أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - وحيد حسب الله - بركان وتسانومي التيارات الإسلامية في مصر















المزيد.....


بركان وتسانومي التيارات الإسلامية في مصر


وحيد حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 01:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لابد قبل أن ندخل في تفاصيل عنوان المقالة أن نتكلم عن التجارب السابقة لحكام مصر منذ انقلاب 23 يوليو 1952 وحتى يومنا هذا.
نتذكر جميعنا التحالف الذي كان بين ضباط انقلاب 52 والإخوان والذي انتهى بعبد الناصر أن ينهي هذا التحالف بطريقة دموية بقتل العشرات من الإخوان وبسجن المئات منهم. ثم جاء أنور السادات ووقع في نفس الخطأ وأطلق سراح الإخوان وأعطاهم الحرية الكاملة بل ذهب أكثر من عبد الناصر في تكوين مليشيات جهادية وجماعات إسلامية في الأوساط الجامعية حتى يكونوا سنداً له ضد من تبقي في سدة الحكم من عصر عبد الناصر ، ولكن كعادة الإخوان وأطماعهم في الاستيلاء على الحكم ونفس الأطماع راودت رؤساء الجماعات الجهادية والإسلامية ووجد أنور السادات نفسه في مجابهة ضارية مع من قام بتكوينهم وتدريبهم عسكرياً وتمويلهم مالياً وانهي حياته قتيلاً صريعاً برصاص الأفعى الذي قام بتربيتها على الرغم من محاولاته اليائسة في إحباط مؤامرتهم بوضعهم في السجون. نفس الخطأ أرتكبه الرئيس السابق حسني مبارك بمجرد أن أصبح حاكم البلاد ، وقام بإطلاق سراح المئات ممن قام سابقه باعتقالهم ، آملاً أن يكونوا مساندين له في حكمه وتثبيت قبضته على شئون البلاد. ولكن في 25 يناير 2011 قام شباب وشعب مصر جميعاً بالتخلص منه ومن نظامه الفاسد ومجموعة الفاسدين حوله. لم يكن حتى اللحظات الأخيرة قبل رحيله عن الحكم أي وجود للإخوان أو الجماعات الإسلامية وبالأخص السلفيين ، ولكن عندما ظهرت علامات انتصار الشعب وحصوله على مطلبه برحيل الرئيس ونظامه ، قامت التيارات الإسلامية بالظهور على مسرح الأحداث ، بل بوسائل وقحة ظهروا في الصفوف الأولي وأزاحوا من قاموا بالثورة مستخدمين وسائل عنيفة حتى تصبح الساحة لهم فقط وبدأنا نرى المشايخ تأخذ القيادة وخرجت فلول السلفيين من جحورهم بالعصي والسيوف مطالبين بالعودة إلي الوراء 14 قرناً من الزمان ، مطبقين ما يحدث في بلاد البدو السعودية في بعض ربوع مصر ، متجاهلين السلطات والقوانين. بالإضافة إلي هؤلاء ، انضم إلي الساحة قادة حركة الجهاد الإسلامية والجماعات الإسلامية الذي قام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإفراج عنهم.
بالتأكيد كل هؤلاء كانوا كالبركان المكتوم والذي أنفجر فجأةً ، ثم وجدنا أنفسنا في مواجهة أمواج عاتية أي تسانومي إسلامي متطرف يجول ويصول في أنحاء البلاد يفرض قوانينه وسلطته ، ولذلك لا عجب أن نسمع أن المتطرفين في الأقصر أعلنوا أنها إمارة إسلامية ، بل قرروا تعيين أمير عليها ، ضاربين عرض الحائط المجلس العسكري والحكومة الموجودة . لقد أصبحوا هم بل كل فرد فيهم على حد ، الحكومة والقانون . وهكذا وقع المجلس العسكري في نفس الخطأ الذي وقع فيه من حكم مصر من قبل وعدم التعلم من التجارب السابقة ، هذا على أسوأ الأحوال إن أحسنا الظن بنية المجلس العسكري. ولكن ، وهذا ما بدأ يظهر في كثير من التحليلات ، أن هناك علامات استفهام كثيرة في موقف المجلس العسكري حتى تجاه التيارات الإسلامية عامة والسلفية خاصة.
من وجهة نظري أن السلفيين هم من يدينوا بالوفاء للرئيس السابق ولا يتسامحون مع من كانوا وراء رحيله طبقاً لمعتقدتهم الشرعية المستوحاة من التراث السلفي البدوي السعودي والذي تقوم العائلة المالكة في السعودية بتمويلهم ومساندتهم لاستخدامهم في تحقيق مشاريعها ومصالحها على حساب مصر كدولة. كلنا نعلم أن السعودية لديها طموح سياسية في أن تكون رائدة في المنطقة العربية وأن يكون زمام الأمور بيديها. وهذا لا يتحقق إلا بإضعاف الدول الأخرى ومحاولة زرع حكومات تدين لها بالولاء استناداً للشرع الإسلامي السلفي الوهابي والذي يحرم الخروج على الحاكم أو نقده ، وكلنا نتذكر الفتوى التي أصدرها أحدي مشايخ السلفية في مصر ضد الدكتور البردعي أيام حكم الرئيس السابق.
لقد أنفجر أذن بركان التيارات الإسلامية وعلى رأسها التيار السلفي الذي بدأ بممارسة دوره بمباركة ودعم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتطبيق الشرع السلفي من اعتداءات على الأقباط إلي الهجوم على المدنية ثم هدم الأضرحة وتكوين مليشيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطبيق الحدود بدون الرجوع للسلطات الحكومية أو القضاء فهم الحكومة والسلطة القضائية والتنفيذية في آناً واحد ، بل كل واحد منهم أصبح هو كل هذه السلطات .
ومن المستغرب ألا نسمع أنه تم القبض على أي واحد من هؤلاء وتقديمه للمحاكمة بتهمة الخروج عن الشرعية الدستورية .
أما ما كنا نحلم به هو أن يختفي اللعب على وتر الفتنة الطائفية كما كان أيام الحكم السابق وما قبله ، لقد اعتقدنا نحن مسيحي مصر أن هذا العهد قد ولي إلي غير رجعة ، لكن لم يكن أكثر من حلم من الصعب تطبيقه على أرض الواقع.
إن كان السادات قد استخدم الجماعات الإسلامية في إثارة القلاقل الداخلية مطبقاً قاعدة "فرق تسد" ، ثم حسني مبارك سار على نفس النهج وها هو المجلس العسكري يمارس نفس السياسة ، معتقداً أنه قادر على التحكم فيها وقتماً يشاء ، ولكن هل أحد رأي أي دولة تستطيع أن تتحكم أو توقف أن تسوماني ونتائجه المدمرة على المكان الذي يجتاحه؟
أن التيارات الإسلامية والسلفية خاصة تسانومي بدأ في تدمير مصر وتحويل مسارها من دولة مدنية ديمقراطية إلي دولة دينية منغلقة . لم يتوقف شيوخ هذه التيارات عن اتهام الديمقراطية والحياة الحزبية بالبدعة والكفر وأنها تمثل عداوة وخطر على الإسلام الذي يحرم ، حسب زعمه ، ذلك .
يبدوا أننا كمصريين مسلمين ومسيحيين الذين تطلعنا إلي حياة كريمة وحرة تسمح لنا بممارسة حقوقنا السياسية وبناء بلدنا لتساير وكب الحضارة وتضمن حياة ومستقبل لكل أبناءها قد وقعنا ضحية انقلاب عسكري سلفي وهابي يقوده المجلس العسكري والسلفيين. كل ما أخشاه أن يكون الدكتور عصام شرف يقوم بنفس الدور الذي قام به أول رئيس لمصر محمد نجيب.
أننا أمام مجلس عسكري وتيارات إسلامية متخصصة وتتقن استخدام التقية لتصل إلي أهدافها كما رأينا في التصريحات المتضاربة في اتجاه الأقباط من قبل مختلف التيارات الإسلامية.
لو كان المجلس العسكري لديه الجدية في التعامل ما مع يحدث من اعتداءات على مواطنين مسيحيين أو مسلمين من قبل السلفيين أو التيارات الأخرى ، لقام بالقبض على المعتدين ومحاسبتهم كما يفعل مع البلطجية ، ولكنه مستمر في نفس السياسة الفاشلة كما في الماضي.
فالحل في وقف هذا التسانومي السلفي ، هو أن تتضافر الجهود بين مختلف التيارات السياسية الليبرالية بالوقوف في وجه هذه التيارات والحد من نشاطاتها طالما خرجت عن الشرعية الدستورية والقانونية واحترام مؤسسات الدولة. يجب أن نفرق بين حرية الرأي والتعبير وبين ما يقوم به الانتهازيون من السلفيين من تدمير البلاد والإضرار بالاقتصاد الوطني لأنهم يرسلون رسالة للخارج بأنه لا يوجد استقرار في مصر بخلقهم حالة من التوتر الدائم بين المسلمين والمسيحيين مما يخيف رؤوس الأموال من المغامرة بالاستثمار في مصر وان هذه التصرفات سوف تؤثر على السياحة . أننا نحذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة إن لم يتخذ الإجراءات الضرورية لوقف هذا التسونامي السلفي فأن الأضرار الاقتصادية ستكون مدمرة لمصر ومستقبلها ، وستصبح مصر مثل أفغانستان تتناحر فيها التيارات الإسلامية للسيطرة على السلطة مما سيشيع الاضطرابات والقلاقل وسيكون الضحايا بلا عدد.
أمل أن يستيقظ المجلس العسكري من غفلته ويدرك مدي الخطر الذي يحيق بمصرنا الحبيبة. إن كنا ندعى دوماً أن هناك أيادي خارجية تعبث في مصر وتستغل التعدد الديني لإشعال حرب دينية وانقسامات داخلية بين المذاهب الإسلامية من ناحية ، وبين المسلمين والمسيحيين من ناحية أخرى ، فأن العدو الحقيقي الذي يغذي هذه النعرات من خلال الجمعيات السلفية بتمويلها بالمال والأفكار الهدامة التي يريدون أن يفرضوها على الشعب المصري تحت عباءة الإسلام السلفي البدوي السعودي ليبقى في دائرة التخلف العلمي والاقتصادي ولا تقم له قائمة ، وتفقد مصر من ثقلها السياسي في منطقة الشرق الأوسط.
أنني أدعو المجلس العسكري لوضع حد فوري لتصرفات الجماعات السلفية التي أصبحت لا تختلف عن تصرفات البلطجية في اعتداءات على المواطنين المصريين سواء مسلمين أو مسيحيين بحجة تطبيق الشرع. يجب أن يتوقف المجلس العسكري عن إدخال المشايخ السلفيين في أمور تتعلق بأمن المواطن المصري وأن تقوم الحكومة المسئولة عن ذلك بتأدية دورها كاملاً طبقاً للقوانين الموجودة وتفعيل تلك القوانين. أنه من العار أن يلجأ المجلس العسكري لهؤلاء السلفيين لحل مشاكل يفترض أن يقوم بحلها المجلس العسكري.
يجب أن يعلم المجلس العسكري أننا لن نقف مكتوفي الأيدي لما يحدث من اعتداءات على الأقباط خاصة وأننا سوف نلجأ لمنظمات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان للتدخل لحماية الأقباط في حالة عجز المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة الحالية في حمايتهم. أننا لا نقبل نحن الأقباط أن ندفع فاتورة ما يسمي بالثورة المضادة أو غيرها من المسميات .



#وحيد_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث قنا: هل هي الضربة القاضية لثورة 25 يناير؟
- محور الشر واستفتاء التعديلات الدستورية 19 مارس 2011
- لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب : الشريعة الإسلامية تتعارض مع ...
- الدكتور الفقي يفجر ملف اختطاف الفتيات القبطيات
- شيخ الأزهر يسقط القناع عن صحفي الفتنة والإثارة والتعصب
- رسالة إلي رئيس مؤتمر الأقباط المقبل الذي سيعقد في شيكاغو 19 ...
- الرد القاطع على أكاذيب الحملة الدعائية ضد أقباط المهجر
- حركة -الأقباط متحدون-
- الخارجية المصرية تبرر اضطهاد الأقباط
- أكذوبة نظرية انعزال الأقباط
- هل من حقوق للإنسان في ظل الشريعة الإسلامية ؟
- رسالة إلي الميت الحي
- تصريحات نائلة غير عادلة
- مبارك مبارك لماذا تضطهدني -شاول شاول لماذا تضطهدني صعب عليك ...
- إسلاموفوبيا أم مسيحية فوبيا 2
- الحكومة المصرية تخترع أساليب جديدة في اضطهاد الأقباط
- إسلاموفوبيا أم مسيحية فوبيا
- قضية حقوق الأقباط في مفترق الطرق
- وزارة التربية والتعليم المصرية تحول المدارس إلي كتاتيب
- الأستاذ نهرو طنطاوي والجدلية العقيمة حول العقائد المسيحية


المزيد.....




- الصين تكشف عن أحدث قطعها الحربية.. واحدة من أكبر سفن الهجوم ...
- تسجيل أقوى الزلازل في تاريخ هلسنكي يوم عيد الميلاد
- مصر.. الفيشاوي يثير الجدل بتصريحات عن التاتو والحلق ويؤكد: و ...
- موسكو: الاستخبارات الأمريكية والبريطانية تحضران لاستهداف الق ...
- إيران تتجه نحو أزمة وعلى روسيا الاستعداد لذلك
- وفاة أكبر معمرة في إيطاليا
- صحيفة: الجيش التركي سيدرب الجيش التشادي بعد قطعه التعاون مع ...
- الإمارات تدين حرق مستشفى كمال عدوان: عمل شنيع ينتهك القانون ...
- شولتس: لدي انطباع بأن ترامب يشاركنا قناعتنا بشأن إنهاء النزا ...
- مقتل ضابط في الحرس الرئاسي الفلسطيني باشتباكات جنين (صورة)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - وحيد حسب الله - بركان وتسانومي التيارات الإسلامية في مصر