حسين التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 - 22:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ملايين الدولارات او بمعنى اخر، مليار دولار او اكثر تصرف سنويا لتغطية نفقات الايفادات للسادة المسؤولين .
هذه المبالغ المهولة قد لاتتوفر للعديد من الوزارات الخدمية التي يطالعنا مسؤوليها دائما بتصريحات تتحدث عن ضيق ذات اليد !! بينما ثمة غالبية عظمى تنام في عسل وهم تصديق تلك المعلومات والتعاطف معها بوصفها حقائق، وهم يتخيلون ان هؤلاء المسؤولين يعيشون في حالة ارق دائم ويجوبون الكرة الارضية من اقصاها الى اقصاها بحثا عن أي فائدة او منفعة تصب في صالح المواطن!!
من المؤسف ان هذه الايفادات لاتشمل المسؤولين في بغداد فقط بل هي تمتد وتتفرع كما العشب الشيطاني لتغمر عطاياها وهباتها العديد من المسؤولين في المحافظات، وهؤلاء تعددت وسائلهم وتنوعت طرق احتيالهم على احلام ومشاعر البسطاء، فهم يدعون بأنهم يقومون بهذه الرحلات من اجل عقد الصفقات او التفاهم مع الشركات الاستثمارية لجذب المستثمرين، وكأن ثمة من يحتاج الى ان يرى القماش الجيد على جسد عارضات الازياء كي يقتنع بشرائه .
الغريب في الامر ان العديد من المسؤولين استغلوا موضوع الايفادات لمصالحهم الخاصة ومصالح زبانيتهم ومن لف لفهم. فتجد ان الاسماء تتكرر دائما في كل ايفاد او انها على سبيل التغيير تضع اسماء اخرى فيتم ادخال اسم سائق احد المدراء او اسم موظفة لاتحمل أي مؤهلات سوى امكانياتها الجسدية.. وتصرف لهؤلاء في كل مرة الاف الدولارات لتغطية مصاريف اللقاء بوفد كان بالامكان ارسال دعوة اليه واستضافته بعشر معشار تلك المبالغ .
وليس هذا حسب بل ان الاغرب من هذا ان ثمة ايفادات خاصة بالاعلاميين يتم ايفاد مجموعة من الاشخاص هم اما من المسؤولين او اقاربهم، ولاعلاقة لهم من قريب او بعيد بأي مسمى اعلامي، وهم مثلما ذهبوا يعودون دون أي تغيير او تحقيق أي مكسب اعلامي او ثقافي.
ترى لماذا تغفل الجهات المعنية مثل هذه الحقائق التي تكلف الدولة ملايين الدولارات التي لايمكن وضعها او تصنيفها الا تحت طائلة هدر المال العام.
ولماذا يتم اختبار وامتحان صبر من تنطبق عليهم شروط الايفاد لكن لايحصلون عليه لأنهم ليسوا من اقرباء السيد المسؤول او هم ليسوا من الحاشية او ينتمون الى هذه العصابة او تلك من عصابات الموظفين المقربين من صفقات المقاولات ومافيا المقاولين والمستفيدين الفاسدين.
#حسين_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟