أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو 1














المزيد.....

حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو 1


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو*

1

د. ليساندرو
الأديب صبري يوسف، لو تأذن لي بطرح سؤال عليك يتفرَّع إلى عدة أسئلة ما فتئ يلحُّ علي وأنا أمضي معك في رحلة الاستكشاف هذه ولربَّما جاء السؤال ضمن دائرة الأسئلة التي تطرح عادة في مجال علم النَّفس.
ترى ما هو سرّ هذه النَّجوى العذرية التي تنتشر في إبداعك الشِّعري- بخاصة- ؟!
ـ هل هي سرّ نقاء الرُّوح لديك؟
ـ هل هي سرّ لحواس منهكة؟ أم هي سرّ لرغبات جنسية صاخبة كبحتها النشأة الريفية أو قمعها العقل؟
ـ خوف انتهاك المباح وغير المباح، فراحت تستتر خلف حجب العفّة، بمعناها الذي لا يتِّفق غالباً مع روح البيئة الجديدة، أم هي سرّ لسرِّ يقبع في الأعماق، يجهل لغة البوح ويخشى الظُّهور؟
ترى ما هو السرّ - أتساءل - و أين يكمن من نفسك وكيف يطوف في فضائها الرَّحيب؟
اعزَّك الله ويسقيك من خمرة الشِّعر حتى تبلغ منتهى نشواتها.


صبري يوسف

الدكتور العزيز ليساندرو
أسئلتكَ قيّمة وعميقة للغاية
كلّ ما نوّهتَ إليه من خصوصية السرّ في النَّجوى العذرية ليس سرّاً وليس عذرياً خالصاً كما تتصوّر!
هل قرأتَ بطاقة تعريفي الواردة في موقعي عبر الحوار المتمدِّن وبعض مواقعي الأخرى؟
وهل قرأتَ نصوصي الشعرية كلّها أو أكثرها كي تتوقّف عند فضاءات عديدة مفتوحة، ربما تظنُّ أنني لا أطرقها، كالحبِّ والسَّلام والحرب والإنسان، والأرض والطفولة والغربة، والزمن، والموسيقى والعلاقات الحياتية، والسياسة بمفهومها العام، العادات والتقاليد، الحلم، الفرح والحزن، والنفس البشرية، الطبيعة، الكائن الحيّ، وعشرات عشرات المواضيع الحياتية والنفسية والإنسانية التي ربّما تشمل رؤية شبه بانورامية تخصُّني وتخصّ ملايين البشر ممن تنسحب حياتهم وتوجُّعات حالتهم على حالتي بطريقةٍ أو بأخرى؟!
لم تسألني سؤالاً واحداً يا صديقي فقد سألتني أسئلة تصلح أن نفتح مجلَّداً للتحاور في محاورها الخصبة، لكنّي سأعرّج على جناحٍ من الدقّة والهدوء والعمق على كلِّ تساؤل من تساؤلاتكَ الفسيحة.

ترى ما هو سرّ هذه النَّجوى العذرية التي تنتشر في إبداعك الشِّعري- بخاصة -؟!
هل هي سرّ نقاء الرُّوح لديك؟

صبري يوسف:
ـ نعم لربَّما هناك نوع من نقاوة الرُّوح، وكلّ روح بصيغة ما تحمل نوع من النقاوة لكن من جهتي لا أدّعي العفّة والقداسة إطلاقاً! وإنما أحاول جهدي أن أنقّي روحي ما أمكن من شوائب هذا الزَّمان، فأنا أحب النقاوة، نقاوة الرّوح والقلب والسلوك وطريقة التفكير، وأحبُّ أن يحملَ الإنسان بين جناحيه شفافيّة الرُّوح والرؤية والسلوك والمنحى الذي عليه، أن يقدّم من خلال تواصله مع الحياة أبهى ما لديه لأخيه الإنسان والطبيعة والكائن الحيّ كي يعيش في حالة راقية بعيداً عن لغة الشرور والحروب والفساد وممارسات سخافات آخر زمن!

هل هي سرّ لحواس منهكة ؟

صبري يوسف:
ـ لا يا عزيزي، هي ليست سرّ لحواس منهكة وإنما إنعكاس لحواس غائصة في الاشتعال مع شهقة الحياة المفتوحة على مدى خصوبة الرُّوح، هي دقّة الحواس التي ترعرعَت في مراحل عديدة من العمر وتمَّ ترجمة هذه الدقّة عبر طيف شعري وقصصي ورؤى غارقة في التحام الذات مع ذوات الآخرين من خلال تشرُّبات حيثيات العمر عبر محطّات الحياة، الشَّاعر يعكس ذاته وروحه وتجربته فأنا أستمدُّ من تجربتي وآهاتي ومنغّصات حياتي وآلامي وأفراحي وابتهاجاتي القليلة حبق شعري، وأترجم ما أشعر أنه يراود الآخرين ممن لديهم معاناة متقاطعة مع معاناتي، فالحواس تراقب ما حولها وتُترجم ما ترغب ترجمته وأحياناً يولد نصّي من محض الخيال مرشرشاً عليه بعضاً من شظايا عمري لكن يبقى الحلم والتدفُّق العفوي سيّد الموقف أحياناً!
والمخيلة تحصد أحياناً أخرى ما أراه في بصيرتي وما يتراءى في مخيَّلتي فلا يوجد عندي حواس منهكة بقدر ما هي حواس مشاكسة مندلعة عشقاً جامحاً في فضاء الحرف، تراقب ما يعتريها بدقّة غير منهكة بالصيغة التي تراها لكنَّها ربّما تكون منهكة من جلاوزة هذا الزَّمان ومن الدِّماء التي تراها حواسي متشرشرة في أقبية وأزقّة هذا الزَّمان، لكن هكذا نوع من الانهاك لا يستطيع أن ينهك حواسي بل يحفّزها لعبور ما لا يمكن عبوره عبر تحليقات الشِّعر الهائجة كي يخلخل ما أغاظني أو انهكني، فما ينهكني لا ينهكني طويلاً لأنني أردّ على هذه اللغة الانهاكية بلغة شعرية مضادّة بحيث تخلق في داخلي نوع من الراحة والمتعة، حيث انني أشعر وكأنَّ تدفُّقات شعري هي أمواج هائجة تبلسم جراحي وجراح من يشبهني وأشبهه بصغية ما، الشِّعر هو المحرقة التي يجب أن يطهّر الإنسان نفسه عبرها من خلال عبوره في رحيق فضاءات الشاعر المشتعل ليل نهار، والشاعر هو جمرة مشتعلة غير قابلة للحرق أو الاحتراق، لأنَّ هذه الجمرة مندلعة من خيوط شمس ساطعة في جبهة الحياة، هي ضياء الرُّوح وضياء الرؤية لعلّ الإنسان يخفِّف من ضراوته ومن خشونته ومن تخشُّبات رؤاه في الكثير من مناحي الحياة، لأني أرى في الكثير من بقاعِ الكون أن الإنسان ضلّ طريقه عمّا يجب أن يسير عليه وما على الشاعر و مبدعي وأنقياء هذا العالم إلا أن يزرعوا ويعبّدوا ويكلِّلوا طريقاً مبرعماً بالورودِ والراحة والفائدة والمحبّة والسلام!

...... ... ... ... .. .... .... .....!


د. ليساندرو، أستاذ في الأدب المقارن، جامعة ميونيخ، ألمانيا.



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجِّرينَ جموحاً شعرياً على خضمِّ الوفاءِ 50
- دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 4
- دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 3
- دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 2
- دراسة تحليلية لرواية صموئيل شمعون 1
- تعالي على أجنحةِ الرِّيحِ 49
- قفشات والدي مع الفنان عمر اسحق
- تشبهينَ حلماً هائجاً 48
- صوتُكِ متلألئٌ بنداوةِ الحنينِ 47
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 10
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 9
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 8
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير7
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 6
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير4
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 3
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 5
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 1
- تحريرُ فلسطين والأراضي المحتلة بطريقةٍ تخرقُ الأساطير 2
- ترتِّلُ لأمواجِ البحرِ ترتيلةَ العيدِ 46


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - حوار مع صبري يوسف، أجراه د. ليساندرو 1