أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاة زعيتر - القناع














المزيد.....

القناع


نجاة زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 17:20
المحور: الادب والفن
    


هل جربت النوم في قلب إمرأة؟

كثير من الشمس وكثير من العشب و كل هذا الربيع مر من هنا و أنا أنصرف منك قطرة قطرة،كانت عصافير الجداول تتدرب على جديد زقزقاتها.

هذا ما خطر لي ذات مساء حين حط الشقاء بيننا،كان وسيما كنبي،لم أجد مبررا لطرده أيضا لم أعانقه،تناولنا العشاء سويا.الحق أنه تعب كثيرا في تفسير بعض أحلامي و حين عرف أنها ليلة عيد ميلادي أهداني وردة ،ثم نام كطفل شقي فوق صدري...و حين شعر بالحب يداهمنا قال الجالس بيننا :تمهل لم يعد من حقك أن تسرف أنفاسك وحدك.

كنا بعضا من تفاصيل الحكاية،فأية لعبة ابتكرها الشقاء؟

هل جربت النوم في كف إمرأة؟

أقصد أن الحكاية ما عادت بياض لوحة يخادع ألوانه،و أن الصورة قد تلبس خطابات رجل مات،و ساعة يده القديمة ،و خاتم فضي وقور.

لماذا تصرين أن تملأني هذا البياض بوجهي؟

ما دخلك تنهش تفاصيل الحكاية؟

الشوارع الفارعة بجدرانها الندية تبدو أكثر وقارا عكس الأوراق البيضاء التي تثير إشمئزازي تبعث في أصابعي صقيعا معمدا ببرد القلب،في القلب وجه يهرب إلى الصورة قالت صديقتي التي تحولت عن الشعر إلى قراءة الكف.

أنشغل بتفاصيل أخرى، لعبة الغميضة الجميلة لم تعد تليق بنا،كل ثمارك تجدرت في القلب،البياض يبتلع الصورة.فهل كان لهذا البياض مدخل آخر تقترحه الصورة؟

ولماذا غضبت كثيرا حين قال خط كفك أن للحب معك قصة مستحيلة.ربما أدرك الوجع منبته فراح يترنم بتعويدات يحفظها بنهم:"عاقلة جدا،و طيعة كثيرا،و صوتك يكسر رجولتي." الرجل لا تآكليه و لا تضاحكيه تقول جدتي ذات الأصول التركية."لعبة الغميضة الجميلة لم تعد تليق بنا،كل ثمارك تجدرت في القلب،البياض يبتلع الصورة:الخطابات،ساعة اليد القديمة،الوجه الأسود و الخاتم الفضي الوقور و رجلا يقتله الحب فيهرب إلى القناع.أحاول أن أخفي حبات النمش ببعض مستحضرات التجميل رغم أن أشعة الشمس الحارقة أحالت وجهي إلى صحن عدس أسمر.كانوا ثلاثة بقيت وجوههم ألوان لا تجرؤ على فض تفاصيل الحكاية،جاؤوا قضاءا و قدرا هكذا يحلو لك وصفهم:إسمه كذا ،لعب الكرة مع أبناء الجيران طفلا،و رقص في أعراس الأحباب شابا،يضيق بالمدينة،يضيق بنفسه و يخشى الدخول في الصف فيرمي بها لصقيع الصباحات الجذلة.

تتحيز الأشياء،تقول براءتها منك:ما قيمة التفاصيل الآن؟

قميصك الناصع البياض ،وجهك شديد السمرة،أسنانك المنسقة بحكمة طبيب أسنانك المحنك.

فهل جربت النوم في حجر إمرأة؟

كنا خارج البياض،السكون بدأ يفقد الكثير من صبره،البياض أيضا بدأ يفقد بعض صدقه.

فأية لعبة تبتكرها الصورة؟

ماذا تقول دموع جدتي و هي على فراش موتها؟

"إذا لم تكن سعيدا فدع غيرك يسعد".

إبتكار الحكمة أيضا صار من بعض أشيائنا المحايدة.

إستبحت وصية جدتي ،و تحامقت أعبئ ما بين السماء و الأرض ضحكا،قفزت أرمي بك خارج الصورة إلى ذلك البياض الآخر حيث ذلك التشاكل المتجانس المختبئ في الظل المكثف بالغياب،حيث يمكن أن نكون أنا و أنت و بعض أشيائنا المهمشة بأمر الغائب المطاع و كفى.

فهل جربت النوم في عيني إمرأة؟

حين تنفرد اللحظات بما لا يجرؤ على القول بسر الحكاية،وحدها الوجوه التي تشبهني تستطيع إعادتي إلى مفاتن البدء.البياض يكتنف الصورة و خلف القناع ملامح رجل يخاتله الحب،أردت أن أستحضر الجملة،أية جملة؟

هل أعجبك القناع؟

مرارة صوتك قفزت إلى عنقي تشبثت به،خفت من هشاشتها،من غبائها أيضا.

لا أدري ربما أيقظت في ذلك الوضوح الصامت إلى ممارسة الحياة مرة أخرى بصمت و هدوء؟

تقبل الفكرة نحوي،تتقمصني،تقول معناها بنكاية المنتصر و جبنه أيضا.

مرة أخرى أدركت أنني أحاول إبتكار سفري إلى خرافة مستحيلة.فهل كانت حاجتي إلى غرائبي المبتغى من أهمل زمنا من عمر نشوتي؟

أم أنني عندما منحت الشتاء عطلته السنوية تماثل بك القناع و عندها كل شيئ إبتدأ؟

فهل جربت الغرق بين شفتي إمرأة؟



#نجاة_زعيتر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبتسامة المخنوقة
- رائحة الموت
- في إنتظار النبي
- الوردة أنت
- قطعة الموسلين الخضراء
- سؤال الجواب
- رحلة إنسانية
- المفقود


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجاة زعيتر - القناع