أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - شرعنة التزوير .. وفلسفة (خليهه سكتة)














المزيد.....

شرعنة التزوير .. وفلسفة (خليهه سكتة)


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 12:12
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يشارك في عمليات السلب والنهب التي حدثت بعد التاسع من نيسان عام 2003 الملايين من العراقيين، على الرغم مما ادعته بعض الفضائيات وعلى الرغم مما كان يعانيه هؤلاء الملايين من فقر وجوع وحرمان، انما شارك في هذه الظاهرة المخزية الكثير من الاغنياء او ممن ينتمون الى الطبقة المتوسطة.. الى حد ما، وربما شارك عدد من الفقراء في هذه العمليات لكن باعداد قليلة قياسا الى غيرهم.
واذكر انني نظرت وقتها الى سطوح الجيران، يدفعني الفضول وملاحظة وردتني من احد الاصدقاء، فاكتشفت ان اغلب سطوح الاغنياء كانت قد امتلأت بهذه (الغنائم) بينما بقيت سطوح الفقراء فاغرة فاهها من الدهشة والتعجب لشراهة الاغنياء، ولم تكن هذه الملاحظة تخص الحي الذي اسكنه انما شاركني اياها العديد من الاصدقاء، في مناطق مختلفة ومتباعدة، فحصلت وقتها على شبه احصائية تؤيد ماذهبت اليه.
ووفقا لمشاهداتي واستقراءاتي لبعض التفاصيل الاجتماعية، اكتشفت ان العدد الاكبر من الفقراء (من الخريجين) لم يحصلوا على وظائف حكومية، بينما حصل العديد من الاغنياء وممن لديهم اكثر من مصدر للرزق على تلك الوظائف، واستطاع البعض منهم خلال السنوات القليلة الماضية ان يستغل مواهبه الشيطانية في الحصول على مبالغ مالية كبيرة لاعلاقة لها بالرواتب التي تقاضاها، فابتنى له دار اخرى غير التي كان يملكها واقام العديد من المشاريع الخاصة به، عن طريق علاقاته الجديدة التي ضمنتها له الوظيفة – سواء كان يعمل محاسبا في قسم او دائرة للمشاريع – او اي وظيفة اخرى لها علاقة بحركة انتقال الاموال .
الغريب في الأمر .. او بمعنى اصح، الاكثر غرابة وعجائبية ان بعض من هؤلاء لم يكتف بكل هذه الفرص غير الشريفة التي حصل عليها، بل انه انحدر الى مستوى اخلاقي ادنى عن طريق لجوءه الى منافسة الفقراء الذين استفادوا من رواتب شبكة الحماية الاجتماعية، فسجل اسمه ضمن هذه الشبكة وواصل الحصول على الرواتب طوال الاعوام الماضية !!
اي خسة ووضاعة هذه؟ وكيف لهذا اللص ان يضع رأسه على الوسادة وينام قرير العين وهو يعلم جيدا بأنه قد سرق أموال الفقراء من العاطلين عن العمل والارامل واليتامى ! وأي نفس مريضة تلك التي تتعايش مع مثل هذه الجريمة الانسانية دون ان يرف لها جفن ؟
اليوم وبعد ان تم الكشف عن ارتكاب العديد من هؤلاء لجرائم السطو على رواتب وحقوق الاخرين، يكتفي مدراء هؤلاء بالظهور امام شاشات التلفاز ليقولوا لنا بان الرواتب التي سرقت سيتم استعادتها عن طريق اقتطاعها من رواتب المتجاوزين.. لا اكثر، او يضيفون فقرة مفادها ان ثمة لجان ستحقق مع هؤلاء، وليس هذا فحسب بل ان بعض مدراء الدوائر المعنية يقول، وبلهجة مخففة و(مهونة) ان دائرته لم يكتشف فيها الا عشرون موظفا قياسا الى عدد موظفيها الذي يربوا على الالفين، وكأن الموضوع يخضع لنسب وحسابات رياضية، وليس جرائم ترتكب بحث الفقراء والمحرومين والمحتاجين.
ومثل هؤلاء هناك من ارتكب جريمة تزوير الشهادات التي تخص التحصيل العلمي وما يترتب عليه من رواتب تقاضاها هذا الموظف او ذاك لعدة اعوام، فيتم فقط احتساب الفروقات واقتطاعها من راتبه، (وفقا للواسطة التي يمتلكها) .
ايضا هناك موضوع (المفصولين السياسيين) الذين تم اكتشاف تزوير لديهم، وانهم لم يكونوا يوما سياسيين ولم يعانوا من جور النظام السابق بل الانكى من هذا ان العديد منهم ساهموا في العمل ضمن الماكنة الدكتاتورية، واليوم حين يتم اكتشاف زيف ادعاءاتهم وتزويرهم للوثائق والحقائق يتم الاكتفاء بتغريمهم الفروقات التي تقاضوها، وهم يواصلون عملهم في دوائرهم، ولا يشعرون بأي خجل او ذنب، بينما العديد من السياسيين الحقيقيين الذين قارعوا النظام السابق بأكثر من وسيلة، يخجلون من القول انهم (مفصولون سياسيون) ويكتفون بالجلوس في اخر الصف، والتزام الصمت.
اذن من الظلم ان تتبنى اي جهة حكومية مبدأ (عفى الله عما سلف) لأنه يعني تشجيع كل هؤلاء اللصوص وشذاذ الافاق على الافلات بفعلتهم، ومواصلتهم للسخرية من الحكومة ومن الالاف المؤلفة من الفقراء، والشرفاء الذين ابعدوا عن وظائفهم جورا وبغتانا دون ان يجدوا الفرصة لاستعادة حقوقهم المسلوبة.
ترى هل ترضى الجهة المعنية بهذا الشأن هذا الموقف المخزي ؟ وهل يدفعنا هذا الى تصديق ما يردده هؤلاء اللصوص والمزورين عندما نسألهم لماذا لاتحاسبون وفقا لما تستحقون ؟ فيجيبون بعفوية وهدوء قاتل : (الحال من بعضه) و (خليهه سكته).



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية العالم
- العرب يقرأون ويكتبون
- سلم الرواتب ولعبة (الحية ودرج)
- القبول في الجامعات والمعايير القديمة
- شباب ساحة التحرير يضعون علامة ×
- اعياد نورورز في ديالى.. سياحة غير مكتملة
- كرسي الاعتراف
- ساسة ومقاولون
- أقنعة البطالة
- فيك الخصام
- ميدان مصر وساحة بغداد
- شباب من تونس ومصر ومحافظات عراقية
- زنكنة .. هل مات آخر الرجال؟
- التحليق الى الهاوية
- العراق اولا
- سوبر نائب
- من الاذكى هذه المرة .. المرشح أم الناخب
- جنة الخلد مثواك ايها المعلم.. فلامكان لك بيننا
- اذهب ايها المهجر انت وربك فقاتلا
- خالد السعدي .. الشاعر الذي اقتفاه القدر


المزيد.....




- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما
- وفاة صاحبة إحدى أشهر الصور في تاريخ الحرب العالمية الثانية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - شرعنة التزوير .. وفلسفة (خليهه سكتة)