علي هصيص
الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 03:01
المحور:
الادب والفن
حَسْبي مُـحِـبًّا
شعر:علي هصيص
الأردن
يا شامُ نارُ الغضا في القلب يا شامُ
العمرُ مَرَّ ووصْلُ الحبِّ أيّامُ
بالله يا بَرَدى كم عندَك اشْتَبكتْ
حالُ المُحبِّ، وصابَ الماءَ إلجامُ
صَفصافُ حولَ ضِفاف الروحِ أيقَظني
الشام تصحو فما للحب نُوّامُ
يومٌ وعشرونَ من آذارَ لي حَبَقٌ
ربيعُ عمرِكِ والأعمارُ أحلامُ
عادت لكِ الشمسُ ميقاتاً وقد عَلِمَتْ
أنَّ الغروبَ، ولو للفجرِ، أعوامُ
قريحتي في الهوى كالجمرِ نشوتُها
لأنه بَرَدى للشوقِ مِضْرامُ
هُنَّ الجميلاتُ والحُلْواتُ لي فِتَنٌ
وهُنَّ، ضِمْنا، لهذا الشعرِ إلهامُ
ميمٌ ملاكٌ ولام ليتَها مَلَكي
تكوي فؤاديَ هذي الميمُ واللامُ
أنسامُ بحرِكِ هاج القلب يذكرُها
حبيبتي واسْمُها يا شامُ أنسامُ
شربتُ قهوتَكِ السمراءَ سيدتي
فما شربتُ سواها فهو أسقامُ
يَبـتزُّني حبُّ ناسٍ فيكِ قد سكنوا
لا يملكونَ، وهم كالنخلِ مِطْعامُ
تَبْـتزُّني في الحَشا أوزانٌ أُصَرِّفُها
مَفاتِنٌ وأراقيصٌ وأنغامُ
زُوّارُ قلبكِ قُرْبَ البيتِ قد عطِشوا
ياجَرَّةَ الروحِ ظمأى فيكِ آرامُ
نسيتُ أغنيةً قد كِدْتُ أَذْكُرُها
نسيتُ قلبا فَهاتي القلبَ يا شامُ
كُنّا على مَضَضٍ من قَهْرِ غُرْبَتِنا
واليومَ فوقَ لهيبِ القُرْبِ نَنْضامُ
في البئرِ سِرٌّ بِلَيْلٍ كِدْتُ أسمعُهُ
ما بُحْتُ لكنْ تبوحُ السِّرَّ آلامُ
بئر ومن حَمَأٍ ضاقت بما حَملَتْ
صوتُ الظهيرةِ يبدو فيه إعْجامُ
صوت الظهيرةِ يوماً سوف يَصْهَدُنا
جوعٌ قريبٌ، وعطفُ الناسِ لو داموا
أيُّ الطريقينِ نحوَ الشامَِ أسلُكُها
أولاهُما عَطَشٌ ثانيهِ آثامُ
أيُّ الكتابينِ في تَأْريخِها نَزِفٌ
أدْمى الطريقَ وما أدْمَتْهُ أقلامُ
أي الترابين لو أني أُقَبِّلُهُ
يرضى الحبيبُ وفيه الثغرُ بسّامُ
أي الوجوهِ بهذي الأرضِ تعرِفُني
أُعطي خواتمَ فيها الحبُّ أَخْتامُ
وجهي بعيدٌ فلا مرآةَ أَسْكُـنُها
وأين أسكنُ والتعطيلُ أرحامُ
في القلب يا شامُ مهما البعدُ أبْعَدَني
في القلبِ حتى تقومَ الساعُ والْهامُ
وكلُّ قلبٍ بأرضٍ فيكِ أَنْبِضُهُ
حسبي محبًّا، وباقي الناسِ أرقامُ
أحزانُ قلبِكِ يومًا سوف أمسَحُها
مشياً أجيئُك لا ترتاحُ أقدامُ
#علي_هصيص (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟