أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد السيد مليك - الهجوم بالبيض














المزيد.....

الهجوم بالبيض


عبد السيد مليك

الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 13:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تحت هذا العنوان و في الوقت الذي تستعد فيه المانيا كواحدة من كل دول الغرب بتلوين البيض كنوع من احتفالات الكنيسة الغربية بعيد القيامة المجيد و أعياد شم النسيم . إلاّ أن التلفزيون الالماني بمختلف قنواته نقل لنا واقعة الخميس الماضي إستخدم فيها البيض لغرض غير ذلك عندما إعترض شخص الماني من أصل روماني موكب السيد كريستيان وولف ( Herren. Christian Wulff ) و بصحبته فولكير بوفير ( Herren.Volkar Bouffier ) رئيس الحكومة أثناء زيارتهما لمدينة إسين (Essen ) شمال غرب المانيا و قام برميهم بالبيض .

و على الرغم ان المشهد تم في اقل من نصف دقيقة و بعدها تمت السيطرة على الموقف تماما من خلال رجال الحراسات الخاصة و تم التحفظ على هذا الرجل في مقر البلدية الذي كان يقصده وولف و بوفير بالزيارة لأول مرة منذ توليه منصبه منذ عدة شهور كرئيس للاتحاد الالماني .إلاّ أن من خلال هذا الوقت الضيق استطاع هذا الرجل أن ينال من كل من كريستيان و فولكير و كذلك طاقم الحراسة الذين سارعوا فور القاء البيض بعمل ساتر ليمنع عن الرئيس وصول البيض . لم يتأكد للصحف الالمانية عن دوافع هذا الرجل للقيام بمثل هذا العمل لكن ما توارد ذكره بين المقربين من الناس الذين قالوا أنه عاطل عن العمل منذ وقت طويل و لم توفر له الحكومة فرصة عمل مناسبة علما ان متوسط راتب البطالة في المانيا تصل من 700 الى 1000 يورو اي بما يعادل 7000 آلاف جنيه مصري بصفة شهرية . و مقارنة بالبطالة في مصر أتوجه بسؤالي الى السيد وزير الزراعة و كل القائمين على إنتاج الدواجن في مصر , هل لدينا من البيض ما يكفي للتعبير عن مأساتنا و ما آل اليه حال البطالة في مصر ؟ فإن كان التعبير في الدول المتقدمة بهذه الطريقة في بلد لم تتتعدى نسبة البطالة فيه 3.5% و إجمالهم لم يتعدى 4 ملايين نسمة من اجمالي عدد سكان يصل لحوالي 84 مليون نسمة و على الرغم انهم يتقاضون مرتبات تعادل أكثر من عشرة اضعاف رواتب الموظفين في مصر . من هنا أظنني أنه و لا بيض النعام يستطيع ان يعبر عن مأساة العاطلين عن العمل في مصر . و الجدير بالذكر أن الصحف لم تنشر إسم من قام بهذه الفعلة لظنهم انه يقوم بهذا العمل من باب الاعلام و الشهرة و خاصة أن هذه هي المرة الثالثة و بنفس الطريقة يقوم بعمل نفس الشيئ . ففي اول مرة كانت في نوفمبر 2002 مع الرئيس الاتحادي يوهانس راو (Herren. Johannes Rau ) و المرة الثانية في اوكتوبر 2007 مع الرئيس السابق هورست كولر ( Herren.Horst Kohler ) . و على غرار ما حدث لموكب الرئيس السابق حسني مبارك في مدينة بور سعيد عندما اقترب من موكبه مواطن فارداه على الفور الحرس الخاص قتيلاً . الفرق أن المانيا بلد تتمتع بالديمقراطية فيها لا يغشى المواطن حرية التعبير عن رأيه خوفا من الذهاب وراء الشمس . فهذه بلاد لا تحجب الشمس جزء منها او ركن فيها . و ليس هناك جهاز يتفنن في رعب المواطنين كجهاز أمن الدولة السابق و إن كنت لا أصور ان ما قام به

هذا الشاب هو مثال للديمقراطية . فالديمقراطية مسؤولة و إن كنت من خلالها أمتلك كل الحرية للتعبير عن نفسي أو مجتمعي أو مشكلتي شخصية كانت أم عامة إلاّ أن هذه الحرية تتوقف عندما تبدأ حرية الآخرين و لكوني لم أعرف الدافع الجوهري الذي دفع هذا الشخص للقيام بهذا العمل لذلك لا استطيع ان ادرج تصرفه تحت مسمى " الديمقراطية" أم أنه تصرف أرعن و فوضوي . اذا كان فقط لجذب الكاميرات اليه و بالتاكيد سيكون مسؤلا عن تصرفه بالقانون ، أما ما لا يختلف عليه اثنان ان التحضر كان من قبل كل أجهزة الدولة بقطاعاتها المختلفة و ردود افعالها مع هذا المواطن لانها فقط كانت في حدود القانون و بمنتهى الشفافية من دون تعصب أو عدم حياد و بدون تطبيق أحكام عرفية أو مجلس للصلح ، فالبلد قائمة على سيادة القانون و هكذا تكون الديمقراطية ، و ان هذا الانسان بعد المرة الثالثة يقذف فيها بالبيض ثلاث رؤوساء لاكبر بلد في الاتحاد الاوروربي و لا زال حيّ يرزق . في ظل هذه الحريات التي غابت عن بلادنا من زمن طويل اني لو لم اكن مصريا لتمنيت ان اكون المانيا



#عبد_السيد_مليك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. فيديو مؤلم لضرب كلب يثير تفاعلا والأمن يرد
- مصر.. وزارة التضامن الاجتماعي تكرّم فريق مسلسل -لام شمسية-
- السعودية.. كواليس تدشين تسلا عملياتها في المملكة وسط التفاعل ...
- قتله وأحرق مقر سكنه في مزرعة.. البحرين تكشف تفاصيل جريمة
- السعودية.. ضبط 4 وافدين بمحل -مساج- لمخالفة الآداب والأمن يو ...
- السودان والإمارات أمام -العدل الدولية-.. ماذا قال كل جانب عن ...
- هل يمكن وقف تساقط الشعر؟
- استراحة الآيس كريم للملك والملكة في روما
- أصغر بدر لعام 2025 .. -القمر الوردي- يحتفل بقدوم الربيع في ...
- علامات تحذيرية لإصابتك بالديدان الطفيلية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد السيد مليك - الهجوم بالبيض