أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الأمطار الغزيرة .. فضحَتْنا














المزيد.....

الأمطار الغزيرة .. فضحَتْنا


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 11:25
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما يَجد الجد ، تظهر الحقيقة عارية ، من غير رتوش وتزويق .. ولَما شاءتْ الطبيعة ان تختبر مصداقية حكوماتنا ، سواء في العاصمة بغداد أو في المحافظات ، في اليومَين الماضيين ، من خلال سويعاتٍ من هطول أمطارٍ غزيرة .. فأن " كفاءة " الإدارات أثبتتْ عجزها ، وفشلها المُريع في التعامل ، مع هذه الظروف المناخية [ البسيطة ] جداً ، مُقارنةً بما يحدث من عنف الطبيعة في الكثير من دول العالم . فمن كربلاء والبصرة جنوباً الى أربيل وسنجار وربيعة ، مروراً ببغداد .. فأن الكثير من شوارع العاصمة " التي ماشاء الله تستعد لإستقبال القمة العربية " ، قد غرقتْ في المياه ، بل ان السيل دخل الى البيوت أيضاً ... وفضحتْ كاميرات المحطات التلفزيونية ، مئات بل آلاف أكواخ الطين المنتشرة في قُرى النجف وكربلاء " المُقدستَين " ، التي يقطنها الفقراء والمعدمين .. بيوت الطين هذهِ التي تهّدمتْ على رؤوس قاطنيها من جراء الامطار ، هَل هنالك مَنْ هم أكثر منهم إستحقاقاً لنَيل دعم أموال الخمس الطائلة التي تتكدس في مراقد الأئمة ؟ حتى لو لم تقم الحكومة المحلية والبلديات ، بأداء واجباتها المُفتَرضة ؟ أم ان تصارع أحزاب الاسلام السياسي المُسيطرة على الحُكم في كربلاء والنجف والجنوب عموماً ، تصارعها على السلطة والنفوذ والاموال ، أنْسَتْها القيام بواجباتها ، تجاه الجماهير التي إنتخبتْها ؟
الخسائر الفادحة التي ألحقتها السيول والامطار ، بالعديد من قُرى سنجار وربيعة وزُمار .. لا سيما دور الفقراء ، وغرق الاراضي الزراعية وهدم البيوت .. يدلُ على فشل الحكومة المحلية في القيام بواجباتها ، وعجزها عن تنفيذ وعودها .. إذ ان إحتكارها للسلطة المحلية ، وصراعاتها الجانبية مع منافسيها ، جعلَتْ تحسين الخدمات وتطوير البُنية التحتية ، من الأمور الثانوية غير المُهمة في الواقع .
ان مُجّرد تواجد الكثير من أكواخ الطين ، التي يقطنها العراقيون الفقراء ، في العديد من القرى والارياف في كافة أرجاء البلد ... وكذلك أحزمة البؤس والعشوائيات المحيطة بالعديد من المدن والعاصمة بغداد .. ينسف " إدعاءات " المسؤولين والساسة ، حول تنفيذهم لمشاريع التطوير والتنمية ، خلال السنوات المنصرمة . حيث ان كُل غنى وثراء العراق وموارده وأمواله الطائلة والمساعدات الاجنبية التي حصل عليها ، طيلة ثمانية سنوات ... والتي كانتْ ستكفي لإعمار العراق من جديد وتوفير أحسن الخدمات لعموم الشعب .. لو اُديرتْ هذه الموارد بأمانة وحصافة . لكن الذي حصل .. هو إنتفاخ كروش طبقة الطفيليين والمسؤولين الكبار ، وتضخم أرصدتهم في البنوك الاجنبية ، وإنتعاش الفساد بأنواعه .
إنعدام شبكات المجاري والصرف الصحي ، أصلاً ، في المدن .. وسوء تنفيذ الموجودة منها .. يؤدي الى إنسدادات وبالتالي فيضان الشوارع والطرق . أما في معظم مناطق اقليم كردستان ، فان عدم إنشاء السدود الصغيرة في الكثير من الاماكن المُلائمة لذلك والسهلة التنفيذ .. أدى الى عدم الاستفادة من هذه الامطار الغزيرة ، حيث انها تُعّري التربة في المناطق المرتفعة والجبلية ، ونتيجة سرعة السيل وقوته ، يتجه نحو المناطق السهلية البعيدة .. فمن الناحية العملية ، حتى إستفادة الخزانات الجوفية قليلة ومحدودة . مئات الوديان الصغيرة في الاقليم ، من الممكن تحويلها الى خزانات لمياه الامطار ، والاستفادة منها في مختلف المجالات الزراعية والسمكية والسياحية ، ناهيك عن التأثير الايجابي على البيئة المحيطة بصورةٍ عامة .
.....................................
الجوانب السيئة لهذه الامطار الغزيرة في الايام الاخيرة ، كانتْ ، تدمير المنازل الطينية وغرق الاراضي المزروعة ، وتشريد العديد من العوائل ، وحتى حدوث بعض الخسائر البشرية . والجانب الايجابي ، كان التخلص من الغبار الخانق الذي غطى أجواء العراق عامة ، خلال الفترة الماضية .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثيل النُجيفي واللعب الخطر
- حكومتنا .. و - المَلا سيسو - !
- ماذا ينقص - ديمقراطيتنا - ؟
- مبروك .. عيد رأس السنة الإيزيدية
- حكومتنا .. والحَرُ والبَرد
- رؤساءنا لا يلعبون ولا يُغَنون !
- صناعة الحرب
- ثورات المنطقة .. بعض الدروس
- أعمدة الفساد الأربعة
- وعود الحكومة العراقية
- علاوي والهاشمي ..مثل الساعة السويسرية !
- ألمالكي وبَرْهَم .. تَرَكا القراءة !
- العراقيون في سوريا .. في خطر
- قنابل موقوتة بأمرة مُقتدى
- 9/4 يوم تحرلال العراق
- السفرات المَدرسية
- الإرهابيين العَرب في العراق
- دولة قَطَرْ العُظمى
- على هامش حرق القرآن
- أقليم كردستان .. بين السُلطة والمُعارَضة


المزيد.....




- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...
- الوراقة المغربية وصناعة المخطوط.. من أسرار النساخ إلى تقنيات ...
- لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إ ...
- فيديو.. -انتحاري- يقتحم المسرح خلال غناء سيرين عبد النور


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الأمطار الغزيرة .. فضحَتْنا