جاسم محمد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 15:02
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
لاتُسقط الأيام ولا السنين العجاف من ذاكرة العراقيين , ذاك اليوم الأسود الذي أجتاحت فيه قطعان الحرس القومي عام 1963م مدينة بغداد , لتصوب بنادقها الى قلوب محبيها , والى ملحَمةِ سِفرهم النضالي العظيم , التي علق حكايتها نصباً للحرية , أبن شعبهم البار الفنان الكبير جواد سليم في ساحة التحرير, ذالك النصب الذي تَركت رصاصات الهمجية آثارها عليه الى يومنا الحاضر , لتقص لنا فصلاً من حكايةٍ دمويةٍ لازلنا - ندفع ثمنها غالياً - حيث لم يمهل الموت جواد لسرد تفاصيلها الحزينة في عمله الخالدهذا . ومثل ما حاول الفاشست في بلادنا العبث في ساحة التحرير وتغيير معالمها تمهيداً للعبث في نصب الحرية لحرف دلالته الوطنية ورمزيته الثورية - التي تجلت باحتجاجات الشبيبة هذه الأيام من أجل الدفاع عن المشروع الديمقراطي وتطوير مؤسساته في بلادنا - أقدمت العائلة الملكية البحرانية المستبدة والفرسان الوهميين لدرع الجزيرة على أزالة معالم ساحة اللؤلؤة , التي غدت رمزاً للكفاح الوطني العادل من أجل العدالة الأجتماعية والمساواة في البحرين , ضناً منها ومن سواها من ملوك وآمراء الخليج العربي والمؤسسات الدينية المتطرفة , أنهم بذالك أطفئوا جذوت نضال الشعب البحراني وحذروا بمعاملتهم البربرية مع المحتجين , شعوب الخليج العربي التواقة للحرية والأنعتاق من ربقة الأستبداد والعبودية وكافة مظاهر التخلف الأجتماعي والأستلاب , الذي جَعل من حكوماتها معبراً لكل ما أساء لنضالات وتطلعات شعوب المنطقة والتشويش على كفاحها الوطني . أن محاولات أضفاء الطابع الطائفي على المطالب الشعبية الوطنية في البحرين والسعودية وغيرها من عواصم التردي , ما هو الا فصلاً بائساً من فصول الاجهاز على بوادر النهوض الثوري في الخليج العربي لتفادي أستحقاقات البناء الديمقراطي وشروط اقامة الدولة الضامنة للحرية والمساواة بين المواطنيين , فتحية لشبيبة العراق والبحرين وتونس ومصر واليمن وسوريا الشجعان اللذين يتربصهم الأنتهازيون وسارقي قوت الشعب لقطف ثمار تضحياتهم الغالية , التي حضيت بتقدير وأحترام كافة الأوساط الثقافية المحلية والعالمية , وأعجابهم بمستوى كفاءة تنظيم وأدارة الصراع الأجتماعي الدائر بين قوى التجديد والمستقبل من طرفٍ , والقوى الرجعية الساعية لأستمرار التخلف والبؤس الذي يلف حياة الملايين من الناس من الطرف الآخر, فالنجاح سيكون حليف قوى التجديد حتماً .
#جاسم_محمد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟