أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - ذبحوا الشعب














المزيد.....

ذبحوا الشعب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 01:44
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل بدء الهجوم بيوم واحد اجتمع الجيش مع قائده العظيم الذي ليس كمثله قائد فكل القادة ملهمون من وعي الشعوب التي يحكمونها ما عدى قادتنا العرب الملهمون من السماء وهذا سر تعذيبنا وقتلنا والاستهتارُ بنا, ولو كانوا يستمدون سلطانهم من وعي الشعوب وإرادتهم الحرة لَما أمعنوا فينا ذبحاً وتقتيلا ,وهم بنفس الوقت قاده المؤبد الأبدي الذي يدوم ويدوم ويدوم أكثر مما تدوم المساحيق العادية والألوان الطبيعية على أسطح الملابس الصيفية , وأكثر مما تدوم الشمس والأقمار والكواكب, واقترب القائد منهم خطوتين إلى الأمام وردد الجيش خلف كل خطوة خطاها (يعيش يعيش يعيش) شكرهم القائد على جهلهم وتخلفهم ووعدهم ببيت دعارة يوم القيامة وقال لهم الشيخ الذي يمشي معه: لكل مؤمن يوم القيامة 100عاهره و100غلام وأنهار من وسكي الشيفاز ..إلخ , وشكرهم على عنفوانهم وشكر ألله على وحوشه التي خلقها له من الوديان ومن الصخور ومن الجبال التي لا تفهم ولا تستفهم وحوشا كاسرة لا تسألُ لا عن الحرية ولا عن الديمقراطية ولا عن المساواة ولا تهتم أبدا بحقوق الإنسان , إنها وحوش تضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات وتستطيع أن تسحق أي إنسان تحت أقدامها وكأنها تسحق نملةً أو صرصورا لا راح ولا إجا, خطب القائد فيهم خطبته العصماءَ وأنشدهم كلمات وثنية وخطابا جماهيريا شعبيا قويا وذكرهم بمعارك الصمود والتحدي كلها من أولها إلى آخر قطرة دم على تراب أرض الوطن الطهور التي صَمَد فيها منذ عشرين عامٍ هو وزبانيته, وعن الوحدة الوطنية ووحدة الصف والهدف وكان الجيش يصعق خلفه كما تصعق القرود وكانوا يصفقون خلف كل سطر أو سطرين يقولهما كما يصفقُ الدجاج, وكانوا يقولون له (مععععع)أي أنهم كانوا يُمعّون , وحدثهم عن ذكرياته الدموية وعن فك النزاعات بالآلات الحربية فهتف الجيش باسمه وبايعوه على القتل وعلى الخيانة وعلى اغتصاب النساء وترميل النساء وعلى تيتيم الأطفال وعلى حرق الأخضر واليابس, وقبل أن تبدأ المعركة شرب الجيش نخب النصر مع قائده العظيم كان النخب عبارة عن خطاب القائد الحماسي الذي يحث الجيش على ارتكاب أبشع صور الشر في الشوارع والممرات الضيقة, وفي صباح اليوم التالي كان الجيش ما زال في سكرته ولم يصحو منها بعد وكان تأثير الخطاب فيه ما زال قويا لدرجة أن كل عسكري نسي أمه وأبيه وأخيه وصاحبته وصاح الجيش وهو ما زال في سكرته (ألله الوطن الرئيس) ولم ينسى الجيش أيضاً أنه تربى قبل دخوله الجيش في شوارع الوطن وما زال يحتفظ بأخلاقيات الشوارع وطرق التعامل مع الناس وما زال أيضا الجيش يتعامل مع الناس كما يتعاملُ أبطال الشوارع مع الناس الشوارع بأخلاق الشوارع ونكات وغضب وضحك واستهزاء الشوارع , ثم هجموا على الناس وعلى الأطفال وكانت أصوات الجنود تتعالى كلما شرب أحدهم لترا من الدماء التي سفكوها على الطريق, كان الجيش يشرب ويزداد سكرا وكان الجنود يرقصون على الدبابات وكأنهم يرقصون في ملهى ليلي, كانوا يتبارون مع بعضهم البعض أي واحد منهم سيغلب الجميع في القتل وفي السرقة وفي التعذيب دفاعا عن ألله والوطن والقبيلة المتخلفة عقليا وفكريا واجتماعيا, وكانوا يتنافسون على أيهم من يستطيع قنص الناس وهم في الشوارع والقنص من على أسطح البنايات المرتفعة والعالية وكان الفائز الأول جندي قد ابتلع عشرة أطفال وعشرة نساء وعشرة شيوخ وأجبر عشرة آخرون على الزحف في الشارع عراة لا شيء يسترهم ولا يستر أعضاءهم التناسلية, في ذلك اليوم فضح الجيش عرض الشعب, وفي ذلك اليوم اغتصب الجيش عرض الشعب, وفي ذلك اليوم لعن الجيش أخت الشعب, ولطالما كان الأمن المدني يفضح في عرض الشعب وطوله في معركة هادئة لا يسجلها أحد ولا تطولها أي وسيلة إعلام, لقد مارس القائد خبثه ودهاءه أكثر من مليون مرة على الصامت وبحركات صامتة.

الجيش ينتشر في الشوارع والجنود مثل الحيوانات المفترسة تنتشرُ في الشوارع يغتصبون ويسرقون وينهبون, وتكادُ أن تسمعَ أصوات زعقهم وصراخهم من بعيد وهم يتناولون وَجَباتهم المفضلة ومن رأى مشهدا للضباع وهي تأكل في فريستها حية وسمع صراخ الضباع وصراخ الفريسة لا يستطيع أن يميز صوت الجنود الحيوانات وهم يأكلون الشعب من الخلف ومن الأمام وعلى الأطراف ومن على الجنب ومن على اليمين ومن على اليسار, وكم رأيت أناساً أكلَ نصفهم وهم ما زالوا على قيد الحياة وكم رأيتُ أناساً أكلَ ربعهم وهم ما زالوا على قيد الحياة, كان المنظر وما زال بشعا جدا الكل يأكل في الشعب والكل يحاول خنق الشعب وكل فرقة من فرق الجنود تقتل وتقطع اللحم على طريقتها, فمنهم من أكل الشعب على طريقة إنهاك الضحية وإتعابها وإرهاقها وإجبارها على الاستسلام كما تفعل الذئاب المتشردة والمُنظمة في عملية الصيد فيحاصرون الضحية من كل الاتجاهات أو يحاصرون مجموعة من الضحايا ثم يختارون أضعفها وأقلها لياقة بدنية, ومنهم من قتل الشعب مباشرة من خلال حصاره والالتفاف عليه وخنقه وعصره كما تفعلُ الأفاعي العاصرة (الأصلة), لقد تفننوا في ذبح الشعب وقتله, فمرة قتلوه بالعهر, ومرة بالوقاحة وقلة الأدب, ومراتٍ عدة قتلوه وهو يدافع عن مصالح أبناء الزنا وأصحاب المصارف الربوية والمصالح الفاسدة, وجيوش جرارة تهبُ هبة رجلٍ واحد للدفاع عن مصالح الحيتان والدركولات مصاصي الدماء, إنهم يقتلون الشعب المسكين ويذبحونه بشتى وسائل الذبح والقهر والإذلال من خلال الحصار بآلة الحرب ومرةً يقتلوه من خلال خنقه اقتصاديا وذات مرة خنقوه وقتلوه أمام عيون الملايين من خلال تلويث مياهه التي يشربها ومن خلال تلويث أغذيته وهواءه ومن خلال إفساد معدته وعقله وفكره, وترى الناس كما أراهم أنا مأكولين من النصف ومن الطرف ومن الأسفل أو من الأعلى ولا يوجد بهم أي شيء غير بقية من نفس.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأنا سكران
- إما حكمي وإما حكم الآلهة
- الملوك والمدراء والرؤساء العرب
- طريق المواطن الأردني
- الحاكم والشعب والإله
- فوائد الصُحف الأردنية
- الثرثار1
- الثقافة تضطهدنا
- أخي الطيب
- كلي آلام
- الإنسان الآلي
- أنا الأردني الأصل
- روحي
- من سيطمع بالبنت الأردنية؟
- السوالف عن الناس الطفرانه
- هرمنا
- عسكر وحراميه
- اتجاهات
- من يوميات مثقف أردني4
- ماذا أعبد؟


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - ذبحوا الشعب