أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا صالح - انتفاضة الصعيد بعد سقوط النظام !














المزيد.....

انتفاضة الصعيد بعد سقوط النظام !


هويدا صالح
روائية ومترجمة وأكاديمية مصرية

(Howaida Saleh)


الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 23:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كان لافتا للنظر أن الصعيد ومنذ بداية ثورة 25 يناير المجيدة لم يقم بمظاهرات أو احتجاجات تُراكم على التظاهرات السلمية التي أوصلت شعب مصر إلى نيل حريته بتنحي الرئيس المخلوع في الحادي عشر من فبراير . لم تخرج مظاهرات في صعيد مصر مثلما حدث في السويس أو الإسكندرية أو المنصورة أو المحلة ،خرجت بعض التظاهرات المحدودة في بعض مدن الصعيد ، لكنها لم تتصاعد مثلما حدث في بقية مدن مصر ، وكان تفسيري للأمر أن المجتمع الجنوبي القبلي يجعل الناس تخضع لرأي كبار العوائل هناك ، وهم غالبا لديهم مصالحهم وترتيباتهم مع النظام السابق والحزب الوطني . أُهمل الصعيد كثيرا ، ولم ينل حقه من التنمية البشرية أو التنمية الاقتصادية ، والذي يذهب للصعيد ، ويتأمل المستوى الاجتماعي للناس هناك يعجب ويتصور أنه يعيش في مصر قبل أربعينيات القرن الماضي من تدني مستوى الصحة والتعليم والمشاريع التنموية ، ويزداد عجبه حينما يجد الناس قانعة وراضية ولا تثور ولا تحتج على هذه الأحوال اللإنسانية .ويكتفي عادة نواب الشعب من الجنوب أو الصعيد بتحقيق مصالح صغيرة لمنتخبيهم لدى هذا الوزير أو ذاك ، وكأن الناس انتخبت ذلك العضو / النائب فقط ليتوسط لواحد من أجل علاج على نفقة الدولة ، أو يتوسط لآخر من أجل دخول ابنه كلية الشرطة مثلا ، ولا يعتني النواب الأفاضل باية تنمية لهذه المساحة الشاسعة من الأرض والتي يتوطن عليها كل هذا العدد من شعب مصر الحبيب ، والناس ما تزال صامتة لا تثور ولا تحتج .
غياب قبضة الدولة عن الصعيد وانتشار الفكر القبلي للناس وخضوع الشعب الجنوبي لرءوس العائلات هناك جعل الناس طوال الوقت تُسيّد القانون العرفي في حل مشكلاتهم ، ولو كانت طائفية تنذر فتنة مثلما حدث في أكثر من مناسبة ، وكأن الناس هناك بمعزل عن القانون وسيادته ، وكأن الجلسات العرفية يمكن لها أن تحل محل سيادة الدولة ، ونتيجة لقبضة القانون الضعيفة هناك جعل رجال الشرطة يتهيبون الذهاب للصعيد ، ومن يعاقب من قيادات الشرطة يُنفى لهناك ، كذلك كانت الشرطة تتعامل مع الناس هناك بأقل قدر من حقوق الإنسان ، فيزداد القهر والعنف ، ويزداد كذلك خروج الناس على رجال الأمن .
صار الصعيد مرتعا لما يُسمى بالفتنة الطائفية ، وصارت بعض مناطق الصعيد تعيش على بركان مشتعل لكنه يختفي تحت رماد هش يتطاير ذلك الرماد لأقل هبة ريح وتشتعل الفتن ، وأذكر بأحداث " الكشح " و" نجع حمادي" وغيرها من أحداث فردية أو جماعية ، ومن جملة الأخطاء التي لا تُغتفر للنظام السابق أنه يحاول أن يُرضي الأقباط حتى يُثبت أنه لا يوجد تمييز ضدهم ، وأنه يُحافظ على حقوقهم ، فيواصل فرض محافظين أقباط على مناطق بعينها يمثلون " كوتة " مثل كوتة المرأة ، وقد كان من نصيب محافظة قنا أكثر من محافظ قبطي ، وفجأة يهب هذا المجتمع الذي كان هادئا إلى حد ما أثناء ثورة 25 يناير، تشتعل فيه نيران التظاهرات ، ولم تكن تظاهرات سلمية ، بل تحولت لقطع الطرق السريعة الموصلة للعاصمة والتي تربط القاهرة بأسوان والأقصر وبقية الصعيد ، إذن لنتوقف قليلا ما الذي أوصل الأمر لهذا العنف ؟ لماذا يثور أهل قنا على هذا المحافظ القبطي ، هل لأنه قبطي ولا يريدون أن يحكمهم ، أم لأنه رجل شرطة كان له موقف معادٍ من ثورة 25 يناير ؟ هل فرض عليهم المجلس العسكري ذلك المحافظ كنوع من كوتة الأقباط ؟ أم ترضية لضباط الشرطة وقيادات الداخلية التي لم تمارس عملها المنوط بها منذ الانفلات الأمني للآن ؟
هل تصاعد التظاهرات في الصعيد وراءها جماعات سلفية أو إخوان مسلمون أم أن الصعيد له مظالم حقيقية يجب أن ينظر إليها بعين الاعتبار ؟ الذي ينظر للأمر عن كثب يجد أن أسباب الاحتجاجات متنوعة وكثيرة ، وحتما ليس وراءها الإسلاميون فقط ، بل هناك مطالب حقيقية ومشروعة لأهل الصعيد بعامة وأهل قنا بخاصة ، مطالب سكت عنها الناس ثلاثين عاما ، وتحملوا القهر والظلم ، ولكن المناخ الثوري الذي يعيشه الوطن جعل الناس تخرج صارخة محتجة مطالبة بحقوقها ، أو ما تراه حقوقا .
لماذا لم يسارع الدكتور عصام شرف ويلبي للناس مطالبهم قبل أن تتحول المظاهرات إلى عنف وقطع طرق وضياع لهيبة الدولة ؟
لو أن الجميع يشعر أن الأقباط أحد مكونات الشعب المصري الثقافية ، وأنهم متساوون مع المسلمين في الحقوق والواجبات لما اضطر النظام السابق والمجلس العسكري الآن أن يفرض نسبة من الأقباط في بعض قيادات الدولة . لو أن الأمر طبيعي لما ثار الناس ورفضوا تولية محافظ على قنا أو غيرها من شمال مصر وجنوبها . القبطي مثل المسلم من حقه أن يتولى ما يستحق من مناصب في الدولة المصرية ولا يصح أبدا أن نعتبر وظائف بعينها ضد المجتمع .
ذات التساؤلات تطرح نفسها ماذا لو رشح قبطي نفسه لمنصب الرئيس ؟ ماذا لو رشحت امرأة نفسها لمنصب الرئيس ؟ هل سيخرج علينا المتعصبون دينيا ليقولوا ولاية الأمر يجب أن تكون لمسلم ذكر ؟ أم أن دولة المواطنة وحقوق المواطن الذي نسعى جميعا لتحقيقه يجعلنا نرحب بأي شخص مادام سوف يحكمه الدستور والقانون ؟
من يقول أنني كامرأة ناقصة الأهلية ولا أستحق أن أنافس بشرف ونزاهة مع من يرشح نفسه ؟ من بيده التشكيك في وطنية القبطي أو المرأة أو أي شخص مصري لم يثبت أنه ارتكب أي شئ يقلل من وطنيته ؟
وإلى متى سيظل الصعيد مهملا ومنسيا ، مما يجعله مرتعا خصبا للتطرف والجهل والوقوع تحت سطوة الفكر القبلي ؟
الصعيد غني بالموارد البشرية والاقتصادية ، فقط تنظر إليه الحكومة نظرة مختلفة ـ، وتخصص له من ميزانية الدولة ما يساعد على التنمية فيه ، كذلك تضع استراتيجية للاستثمار تمكن الدولة أن تستغل موارده الطبيعية للنهوض بالوطن .



#هويدا_صالح (هاشتاغ)       Howaida_Saleh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب المصري يسطر عظم ملاحم التاريخ
- ثورة مصر الشعبية
- في مديح - نساء حسن سليمان -
- فضائح ويكليكس وكلينكس -الغيطانى-
- فيوليت والبكباشي رواية تراهن على كشف المسكوت عنه في ثورة يول ...
- الترجمة وتواصل الحضارات / ورقة عمل قدمت لمؤتمر بغداد الأول ل ...
- سيرة الحرب والدمار في ديوان النظر للماء
- ضبابية الدير .. وبلاغة الكشف / الانحياز للإنسانية في رواية أ ...
- هي ليست جائزة للحوار المتمدن فقط ، بل جائزة لكل حر يتبنى ويد ...
- تحرير وعي المرأة هو تحرير للمجتمع
- الحراك السياسي في مصر والواقع الافتراضي
- العرب والمصريون في أمريكا هل يشكلون لوبي ضغط على النظام الأم ...
- حارة أم الحسيني .. وجه شهدي عطية الإبداعي
- المثقفون المصريون .. وفرص التغيير
- أسرار المدينة المقدسة تضيع بين باحث مصري ومندوب اليمن الدائم ...
- حوار هويدا صالح في السياسة الكويتية
- بلال فضل يكتب سيرة المهمشين والمقهورين في : - ما فعله العيان ...
- إذا انهمر الضوء ومشهدية السرد
- حلم العدل الاجتماعي بين الظاهر بيبرس وجمال عبدالناصر
- فكري الخولي / علمنا كيف يكون النضال السياسي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا صالح - انتفاضة الصعيد بعد سقوط النظام !