
بَعْدَ أنْ مَضَى الجَّميعُ
وَالآخَرونَ انْشَغلُوا
بِجَمْعِ السّفاسِفِ..
أنَا وَأنتَ لِوَحْدِنا..
خَارِجينَ من سَفينةِ نُوحٍ
وَقدْ خَسَرْنَا كلَّ شيءٍ
نَتَحَسَّسُ تَفَاهَةَ الحَياةِ..
لِمًاذا بَقينا أحْياءَ يَا صَديقي
وَقد مَضَى جَميعُ أصْحَابِنا
مَا الّذي نفعَلُهُ أنا وَأنتَ..
اليَوْمَ
مَاذا سَنفعَلُ غَدَاً
هَلْ دَفَعْنا كلَّ شيءٍ
لِكي نَبْقَى أحْياءَ؟..
إذنْ..
لِمَاذا فَعَلْنا ذَلِكَ..
لِمَاذا..
مَا الّذي سَنفعَلُهُ الآنَ..
أوْ نفعَلُهُ غَدَاً..
أنَا وَأنتَ..
يَا صَديقي..
هَلْ رَأيتَ.. لَمْ يَنتظرْنَا أحَدٌ منْهُمْ..
وَلم يَتكلَّفِ السُّؤَالَ عَنَّا..
وَنَحْنُ الّذينَ فعَلْنا كلَّ شَيءٍ
من أجْلِ هَذِهِ السّفينةِ
الّتي لا يُريدُها أحَدٌ..
أنْ تَصِلَ..
بلْ رُبَّما سَيَقولُ بَعْضُهُمْ..
أنَّنا قايَضْنَاهُمْ لِنَبْقى أحْياءَ
فأيُّ قيمَةٍ تُرْجَى لِحَياتِنا..
وَأيُّ شَرَفٍ نَدّعيهِ..
في العَادَةِ..
يَترُكُ ذَلِكَ نُدُباً صَغيرةً
كالجُدُريِّ.. أوْ طَفَحَاً كالزّحَارِ
وفي أغلَبِ الأحْيانِ..
لا شَيءٌ..
مَا الذي يُقلِقُكَ يَا عَزيزي..
إذا كانَ ثَمَّةَ قيمَةٌ لِبَقائِنا..
فَهُوَ أمْرٌ جَيِّدٌ..
وَإنْ لم يَكُنْ كذَلِكَ..
فَسَنَمْضِي أيْضَاً..
مِثْلَ كثيرينَ..
دُونَ انتِظارِ قرَارِ عَفْوٍ..
يَضَعُ شُروطاً جَديدَةً لِحَياةٍ
غَيْرَ مَرْجُوَّةٍ
لا دَاعي لِلْقَلَقِ..
لا بُدّ أنَّ أمَّكَ كانتْ تُحِبُّكَ كثيراً..
لِذَلِكَ لم تَتَرُكْكَ وَحيداً..
مَا الّذي سَتَفْعَلُهُ
لَو لم أكُنْ..
أقصُدُ لو كنتَ وَحْدَكَ
أيُّ شُعُورٍ كانَ يَنتابُكَ إذنْ..هَلْ رَأيتَ؟..
أنَّنا مَحْظوظانِ..
حَتَّى لَو اخْتَرْنا التّسَلُّلِ
من ثقبٍ في السَّفينَةِ
إلى أيِّ جَبَلٍ آخَرَ..
أوْ جَناحٍ طائِرٍ..
فذلِكَ لن يُغيّرَ
في الأمْرِ كثيراً..
الأثنين 11/2/02
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟