عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 - 15:16
المحور:
الادب والفن
1/ياسمين
طارد رجال الامن بضعة صبية كانوا يهتفون باسقاط النظام.اختفي الصبية خلف شجيرات من الياسمين.لم تلبث أن ابتلعتهم.اسقط في يد العناصر الامنية.فقد كانت أغصان شجيرات الياسمين متشابكة كدغل .أحضروا مقصات وبدأوا في قص أغصانها.كلما قصوا غصنا نبت الف غصن.باتت معركة بين الياسمين ومقصات الامن.قام المسلحون في النهاية باجتثاث جذور الشجيرات . نزفت الياسمين عبقا هد جدران الخوف المسيج للمدينة.
2/تمرد
وصلت الاوامر باطلاق الرصاص على الغوغاء في الشوارع...لقم عناصر الامن اسلحتهم...قبل ان يضغطوا على الزناد تقدم ظل كل عنصر واعلن تمرده على القرار...وقفت الظلال حاجزا بين الامن والمتظاهرين...وصلت الاوامر سريعا:اعدموا الظلال...ومن يومها بات الجلادون دون ظلال...
3/عطر فواح
نزعوا اقنعتهم وظهرت ملامحهم الحقيقية...تقدموا بقلوب ميتة...دقائق قليلة حتي بترت سيوفهم كل الاحلام...حينما غادروا كانوا قد داسوا علي كل الورود وقطعوها...لكن الريح حملت عطرها الي عشاق جدد...
4/نار
حين اضرم النار بنفسه...لم يعرف قط ان شرارة منه ستحملها الريح... فتضرم حريقا امتد الي ما بعيد
5/ادانة
كانت المظاهرات تملأ السماء..وصراخ الثكالي والمصابين يعلو ...الارض افترشتها اجساد القتلي...والجلادون لم يكلو او يملو ...نظر الي كل التقارير التي وصلته عن حالة البلاد...لفت انتباهه تقرير صغير عن اعتقال شاعرة في الصومال...ارغد وزبد واصدر بيان ادانة وشجب ناري ....
6/اجتماع
في كل ليلة يجتمع سكان المقبرة لتسجيل احداث اليوم.تعود كل منهم ان يدون الاحداث وقصص العباد وتسجيلها في كتاب الحسنات والسيئات حتي ان نفخ في الصور كانت اوراقهم جاهزة ليوم الحساب.مؤخرا باتوا يقفزون عن تسجيل اسباب وفاة القادمين الجدد.فقد كانوابالمئات وجلهم من الشباب ياتون مضمخين بالدم والقلة تأتي راضية مرضية.انتبه الجميع الي ان سيد الموتي بات يكتب امام كل وافد جديد قصة قصيرة مليئة بالاحلام الوردية،وينثر فوق صفائحهم مسكا وعنبر لعل احلام القبور تعوضهم فقدان احلام الحياة، ولعل الاحلام تمحو قصص القتل الهمجية من تاريخ البلاد
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟