أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - حكومتنا .. و - المَلا سيسو - !














المزيد.....

حكومتنا .. و - المَلا سيسو - !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 12:58
المحور: كتابات ساخرة
    


كان في مدينة العمادية في الستينيات ، رجلٌ دأبهُ الطلب من الناس ولا سيما الوجهاء والأغنياء.. كان يطلب النقود ، او الطحين او السكر او قليلاُ من النفط او الملابس وحتى اللحم أحياناً.. وكُل ما يخطرُ في البال . نسى الناس تدريجياً اسمه الأصلي وكانوا ينادونه " ملا سيسو " ، وإشتهر بهذا الاسم او اللقب ، وأصبح معروفاً بأنه الأكثر تطّلُباً وصار مَصدرَ تفّكُهٍ وتنّدُر في مركز المدينة والقُرى المحيطة . وأخيراً عندما إستفحلَ الأمر .. عاتبهُ رجال الدين بِشِدة على هذهِ العادة وأمروهُ بالكَف عن ذلك ... فوعَدَهُم خيراً . ولكن الطبعُ غّلاب .. فبعد أيام دخل ملا سيسو الى ديوان مفتي العمادية وكان المجلس مُكتظاً بالوجهاء وكِبار القوم ... فجلس الملا سيسو .. وسارَعَ الى مَدِ يده الى أذنه وجَرّها قليلاً مُخاطباً نفسه بصوتٍ جهوري ، حتى يسمعهُ الجميع : .. إسمع ياملا سيسو جيداً .. إنك قد وعدتَ أن لاتطلب شيئاً من أحد ، ويجب ان تلتزم بذلك .. المُهم .. إذا كان الحاضرون يمتلكون شيئاً من الكرامة والنُبل .. فهم سيبادرون الى إعطاءك ما تريد .. بدون ان تطلب منهم !!. .. طبعاً ، إضطر العديد من الحاضرين الى الإسراع بتزويدهِ بما يحتاجهُ للتخلص من لسانهِ اللاذع وإنتقاداتهِ القوية !.
الشعب عندنا ، يشبه ( الملا سيسو ) أعلاه .. فهو في الجوهر شخصٌ طيب ، وإحتياجاته متواضعة .. ويمكن تشبيه الحكومة بالوجهاء والأغنياء . وكما هو واضح ، فأن الملا سيسو ، يشعر في دخيلتهِ ، بأن ( مِن حَقهِ ) ان يُطالب بكافة إحتياجاتهِ ، وان ( مِن واجب ) الوجهاء والأغنياء ، أي الحكومة ... أن تُوّفِر له ذلك !
حتى ان تَذّمُر الحكومة من إلحاح الشعب ، وإستياء السُلطة من تمادي الجماهير ، وعدم تحمل المسؤولين للأصوات الداعية لمزيد من الحُريات العامة ، وغضب الإدارة ، على إصرار المُطالبين بفتح ملفات الفساد القديمة منها والجديدة ... ولا مُبالاة الدوائر الحكومية ، بتحسين وتطوير الخدمات المُقّدمة ... كُل هذهِ الأشياء ، أدتْ الى حدوث شرخٍ حقيقي وواضح ... بين طَرَفَي المُعادلة : السُلطة من جانب ، وهي تُمّثِل الحكومة والحزبَين الكبيرَين وقياداتهما وطبقة من المُستفيدين والمنتفعين ... والجماهير المُطالبة بتغييرات جذرية ، وتُمثلها فئات الشباب العاطل عن العمل ، وطبقة واسعة من المواطنين العاديين المستائين من لا عدالة توزيع الثروة ، والناقمين على مظاهر الفساد المستشرية على نطاقٍ واسع .. وهؤلاء يُشكلون في إعتقادي ، أغلبية المُطالبين بإصلاحات حقيقية ، ويضمون حتى جزءاً مُهما من " قواعد " الحزبَين الحاكمَين ، وان " أحزاب المُعارضة " حركة كوران والاحزاب الاسلامية ، لاتُشكل سوى أقل من نصف عدد هؤلاء .
عموماً .. ورغم " النصائح " و " التهديدات " ... التي مورِستْ على [ الملا سيسو ] ، لكي يسكت ويصمت ، ولا يُطالب ولا يشتكي .. فأنه في النهاية ، ليسَ أمامه إلا ان ، يُخاطب نفسه بصوتٍ عالٍ : ( ... إذا كانَ الحاضرون ، يمتلكون شيئاً من الكرامة والنُبل والشعور بالمسؤولية ، فأنهم سوف يوفرون لي كُل إحتياجاتي ... بدون أن أطالب ..!! ) .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ينقص - ديمقراطيتنا - ؟
- مبروك .. عيد رأس السنة الإيزيدية
- حكومتنا .. والحَرُ والبَرد
- رؤساءنا لا يلعبون ولا يُغَنون !
- صناعة الحرب
- ثورات المنطقة .. بعض الدروس
- أعمدة الفساد الأربعة
- وعود الحكومة العراقية
- علاوي والهاشمي ..مثل الساعة السويسرية !
- ألمالكي وبَرْهَم .. تَرَكا القراءة !
- العراقيون في سوريا .. في خطر
- قنابل موقوتة بأمرة مُقتدى
- 9/4 يوم تحرلال العراق
- السفرات المَدرسية
- الإرهابيين العَرب في العراق
- دولة قَطَرْ العُظمى
- على هامش حرق القرآن
- أقليم كردستان .. بين السُلطة والمُعارَضة
- التربية والتعليم ... ثانيةً
- البَديل


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - حكومتنا .. و - المَلا سيسو - !