|
التهديدات مستمرة ، و التمثيلية لازالت تُعرض
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 20:46
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لا شيء تغير ، هذه هي الخلاصة التي أراها عندما أنظر لنهج السلطة الحالية ، تلك السلطة التي يمكن أن نسميها السلطة العسكرية ، تماشياً مع اللافتة المرفوعة عليها ، أو نظام عمر سليمان ، إن شئنا التعبير عن الواقع . لا يخدعني أن مبارك قد تم التحفظ عليه أخيراً ، بعد مرور قرابة الشهرين على سقوطه ، و فقط بعد أن تخضبت يد السلطة الحالية بدماء ابن من أبناء الشعب ، لأنني أرى بمنظارين أن السياسات العامة للنظام لم تتغير ، و أن أساليبه قبل الحادي عشر من فبراير 2011 ، هي نفس أساليبه لليوم . المنظاران اللذان أستخدمهما هما : المنظار الشخصي ، و المنظار العام . بالمنظار الشخصي أرى كيف إنني لازالت أواجه نفس التهديدات التي كنت أواجهها قبل سقوط مبارك . أرى كيف أن السفارة المصرية في بوخارست بدلاً من أن تصبح بيت ، و حصن ، لكل مصري ، أياً كان إنتماءه السياسي ، لازالت تمتنع عن تجديد جواز سفري ، و بإساليب مشابهة للأساليب التي كان يستخدمها النظام في عهد مبارك في منع المواطنين من دخول مراكز الإقتراع . أرى كيف يرتع عملاء الإستخبارات السليمانية بحرية في رومانيا ، لترويع أسرتي ، و كيف يلاحقونني ، و أفراد أسرتي ، في كل مكان ، لإظهار يدهم الطولى . أرى كيف لازالت السلطات الحاكمة في مصر تتعاون مع الأمن الروماني لتلفيق تهمة الإرهاب لشخصي البسيط ، مع كامل علم السلطتين بأن سلاحي الوحيد هو الكلمة ، مكتوبة ، و منطوقة . و أرى كيف إنهما - أي الإستخبارات السليمانية ، مع الأمن الروماني - في سعيهما الدائب لتلفيق تهمة الإرهاب لشخصي ، يستخدمان كافة الوسائل ، و لا يحترمان أي مواثيق دولية ، أو حتى المبادئ الإنسانية المتعارف عليها ، و منها إحترام حقوق طفلي ، و التي أولها أن يحيا طفولته في أمان . أخر تلك الجهود هي محاولتهما حبك تهمة خطورتي على أمن أعضاء السفارة المصرية في بوخارست ، و هي الحبكة التي بدأت بعد مقال : هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم ، و المنشور في الرابع عشر من يناير من هذا العام 2011 . و هي الحبكة التي اُستخدمت فيها القناة الأولى الرومانية - بعد المقابلة التي أجريتها مع تلك القناة في مساء الحادي و الثلاثين من يناير 2011 ، و هي المقابلة التي ذكرتها في مقال نشر في الأول من فبراير 2011 . الحبكة فشلت - أو هكذا أتمنى - لأنني إكتشفتها ، و ليس للأسف لإنني لست إرهابي ، و لا أستخدم العنف ، و لم أستخدمه ، و لا أدعو إليه ، و لم أدع إليه أبداً . الغريب ، أن تلك التهمة التي خططوا لها لشهور ، لا تتماشى أبداً مع المنطق السليم ، لأنها تتعارض مع قيمي الشخصية ، و الإقدام عليها ليس له أي مردود إيجابي يعود علي بالنفع ، أكان مردود سياسي ، أو شخصي ، بل و تلقي بي وراء القضبان ما تبقى من عمري ، تاركاً أسرتي الصغيرة للمعاناة ، ليبتهج أعدائي . كما أن تجربتي الشخصية تدلني على أن كتابة مقال أكثر أثراً من الناحية السياسية ، و أكثر إيلاماً للسلطة ، من الإقدام على ذلك العمل الخيالي المجنون الذي يحاولون إلصاقه بي . لقد أسهمت في صناعة الثورة ، و شاركت فيها ، و لازلت أشارك ، بدون أن أحتاج لأن أحتك بأي شخص ، و حتى بدون أن أكون على إتصال بأي شخص في رومانيا ، مصري ، أو عربي ، أو روماني ، و بدون تطأ قدماي أرض السفارة ، فأنا أحيا - لدواعي أمنية - في عزلة إجتماعية ، منذ سنوات ، و هي عزلة تشاركني فيها أسرتي الصغيرة لحد كبير ، و يدفع أثرها طفلي في المقام الأول . و لكن يهمني ، و قبل أن أغادر هذه النقطة ، أن أشير إلى أهمية الإلتفات للتوقيت . تلك المؤامرة الإستخباراتية المشتركة الدنيئة بدأت قبل سقوط مبارك ، و إستمرت بعد سقوطه ، و إلى منتصف هذا الشهر إبريل 2011 ، عندما تكشفت لي ، أي أن السياسة القمعية لم تتأثر بسقوط مبارك ، و أن الطاقم الإستخباراتي السليماني المسئول عن إلحاق الأذى بي لازال بكامل تشكيلته ، و يعمل بنفس التفويض ، و بنفس النهج ، و لازال يلقى عون الأمن الروماني الفاسد ، و لازالت الأساليب التي لا تراعي حق ، أو قانون ، أو خصوصية ، أو حتى حقوق الطفل ، و لا تحترم حتى علم الأمم المتحدة ، مستخدمه . إذاً في منظوري الشخصي ، بناء عن تجربة شخصية ، لا أرى تغير يذكر حدث في مصر منذ سقط مبارك عن عرشه الرئاسي . بالمنظار العام أرى كذلك أن الحال السياسي المحلي كما هو ، لا فارق كبير بين ما قبل مبارك ، و ما بعده . لإستخدم حالة واحدة ، و هي المحافظين ، أو الحكم المحلي . في مقال : لكن النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف ، و الذي نشر في الحادي و العشرين من مارس 2011 ، طالبت بأن يكون إختيار قيادات الحكم المحلي ، من عمد القرى ، و إلى المحافظين ، مروراً برؤساء الأحياء ، و رؤساء المدن ، بالإنتخاب . فكيف إستجاب نظام المجلس العسكري ، أو نظام عمر سليمان ؟؟؟ لقد كانت إستجابته هي اللجوء لنفس الإسلوب القديم : حركة محافظين . إذاً ما الفارق بين ما كان في عهد مبارك ، و بين ما يجري في عهد عمر سليمان ، و مجلسه العسكري ؟؟؟ هل يعتقد عمر سليمان ، و مجلسه العسكري ، إننا نسينا مطلبنا هذا ، أو إننا سنبتلع ذلك التغيير الصوري ، و الذي يعد جري على نفس السياسة القديمة ، التي تعطي الحاكم سلطة إختيار قيادات الحكم المحلي ، و تحجبها عن الشعب ؟؟؟ هل يعتقد عمر سليمان ، و مجلسه العسكري ، إننا لا نفهم الفارق بين تعيين المحافظين ، و بين إنتخاب قيادات الحكم المحلي ، من عمدة القرية ، إلى محافظ المحافظة ؟؟؟ ما يجري من جانب السلطة ، و منذ البيان العسكري الأول ، أي منذ ما قبل سقوط مبارك ، و للآن ، ليس إلا تمثيلية إسمها التغيير ، كتب قصتها عمر سليمان ، و يقوم أيضاً بإخراجها ، و يقوم ببطولتها المجلس العسكري ، و يشارك فيها بدور كبير الإخوان الإنتهازيون ، و لهم الفضل الأكبر في بقائها معروضة لليوم على الشعب المصري ، و سيظهر في الخريف القادم على شاشاتها عمرو موسى ، أو حتاتة ، أو نبيل العربي ، و هناك دور المعارض الذي يقوم به البرادعي . لازلنا نطمح في ديمقراطية حقيقية ، و دولة عادلة . النضال لن يتوقف ، لأن القليل هو الذي تحقق ، و بالمناسبة أشدد على إنه نضال سلمي .
في هذا الشأن يمكن مراجعة مقال : السفر بدون جواز سفر ، و مقال : بدون عنف ، لكن لا يجب أن تمر في هدوء ، و كذلك رسالة صوتية بعنوان : تمثيلية المجلس العسكري لن تخدعنا ، في قناة حزب كل مصر في يوتيوب : allegyptparty
22-04-2011
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حتى لا نسمع بجمعة الشكر ، أو بثلاثاء العرفان
-
أوباما ، ضاع منك السلام ، فلا تضع الديمقراطية ، و حقوق الإنس
...
-
عمر سليمان إختار لمصر النموذج العسكري التركي الأتاتوركي
-
إننا ننتقد سياسات كيان أصبح سياسي
-
لماذا على مصر نصرة الشعب الليبي عسكرياً ؟
-
إلى متى ستظل البلطجة قطاع من قطاعات الدولة ؟
-
من يرعبه الخطاب الديني لا يقود التغيير
-
مباحث أمن الدولة تحاول الوقيعة بين الشعب و جيشه
-
إسبوعان من التظاهر و سيقف مبارك و سليمان أمام المحكمة
-
عندها سترون كيف تكون المعارك
-
حتى تصبح المبادئ و الأهداف واقع
-
الفرص يجب أن تتكافئ أولاً
-
جُمع قتل الثورة
-
هل سينطبق نموذج أمريكا اللاتينية على البحرين ؟
-
لكن النضال من أجل العدالة و الديمقراطية و القصاص لن يتوقف
-
كنا سنقضي على القذافي قبل الثالث من مارس 2011
-
في هذه الحالة سأخوض الإنتخابات الرئاسية
-
النفط العراقي يمكن أن يدعم الديمقراطية في الخليج
-
نصف بالقائمة و نصف بالفردي
-
ثورتنا على الظلم و الإفقار حلال
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|