أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حسين يونس - إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب














المزيد.....

إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 15:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كان المقدم يوسف عياد - رئيسى - يضع هذه المقولة المأخوذة عن نيتشه على مكتبه ، بحيث يقرأها أى جالس مواجها له ، وكانت تستفزنى لأنها توحى بأننا نعيش فى غابة ، والآن بعد اربعة عقود أتذكر هذه العبارة وارى انه قد اصبحنا فى الزمن المناسب لتداولها فى مواجهة الكلاب النابحة فى كل مكان تريد ان تقوض الأسس الحضارية ، التى كافح الأجداد والاباء لترسيتها ..وتخطط للعودة بنا الى ظلمات القرون الوسطى.
المقدم يوسف ـ رغم أنه كان فى غاية الدماثة والتحضر ـ من الجيل الذى تربى على فلسفة نيتشة ودعاية جوبلز وأفكار الفاشيست التى كانت منتشرة بين مثقفى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى، وكان على الجيل التالى ـ جيلى ـ التخلص من تلك الأفكار الداعية الى الصراع الدموى الحاد لأسباب دينية أو قومية او, أثنية وان يحل محلها قيم سلامة موسى وطه حسين وخالد محمد خالد ، ثم لويس عوض ويوسف إدريس ، والتعلية من أخوة البشر والاهتمام بترقية أساليب حياتهم وتوجهاتهم . الاخوان المسلمين التفوا حول أفكار الاربعينيات الفاشيستية بعد ان ألبسوها ثوب الدين ، ونظموا ميليشياتهم وكوادر الارهاب ، حتى أنهم كانوا يمثلون للمثقفين أكثر الفئات ضلالا وتشويها للأفكار خصوصا بعد ان خاضوا مسلسلا من الاغتيالات طالت النقراشى وأحمد ماهر ، ونجا منها مصطفى النحاس وعبد الناصر .
الاخوان المسلمين فى زمن الناصرية أفرخوا تيارات جاءت على يمينهم سلفية موغلة فى ضيق الأفق ،وعدم القدرة على استيعاب ان الزمن قد تغير وأن الانسان عليه الآن إذا أراد أن يحوز مكانا على خريطة البشرية ، ان يمتلك العلم والفلسفة والقدرة على الابداع .ضيق الأفق السلفى تم تغذيته بواسطة دولارات البترول التى ينفقها سفهاء لا يعرفون أهمية إمتلاك لغة العصر والقدرة على المنافسة فى سوق أصبح ضاريا لا يهتم ولا يحفل الا بالأقوياء.وهكذا عندما أهمل المثقفون مواجهة الأفكار والتيارات الرجعية التى يحملها الفاشيست الدينيين خوفا من إرهابهم واتهامهم بالالحاد والردة ، بنفس الاسلوب الذى اتبعوه مع فرج فودة ونصر حامد أبو زيد وسيد القيمنى ، وجدوا أمامهم وحوشا مسيطرة على مجاميع الجهلة ومحدودى القدرة ، تحرك الشارع وتفرض أسلوبها فى المناقشة والتعبير عن مشاكلها بالبلطجة وقطع الطرق وحجب المواصلات ، ومنع الرسميين من الوصول الى مكاتبهم. الحكومة المصرية التى تخطو خطواتها الأولى نحو الديموقراطية واحترام حقوق الانسان والحوار بدلا من السجن والتعذيب ، تواجه اليوم ببشر فقدوا مقومات الفهم المعاصر ، ويصرون على العودة لثلاثة قرون ماضية عندما كان يدور الحوار بين رعاع متخلفين من جهة والمماليك ورجال الدرك من ناحية أخرى ، ينقض كل طرف على الآخر عندما يجد فيه ضعفا ، ناشبا مخالبه وأنيابه فية .
ما يحدث في قنا والمنيا ( وأسوان ) رغم أنهما أقل محافظات مصر مشاركة فى إنتفاضة يناير ، إنما هو فراغ أمنى تسبب فيه أن الحكومات السابقة كانت تتعامل مع ذئاب الجبل بالقهر والعنف والمعتقلات وامن الدولة ، وهكذا عندما تركت الحكومة العصا الغليظة وحملت غصن الزيتون وتوقفت عن إصدار الأوامر والتهديد وقررت الحوار ، وجدت أمامها كائنات طال قهرها وتشويهها واغتيال فكرها وخرجت بعيدا عن العصر تعوى وتصخب ، لأسباب تجاوزها العالم المتحضر منذ عقود إن لم يكن قرون .
السلفيون ومن يدفعون لهم يلعبون بالنار وهم يقودون المصريين لأن يتساءلوا من أين يتكسب كل أصحاب الذقون هؤلاء الذى يقتنى كل منهم جيشا من الحريم والأطفال ، ويدور يبذر الملايين على فرائسه ، هؤلاء الذين يرفعون أعلام دولة اجنبية ويتعيشون من صدقاتها لا يمكن إعتبارهم الا جواسيس وعملاء لهذة لدولة ويجب محاسبتهم على قطعهم للطرق وترويعهم للبشر ومنع موظفى الحكومة من عملهم علي اساس انة عدوان خارجي .
ما يحدث فى قنا والمنيا هو عدوان واضح على السيادة المصرية من عملاء دولة مغيرة تريد فرض سيطرتها على أجزاء من الوطن وإعلان إمارة تابعة قد تتوسع بعد ذلك.. والفعل التآمرى والجنائى واضح من تجميع عملاء هذه الدولة من كافة أنحاء الجمهورية لتشكيل قوى عسكرية وميليشيات ارهابية بغرض فصل جزء من الوطن عن سيطرة الحكومة المركزية ، إنها خيانة عظمى فى عرف القانون وحرب ذئاب شرسة على أرض الواقع لا يمكن المساومة معها الا بالظفر والناب .
ما يحدث فى قنا والمنيا من أعمال إغتصاب السلطة والميوعة التى تواجه بها من قبل رجال الدين والسياسة لم يحدث فى مصر منذ زمن محمد على وحتى اليوم ، إنه عدوان على وحدة الأراضى المصرية ومهما كان السبب فى هذا العصيان فإن أسلوب الضوارى فى قطع الطرق والسكك الحديدية ورفع أعلام أجنبية والمناداة باستقلال أمير مفروض منهم بعيدا عن الحكومة المركزية ، يجب أن يواجه بنفس الاسلوب ، وإن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب.
سيادة رئيس الوزارة المنتخب من جماهير الشعب ، لا تترك هؤلاء الملتاثين يحددوا مصير بلدنا لعقود قادمة ، وعلى الجيش أن يدافع عن حدود مصر ضد العدوان السعودى السلفى ، وإلا كان الخيار التالي مر لو أن فئات أخرى كونت ميليشياتها واستقلت يأقاليم رافعة أعلامها، إن مصر لم تضعف لتصبح نهيبة لهؤلاء البدو أكثر البشر تخلفا فى العالم.
همسة عتاب ... كيف تم إختيار هؤلاء المحافظون الذين لم يلق أى منهم أى ترحيب سواء فى الاسكندرية أو القاهرة أو بحرى أو الصعيد ، ألم يحن الوقت لتعيين المحافظ بالانتخاب.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشيستية الدينية أخطر من القومية والحرامية
- ليس دفاعا.. عن المتهم محمد حسني مبارك (2 )
- ليس دفاعا عن المتهم محمد حسنى مبارك
- ثانيا ..مصر مستعمرة وهابية
- هذا النظام غير قابل للاصلاح
- نعيب بين اطلال نظام مبارك
- - غزوة الصناديق - 19 مارس .2011
- وطن بديل ..يا محسنين
- هل يؤسس البشرى والجمل لخلافة اسلامية
- سيدى الرئيس .. هل أدوات سلفك مناسبة لك ؟؟
- لا أملك الا.. دموعي
- لماذا يكره فقهاء الدستور .. مصر!!
- اكشفوا، افضحوا، جرسوا من سرقوا مصر
- كابوس أن يحكم مصر عصابة لصوص
- الشعب لم يسقط بعد النظام
- حكم مبارك البائد.. بلطجة و فساد
- اسرائيل.. هل تمزح ام تمهد لاحتلال سيناء!!
- سيادة الرئيس .. أنت لست بطلا
- حلم تفكيك الدولة الأمنية (2)
- البياداجوجيا وحلم تفكيك الدولة الامنية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حسين يونس - إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب