أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - من الهيبيزم إلى ثورة الهيب هوب..














المزيد.....


من الهيبيزم إلى ثورة الهيب هوب..


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 15:38
المحور: كتابات ساخرة
    


في عز ثورة الهيبيزم ، وسنواتها التي لا تنسى و المحفورة في تواريخنا الشخصية والنفسية،لم يكن منا من يعتقد أن شيئا آخر أو تمظهرا مختلفا للشباب المتمرد على القيم البالية المتجاوزة سيظهر بعدها.. فأقصى ما يمكن أن نرى فيه شبابنا هو امتطاؤهم صهوة جواد الهيبيزم الجامح و الوصول إلى الوودستوك !!
ولازال الكثير من شباب الستينات و السبعينات ،يحن ،أو يذكر بالخير الأيام التي كان الواحد مهووسا بموسيقى البينك فلويد و بوب مارلي و البتلز و الرولينغ ستونز...إلى حد الإعتقاد أحيانا بأن لا موسيقى بعد كل هؤلاء.. و أحيانا يبوح لمجايليه أن الأمر فيه متناقضين :إما أن تلك هي الموسيقى أو أنه قد تجاوزه الزمن !
لكل زمان زمانه ، وموسيقاه ،و أفكاره و لباسه. فشباب الهيبيزم شباب ثائر على قيم رآها متجاوزة لوجوده ،فثار عليها بالابتعاد أو الإنعزال إلى عالم صنعه الهيبي لنفسه في خلوة جبلية يتأمل فيها دخان الماريخوانا أو رائحة لفافات النكعة الصافية ! ينصت بإمعان لكلمات الأغاني الأقرب إلى رومنسية الجنة ! ويحفظ عن ظهر قلب النوتات الموسيقية الحاملة للروح أبعد من رؤية القمع و التسلط الأبوي في المنزل و الشارع العام !
كثير من الشباب آنذاك اختاروا التمرد بالسراويل الضيقة الحزام و الواسعة من الأسفل،أما الشعر فقد كان يترك لحريته إلى أن يصل إلى ابعد نقطة في المستوى ! حين يرى الواحد منهم الآن صوره القديمة فهو لا يستطيع أن يخفي حنينا ممزوجا بضحكة يود لو تنطلق قهقهاتها إلى ابعد من جدار الصوت ! إن الصورة القديمة الآن مضحكة ، لكنها لم تكن كذلك حينها ! كانت ثورة اندمجت مع واقعها !
كانوا يريدون تغييرا ما ، لكنهم عبدوا الطريق بتغيير ذواتهم أولا !
و اليوم ، نفس الرؤية ربما أو أكثر ،و نفس التفكير أو أحسن ، نجده عند شبابنا الثائر من أقصى بلاد العرب إلى أقصاها. فثورة الشباب لها ما يكفي من حمولة الهيب هوب هذه المرة ! فمن يثور الآن شباب اختاروا السراويل الفضفاضة إلى درجة أنها لم تعد لها تلك الوظيفة ذات حمولة و ثقافة ستر العورة ! وقمصان كنا نعتقد في السابق أنها مخصصة لأناس لهم أجساد أسطورية ! ولم يعد للشعر مكان في الهواء الطلق بعد أن تخفيه قبعة مقلوبة الإتجاه !
إنها طريقة في الحياة ،و الأهم أنها تعبير عن شيء ما ،لم نفهمه و لم تفهمه الأنظمة فاندلعت الثورة ! فهؤلاء الشباب، أكثر نضجا في نظري على مستوى الفعل الذي لم يصل إليه ثوار الهيبيزم في العقود السابقة ..
هرب الهيبي من التسلط الأبوي والدولتي إلى دواخله ،وفضل الانكماش في مواضيع أشبه بالوحي منها إلى واقعه ! ظل يحلم بعالم مثالي يتصوره مع جون لينون ، ويدخنه مع الويلرز و صعقات الهارد روك ! إلى أن انتهى إلى ما يشبه الجنون و الابتعاد الكلي عن الفعل في مجتمعه !
إنه يتفوق ،فعلا، على شباب الهيبهوب في فعل القراءة و فهم ما يجري ،لكنه لم يفعل بالمقدار الذي يزعزع وثوقيات المجتمع و الدولة !
أما الهيهوبيون ،فهم انطلقوا بعد الملل الذي يصيبهم بالسرعة ذاتها لدى الشباب في كل زمن إلى الفعل ، و لم يقفوا عند حدود التكنو و الراب بل نزلوا للشارع في تحد صارخ لإفتراضية الفيسبوك ! هم أبناء السرعة و التكنولوجيا و الثورة العارمة ،لذلك رأينا أنظمة عتيدة تنهار في مصر و تونس تحت سراويلهم الفضفاضة و أحذيتهم الرياضية..أنظمة تنهار بلا كفاح مسلح أو خلايا ثورية أو حرب عصابات.. قتلتها فأرة الانترنيت و أغاني الراب !!
لا أخفي أني من إعجابي اطلعت على عوالم ثوار الهيبهوب ،و حاولت تقمصها و نجحت في كل شيء إلا في اللباس ! فجسدي لم يتوافق بتاتا مع سروال فضفاض و قبعة مقلوبة للجانب الأيمن أو الأيسر ! وصورتي المضحكة بعد اللباس جعلتني أعترف أن لكل زمان شبابه ،وما علينا إلا الإنصات لنبضهم حتى لا نجعلهم ينفرون إلى الانعزال و الثورة الداخلية التي أرسلت أغلب أحبابنا إلى قاعات العلاج الكيميائي !



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايميلات مزعجة !!
- سيكولوجية القرعة* !!
- الجريدة الأكثرمبيعا في المغرب..
- الأرض فيها العطر و النساء..
- القرقوبي في لسان العرب!!
- خيل الحكومة..
- حين يغضب فبراير!
- الشعب يريد..البارصا و ريال مدريد!
- شعوب سكر زيادة!
- الحطيئة رجل مبدإ..
- الويفي مطلب شعبي!!
- البعوضة كائن رأسمالي !
- تصديرثورة و استيراد دستور !
- عقدة المعلم!
- الديكتاتور و المرآة..
- شعب يحب الألوان..
- العصيان الزمني بالمغرب!!
- بلاد لا تستحق الأنوثة
- ثورة أساتذة في الأفق لمن يريد أن يفهم..
- كيف تصبح شاعرا دون معلم !


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد المراكشي - من الهيبيزم إلى ثورة الهيب هوب..