|
....المقاومة الإسلامية
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 19:05
المحور:
كتابات ساخرة
ـ أخي، اشرح صدرك قليلاً، فما بعد الضيق سوى الفرَج. ° ما يقهرني، أكثر من أي شيء آخر، أن يقومَ أشقاءٌ مقاومون، لطالما تضامن معهم شعبنا السوري وقدّرهم وساعدهم، بطعن ثورة شبابه وبتحية جلاده كأنما قد حرر لهم القدس الشريف. ـ نعم، وأظنهم يشاركون النظام الأسدي، المتفرعن، بأنّ طريق القدس الشريف تمرّ فوق جثة الشام الشريف. ° ويحدثونكَ، بعد هذا، عن القمامة.. أقصد، المقاومة. ـ وكل واحد من هؤلاء القوّادين، الذين يسمّون أنفسهم قادة، لحيته مثل مكنسة الزبال؛ يستعملها في الدّجل والنفاق و.. ° وكان عليه استعمالها هناك، في كنس شوارع غزة وضاحية بيروت الجنوبية. ـ الحال من بعضه؛ أعان الله أهلَ فلسطين ولبنان. ° ولكنهم، في فلسطين، في حال أفضل الآن. إذ ينوي الحاج مشعلي زيارة غزة.. ـ زيارة سياحية؟ ° لا ، لا. إنه سيغامر بروحه، الغالية، بغية لقاء الرئيس عباس هناك لاستكمال المصالحة الوطنية. ـ طبعاً، روح " الحاج متولي " أغلى من أرواح قيادات حركته وكوادرها وأفرادها، الموجودين تحت الحصار الإسرائيلي في غزة. فهو لن يضحّي بإقامة الخمس نجوم، في دمشق الأسد. ° بل هو مستعدّ للتضحية، دائماً، بدماء أهل غزة؛ كما فعلَ عندما خرق، فجأة، قرار التهدئة وأشعلَ الجبهة مع الإسرائيليين بأمر من أسياده في قم والقرداحة. ـ ويقالُ، بأنه حتى قضية اختطاف وقتل الناشط الإيطالي في غزة، فهو من تدبير جماعة الحاج مشعلي، للتغطية على قضية الشعب السوري الثائر. ° أعتقدُ ذلك. وإلا فهل يعقل أن يموت قائدُ المختطفين انتحارا؛ وهو من جماعة سلفية تؤمن بالجنة وحور العين؟ ـ قلتَ أنها جماعة سلفية؟ فلماذا لا نضيف أيضاً، بأنّ النظام الأسدي، بتخطيطه لهذه القضية في غزة، إنما كان يهدف إلى الصراخ كالعادة: أنظروا، يا هو.. السلفية في كل مكان؛ عندنا في سورية، يقتلون الناس وقوى الأمن، وهناك أيضاً في غزة والقاهرة والموصل وطرابلس اللبنانية و.. ° وطرابلس الليبية، أيضاً. ألا يدّعي صديقهم، العقيد زنقة زنقة، بأنّ السلفيين هم فقط من يحاربون نظامه المقاوم الممانع. ـ على ذكر طرابلس، اللبنانية. أرأيتَ الزوبعة التي أثارها حزبُ الله وحلفاؤه، لمجرد تنظيم مظاهرة تضامنية مع الشعب السوري الثائر وبحجة أنها تدخلٌ سافر في شؤون دولة شقيقة، مجاورة؟ ° ولكنّ مظاهراتهم الحاشدة، المتضامنة مع مستعبد الشعب السوري، ليست تدخلاً سافراً في شؤون دولة شقيقة، مُستعمَرَة.. أقصد، مجاورة.. ـ وهم برفعهم صورَ سيادته في مسيراتهم، كأنما يقولون له: أبشر، أبا حافظ.. إذا أحرقوا صوركَ في سورية، فهي مرفوعة على رؤوسنا في لبنان. ° فعلاً، مقاومة إسلامية ترفع الرأس.. ـ والغوريلا قائدُ المقاومة، أبو علي، يطلّ على أنصاره في بيروت، عبر الشاشة طبعاً، لكي يهز عمامته السوداء ولحيته الشمطاء، صائحاً والزبد يتطاير من شدقه: إننا هنا، في معقل المقاومة، لنبرهن على أنّ الشعب اللبناني لن ينسى مكارمَ الأسد الأب والابن و.. ° والروح القدس. استغفر الله، في أيام الفصح المجيد هذه. ـ نعم، لقد جعلَ نظامُ الأسد، الابن، الشعبَ السوري يسير على طريق الجلجلة نفسه؛ الذي سار عليه المسيح عليه السلام. ° وبالرغم من شعار " يوم الجمعة العظيمة "، السوريّ، المتآخية فيه المئذنة مع الصليب، يتكلم أبواقُ هذا النظام عن الجماعات المسلحة، السلفية، التي تقود المحتجين، لتبرير مجزرة يوم أمس الرهيبة، التي لم توفر حتى الأطفال والمسنين. ـ ما أصلاً، إذا وُجدَ يوماً سلفيون، إرهابيون، في عهد أبي حافظ، الميمون؛ فإنه هو من جندهم ورعاهم واحتفى بأمرائهم الذين على شاكلة أبي القعقاع الحلبي وغيره. ° لكي يرسل أفرادهم إلى العراق، المتحرر من البعث، فيفجرون أنفسهم بالمدنيين المسالمين و.. ـ وما أن تحصل إحدى هذه التفجيرات، الانتحارية، حتى يهرع الإعلام السوري لوصفها بأنها عمليات مقاومة ضد الاحتلال الأمريكي. ° ولكن، ما أن بدأت أمريكا تغازل نظامنا الصامد الممانع، مع استلام اوباما للبيت الأبيض، حتى تحوّلت المقاومة إلى إرهاب في وسائل الإعلام السورية. ـ وأبواق هذا الإعلام، ومنذ اندلاع الثورة السورية، أخذوا كالعادة في تجنيد جيش المقاومة، الإسلامي، لصالح نظامهم المتهالك، المتداعي. ° والأمرّ من ذلك، هو تطوّع علماء الإسلام، في سورية، للمهمة نفسها و.. ـ علماء الإسلام، أم علماء النظام؟ ° معك حق، والله. إنّ المرء ليشعر بالخجل من كونه مسلماً إزاء تصريحات أمثال هؤلاء العلماء، الجهلة، والمتساقطة على رأس الشعب السوري مثل مطر إبليس. ـ وخاصة هذا المنافق، الشيخ الحذائي، وصاحبه الفاسق، الشيخ الحسّوني. + ونِعْمَ الأسماء. أحدهما حذاءُ السلطان والآخر طائرُهُ. عافى الله الشاعرَ الكبير، مظفر النواب، حينما قال في قصيدته " تل الزعتر "، التي هجا فيها الأسد الأب: " ديّوثُ الشام وهُدْهُدُهُ ".. ـ ألا ترى معي، بأنّ الديّوث الحالي بأمسّ الحاجة لخدمات هذه المومس ؛ التي تسمّي نفسها " مقاومة "؟ ـ نعم. وصدق المثل الذي يقول: مومس وتخاف من الحَبَل..
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ارحل يا حمّار
-
يوم الأسير السوري
-
سيادته يوجّه الإعلامَ للإصلاح
-
سيادته يأمر الشبيحة بتطبيق الإصلاح
-
الواد طالع لأبوه
-
طير وفرقع يا بشار
-
أنا والرئيس في باريس
-
أسكي شام: استهلالٌ، أو اكتشافُ الأسلاف
-
أعمالي غير الكاملة في موقع متكامل
-
خاتمَة السيرَة: الشام القديمَة
-
الأمكنة الكمائنُ 14: المَبغى المُقدّس
-
الأمكنة الكمائنُ 13: الجدرانُ الأخرى
-
الأمكنة الكمائنُ 12: السّفح المُتسكع
-
الأمكنة الكمائنُ 11: المَخطر المَشبوه
-
الأمكنة الكمائنُ 10: الجوار المُتأجّج
-
الأمكنة الكمائنُ 9: المَحفل المُزدوَج
-
الأمكنة الكمائنُ 8: أسطحُ الأصحاب
-
الأمكنة الكمائنُ 7: خرائبُ الرّغبة
-
الأمكنة الكمائنُ 6: أوابدُ الوَجاهة
-
الأمكنة الكمائنُ 5: بيتُ بَديع
المزيد.....
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|