|
خطة شارون وأليس في بلاد العجائب! لماذا نرفض خطة شارون المعروفة بـ خطة الانفصال
عصام مخول
الحوار المتمدن-العدد: 998 - 2004 / 10 / 26 - 11:49
المحور:
القضية الفلسطينية
خطة شارون و أليس في بلاد العجائب ! لماذا نرفض خطة شارون المعروفة بـ خطة الانفصال عصام مخّول
اعطاء أجوبة مبسّطة وتسطيحية على أوضاع مركبة، يحمل في طياته أخطارًا كبيرة، خاصة في لحظات الانعطاف التاريخية. فالأوضاع المركبة لا يمكن التعامل معها الا من خلال أجوبة مركبة تتجاوز المعهود، وتقرأ العمليات السياسية والاجتماعية التاريخية في حركتها، بل تحدد موقفها منها من خلال تحديد وجهة هذه الحركة والديناميكية الناتجة عنها ومحيطها الذي تستطيع أن تدور فيه، خاصة في ظروف الانفلات، والتعثر الذي يميز قواعد اللعبة السياسية، وقوانين العلاقات الدولية، ومصادر الشرعية الدولية في عالم تتحكم فيه المصالح الاستراتيجية الامريكية وتحاول ان تصوغه من جديد على شاكلتها ومثالها ومقاساتها.
هناك من يتساءل عن المبررات التي دعت المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي، ومن ثم سكرتارية الجبهة الى اعلان الموقف المعارض "لخطة شارون" المسماة "خطة الانفصال عن قطاع غزة" والقرار بالتصويت ضدها في الكنيست الاسبوع القادم، خصوصًا وان الحزب الشيوعي ومنذ موقفه من قرار التقسيم عام 1947 استطاع ان يؤسس مدرسة في الواقعية السياسية، التي لا تنتظر جانبًا الى ان يتم تقديم الحل الكامل والعادل، على مقاس البرنامج السياسي الذي يطرحه الحزب، بل يعرف ان يتمسك بالفرصة السانحة للتحرك ولو جزئيًا نحو الحل، يراكم من حولها الانجازات مدماكًا تلو مدماك، من اجل تحقيق الحل الكامل والعادل والنهائي.
ونستطيع ان نقول ان تاريخ الحزب الشيوعي حافل بالمواقف الدقيقة، والتي استطاع فيها، والى جانبه الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، ان يميز بين العمليات السياسية التي تحمل في طياتها القدرة على دفع الحل السياسي والسلام العادل في المعادلة الاسرائيلية الفلسطينية الى الأمام، وبين تلك التي تعيق هذا الحل وتعمل على تشويهه. فالحزب الشيوعي والى جانبه الجبهة، رفض اتفاق كامب ديفيد بين مصر واسرائيل عام 1979 ليس لأن الحزب والجبهة لا يوليان أهمية لانهاء احتلال سيناء واعادة الارض المصرية الى أصحابها الشرعيين، بل لأن اتفاق كامب ديفيد، وضع الانسحاب من سيناء بديلا للحل العادل لقضية الشعب الفلسطيني، واشترط حلها ليس في اطار حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير في دولته المستقلة، بل في اطار حكم اداري ذاتي، وتقاسم وظائفي بين اسرائيل والدول العربية المحيطة. فقد شكل اتفاق كامب ديفيد وبالرغم من تفكيك مدينة "يميت"، واعادة المستوطنين، عائقًا اما العملية السياسية وأمام الحل السلمي في حينه ومقدمة لحرب لبنان عام 1982 التي قادها شارون لتصفية القضية الفلسطينية وقيادتها الوطنية والقضاء عليها نهائيًا وتاريخيًا.
وبالمقابل، لم تكن اتفاقات اوسلو التي وقعها يتسحاق رابين وياسر عرفات، تحتوي على جميع الثوابت والأسس التي تمسك بها الحزب الشيوعي والجبهة، للحل العادل والدائم والثابت للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، فلا قضية الحدود ولا قضية اللاجئين، ولا قضية القدس، ولا قضية المستوطنات ولا آلية الانتقال من مرحلة الى اخرى كانت تروق لنا لكن ذلك لم يمنع الحزب الشيوعي والجبهة من تأييد الاتفاقات، ولعب دور محوري في اطار الجسم المانع لضمان تمريرها في الكنيست وضمان استمرارها. فقد اعتبرنا وبحق ان الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية – الشريك الفلسطيني لأي حل، والانسحاب من مناطق محتلة بالاتفاق- مع "شريك فلسطيني" وبناء الثقة بين الجانبين، خطوة أساسية ودافعة الى الأمام، لبناء أسس أوضح وأثبت وأكثر تفصيلاً للحل السياسي وللسلام العادل. ولم نتردد في ان يكون الجسم المانع الذي بادرنا اليه ركيزة حكومة رابين التي قادت اتفاقات اوسلو والمرحلة الانتقالية وعلى عكس اتفاقات كامب ديفيد – كان لوجود الشريك الفلسطيني – في صلب اتفاقات اوسلو ووجود قوة سياسية في اسرائيل نطرح بديلا للاحتلال، الى جانب ادارة امريكية خارجة من حرب الخليج عام 1991 تبحث عن تهدئة في منطقة الشرق الاوسط. كان لكل ذلك ان يوفر الشروط الضرورية لدفع الحل السياسي الى الأمام ولخلق أجواء جديدة وآفاق جديدة في أوساط الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني وكان من الطبيعي ان يدعو الحزب الشيوعي الى تلقف هذه الاجواء واستثمارها في مسيرة السلام الطويلة. ان حكومة نتنياهو عملت على عرقلة العملية السياسية التي انطلقت من اوسلو وأيدها الحزب الشيوعي وأيدتها الجبهة. لكن ايهود براك الذي شكّل حصان طروادة في معسكر السلام، هو الذي اغتال هذه العملية، وغرر بالمجتمع الاسرائيلي وبمعسكر السلام بشكل خاص فيها، وبالرأي العام العالمي، ليعيدنا الى نقطة الصفر مستنتجًا انه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام وللحل السياسي... وبهذا المعنى لم يكن شارون هو الذي جلب الخيار العسكري، لكن خيار الحل العسكري الذي فرضه براك هو الذي جلب شارون الى الحكم.
لقد انقض شارون على الفرصة التي أعدها له براك، وأقام حكومته، على انها حكومة الخيار العسكري، وعلى مبدأ: "أعطوا الجيش فرصة الانتصار"، واعتبر شارون ومعسكر اليمين وما زال يعتبر أن دوره التاريخي ودور حكومته، هو وقف عملية اوسلو والقضاء على كل ملامحها، ونتائجها وفي طليعتها "السلطة الفلسطينية والمؤسسات السياسية ولاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني. واعتبر شارون ولا زال يعتبر ان حكمه هو الفرصة التاريخية رُبما الاخيرة لوقف العملية التاريخية الجارية نحو الدولة الفلسطينية المستقلة. وانها الفرصة التاريخية وربما الاخيرة لانقاذ الاحتلال والاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 196، وخصوصًا في الضفة الغربية او ما يطلقون عليه "يهودا والسامرة" و"أرض الآباء والاجداد وان شارون لم يتنازل عن هذه الفرصة لاجهاض الحل السياسي، بل هو يتمسك بهامن خلال خطته للانفصال اكثر من أي وقت مضى.
* سقوط خيار شارون، والهروب الى "خطة الانفصال"! * بعد مرور أربعة أعوام على الحرب الشاملة التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني في محاولة لتركيعه واخضاعه للاملاءات الاسرائيلية احادية الجانب، تطغى القناعة لدى الرأي العام العالمي، ومن ضمنه الأكثرية الساحقة من الاسرائيليين، بان الخيار العسكري قد فشل في تحقيق أهدافه السياسية، بفعل صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته، وان حكومة شارون وبعد ان اعطت الجيش كل الفرص للانتصار وغطّت على جرائمه، لا زالت غير قادرة على الانتصار وحسم الصراع عسكريًا. وبات اكثرية الاسرائيليين، والرأي العام العالمي ينتظرون، ان يترافق الاعتراف بفشل الخيار العسكري، بالعودة الى الخيار السياسي، والى طاولة المفاوضات، والى الشريك الفلسطيني، والى التعقل والى الشرعية الدولية، وتطبيق الاتفاقات المبرمة وسحب الجيش الى مواقعه في اكتوبر 2000 وتطبيق خارطة الطريق. لكن شارون، قدم "خطة الانفصال احادية الجانب من قطاع غزة" لتكون بديلا عن العودة الى الحل السياسي ومهربًا من المفاوضات والشريك الفلسطيني. لقد أبرزت استطلاعات الرأي في اسرائيل أن غالبية الاسرائيليين مستعدون لازالة المستوطنات في اطار حل سياسي، فجاء تحرك شارون في خطته ليقطع الطريق عل هذه الاكثرية، ليجهض الفرصة الناشئة وليختطف القناعة السائدة بامكانية الفرصة السياسية، الى مكان آخر، الى برنامج الانفصال عن غزة مستغلاً غياب بديل حقيقي للحكم قادر ان يطرح بديلاً سياسيًا، في ظل الغياب البائس لحزب العمل وتأثيره، والذي بات سقف تطلعاته لا أن يكون بديلا لشارون وحكمه، وانما ان يكون بديلا لأحزاب المستوطنين في داخل حكومة شارون وفي اطار سياسته. ان خطة الانفصال، لا تقترح انهاء الاحتلال حتى في غزة بل اعادة ترتيبه. لانها تحفظ لقوات الاحتلال السيطرة العسكرية الكاملة، على حدود قطاع غزة في البر والجو والبحر، وتغلق على سكان غزة في سجن كبير، وتلقي بالمفاتيح في جيب شارون. وتحفظ لاسرائيل الحق في التدخل العسكري، متى رأت ذلك ضروريًا. ان خطة الانفصال التي يقترجها شارون تأتي لتخليص الاحتلال من الشعب الفلسطيني من دون تخليص الشعب الفلسطيني من الاحتلال، ان ما شهدته غزة من مجازر في الأسابيع الأخيرة يشكل الترجمة العملية لهذه الخطة وصورة عن الوضع الذي تدفع في اتجاهه. ان خة شارون للانفصال لا تأتي جزءًا من عملية سياسية، بل تأتي بديلا لأي عملية سياسية قد تطرح في المستقبل.. ليست جزءًا من انهاء الاحتلال في الضفة الغربية وغزة، بل بديلا لانهاء الاحتلال، وتعميقا للقمع والاستيطان في الضفة الغربية، وهي توفر فرصة ذهبية لشارون لانتزاع اعتراف دولي، واعتراف من معسكر السلام في اسرائيل بشرعية بقاء المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية، وهي ليست خطوة نحو بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، بل مقبرة لهذه الفكرة وهذا الحل.. وهي ليست خطوة نحو العودة الى المفاوضات بل بديلا لها وانتزاعًا للاعتراف بعدم وجود شريك فلسطيني في هذا الجيل. وعدم الحاجة الى هذا الشريك.
* دور اسرائيل: الاستراتيجية الأمريكية بديل للحل! * لقد اجمع المحللون، أسوة بمستشاري شارون على ان "خطة الانفصال" جاءت ردًا على مبادرة جنيف في العام 2003 وفي أعقابها، لتقطع الطريق على البعد الأساسي في مبادرة جنيف وسقوط مقولة الثنائي براك – شارون، بعدم وجود شريك فلسطيني للحل السياسي. فقد فرضت مبادرة جنيف خطابًا مناقضًا، في صلبه ان هناك شريك للسلام في كلا الشعبين وان هناك برنامجًا سياسيًا قادرًا لأن يكون أساسًا للحل. لقد جاءت مبادرة شارون وخطة الانفصال لتجهض فكرة وجود شريك فلسطيني وتغلغل وفكرة الحل القادر على التجاوب مع مصالح الشعبين. وهذا هو الحد الفاصل الحقيقي بين تأييد الحزب الشيوعي والجبهة لمبادرة جنيف برغم قصوراتها، ورفضه "لخطة الانفصال" برغم الحديث عن ازالة المستوطنات في قطاع غزة، واعادة ترتيب الجيش خارج حدودها. ان ما يبتغي شارون من "خطة الانفصال" "جل أن يسمى"، ان ما يبتغي ليس انهاء الاحتلال، بل انقاذه، وخلق ظروف جديدة لمواصلة القمع والاستيطان وفي الوقت نفسه القضاء على القضية، واسقاط مسالة الدولة وحقوق الشعب الفلسطيني، وتوجيه اللوم الى الجانب الفلسطيني بحجة ان اسرائيل قامت بما يمكن ان تقوم به. لقد كانت اتفاقات كامب ديفيد عام 1979 مقدمة لحرب شارون على لبنان تحت اسم "سلام الجليل"، مثلما ستكون خطة الانفصال مقدمة لتعميق الاحتلال، وتأجيج حروب جديدة في المنطقة في اطار دور اسرائيل في الاستراتيجية الامريكية الكونية. ان اخطر العوامل التي ترافق خطة الانفصال – ان الادارة الامريكية في اطار برنامجها للهيمنة على العالم لا تجد مصلحتها في حل حقيقي وعادل لقضية الشعب الفلسطيني، بل تبني على دور اسرائيلي يتطلب ابقاء المنطقة على فوهة بركان، واظهار امريكا كمن يعمل على دفع الحل، شريطة ألا تعرقل مخططات حكومة شارون ومعالم الحل القادرة عليه. فقد كتب البروفيسور المتنفذ برادلي تاير، في دراسة استراتيجية حول: "السلام الامريكي والشرق الاوسط – المصالح الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة بعد الحادي عشر من ايلول صادرة عن مركز بيغن – سادات فقال: "ان على الولايات المتحدة ان تظهر بمظهر من يعمل الكثير لتهدئة الصراع، من دون ان تتحرك فعليًا بأي خطوة قد تمس أو تقلل من أمن اسرائيل. تمامًا مثل الملكة الحمراء (بنت الكبة) في لعبة الورق، في قضية "أليس في بلاد العجائب" التي تجد نفسها مضطرة للركض أسرع وأسرع بينما تبقى ف مكانها، فالولايات المتحدة عليها واجب الدفاع عن أمن اسرائيل (كانه المهدد ه.م)، بينما تعطي الانطباع بأنها تضغط على الجانبين لقبول خارطة الطريق".
ان غياب الشريك الفلسطيني عن "خطة الفصل"، وغياب ضغط معسكر السلام البديل في اسرائيل المنغمس في الاطراء لشارون، وغياب الموقف الامريكي المعني بالوصول الى حل في المرحلة المقبلة، والفرصة التاريخية التي لا زال يتمسك بها شارون لاسقاط الحل السياسي والدولة الفلسطينية وانقاذ الاحتلال، تجعلنا نقرأ في ملامح "خطة الانفصال" الحرب القادمة في بلاد العجائب فمن سيتحمل المسؤولية عنها؟!
#عصام_مخول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيت جن
-
هناك تحالف بين الجبهة وبين النضال البيئي
-
الاتحاد)) يوميات شعب وأمل يتجدّد نحمل ((الاتحاد)) راية مشرقة
...
-
2003 عام مناهضي الحرب والقطب البديل
-
الحرب لصالح المستوطنات- والطريق لسلام اسرائيلي- فلسطيني
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|